الجزء الثاني

13K 313 5
                                    

"غيث!!"
رمشت بجفنيها مرتين متتاليتين عل الرؤية تتضح لها.
- يبدو أنك تفاجئتي برؤيتي التي لم تتوقعيها أبدا.
جاء صوته الساخر ليؤكد لها بأن من تراه فعلا هو ذاته غيث الذي التقته صباح اليوم. كرهت نفسها لانها لم تستطع اخفاء تفاجئها به.
- تفضلي يا آنسة ملاك.
وقف ليشير بيده تجاه الكرسي قباله.
حاولت ملاك أن تبدو رسمية ومتزنة أكثر فهي ترغب بأن تظهر له صورة جيدة عنها.
ألقت عليه التحية وجلست باعتدال الى حيث أشار. لا تدري لما ألقت نظرة خاطفة على هندامها الذي كان عبارة عن عباءة سوداء عادية ورتبت شالها حول رأسها.
- اخبرتك مساعدتي بأني سأجري لك مقابلة وظيفية.
سأل مؤكدا.
ردت عليه بهدوء
- أجل وأنا مستعدة لهذا.
ناولته ملفها الذي يحوي سيرتها الذاتية مطبوعة وبعض من شهادتها التي حصلت عليها تثبت كفائتها وخبرتها. كذلك احتوت على توصية مديرة دار المسنين.
التقط الملف ووضعه جانبا دون أن يلقي نظرة على مايحتويه.
انزعج من هذا الامر لكن طبعا لم تعلق. قال لها وهو يسند ذراعيه على المكتب ويسند ذراعيه.
- عرض العمل الذي عندي يا آنسة ملاك هو أن تكوني الممرضة الخاصة لجدتي.
تباعدت شفتيها قليلا لذهولها. لكن سرعان ماتداركت نفسها وسألت
- عفوا هلا فسرت لي أكثر؟
تنهد ليوضح لها مقصده.
- جدتي امرأة كبيرة في السن وبحاجة من يهتم بها طوال الوقت ما اعرضه عليك هو أن تكوني أنتي هذا الشخص الذي يعتني بها.
أحست ملاك بالدم يتدفق في وجنتيها
- عفوا هل تظنني خادمة كي طلب مني هذا الطلب؟!
أرجع نفسه للوراء بهدوء يتناقض مع حالة ملاك ليسند ظهره على الكرسي ويقول:
- يا آنسة لدينا العديد من الخدم لا تسيئي فهمي.
أردف:
- جدتي صعبة المراس في الحقيقة شخصيتها قوية كما انها لا تسمح لأي أحد بالبقاء قربها او الاهتمام بها. أنا أعرض عليك العمل بناء على طلبها هي ويجدر بي أن أخبرك بأنها قلما ترتاح لاحدهم.
صمت للحظة وهو يلقي عليها نظرة متفحصة ليكمل بعدها
- حسبما رأيت أنتما متفاهمتان جدا وأنا متأكد من أنها ستسر وتفرح بك كثيرا لوجودك حولها.
ملاك كانت تحاول أن تركز على كل كلمة يقولها لكن غضبها ازداد. هبت واقفة لتقول:
- صحيح أنا أحب الجدة حورية كثيرة لكن آسفة هذا العمل لا يناسبني ابحث عن غيري.
قال واقفا هو الآخر:
- آنسة ملاك أنت ممرضة ولا بد أنك تعرفين بأن هناك وظيفة تسمى بالمريض المنزلي.
أخذت نفسا تحازل استعادة هدوئها
- أجل أعرف ذلك تلك مهنة لا تتناسب وكفائتي كما أن لها أناس مختصون يقومون بها اقصد أحد مكاتبها ان كنت تريد واحدة أنا لم أتعب حتى ينتهي بي المطاف أعمل في المنازل.
قال وهو يضع كفيه في جيبي بنطاله:
- نحن لا نريد أي أحد نريدك أنت
ثم استدارت مغادرة ليستوقفها وهو يقول بكل ثقة
- فكري بالموضوع راتبك سيكون ضعف ماكنتي تحصلين عليه في تلك الدار كما سأحرص على منحك امتيازات تستحقينها.
رمقته بنظرة عدم تصديق هل هو جادا فعلا في طرح عليها هذه الوظيفة.
يؤسفها حقا أن تفكر الجدة حورية بهذه الطريقة.
تحركت متجهة نحو الباب لتخرج دون ان تعير كلامه أي اهتمام.

رواية "ملاك " .......... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن