الحلقه (2) الجزء الاول

18.1K 294 5
                                    

الفصل الثاني ( الجزء الاول ): احداث غريبة !
______________________
في وقت متأخر من الليل.
في احدى المنازل.
كانت سهر جالسة على الارض في غرفتها تستند على السرير و تغطي جسدها و ترتجف بقوة ( سهر هي البنت اللي خدعها جاسر و اوهمها بحبه وخد منه شرفها بإسم الحب و سابها ) ، تتذكر كلام ذلك الوغد وكيف رمى المال عليها ووصفها بأنها لا تختلف عن الساقطات اللواتي يقضي لياليه معهن وهي كانت مجرد لعبة لكن لحظة..... ليس هو المخطئ فقط هي ايضا اخطأت عندما تخلت عن مبادئها و نست اهلها و شرفها و قبل كل شيء نسيت ربها و زنت بإسم الحب..... أي حب هذا الذي يجعلها تخون دينها و أهلها و تسلم شرفها على طبق من ذهب.... لكن هل كانت ستندم هكذا لو أن جاسر لم يخدعها ؟
كانت ستستمر معه بعلاقتهما المحرمة لكن الصفعة التي اخذتها كانت عقابا من المولى.... ماذا ستفعل الآن هي تشمئز من نفسها تشمئز من جسدها حتى انفاسها تعتبرها حراما كيف ستكمل حياتها هل تخبر اهلها بما حدث ام تصمت و تنتظر حبل المشنقة الذي سيأتي عاجلا ام آجلا.
سمعت طرق الباب فانتفضت ومسحت دموعها لتقول بنبرة مرتجفة :
- مم... ماما انا تعبانة وعايزة ارتاح روحي لو سمحتي.
والدة سهر :
- ياحبيبتي مالك انتي من لما رجعتي و انتي محبوسة في اوضتك اطلعي خلينا نقعد نتعشى مع بعض ونتكلم.
عضت سهر على شفتها تحاول كتم شهقاتها و اردفت :
- انا مش جعانة يا ماما انا بس تعبانة وعايزة انام.... ارجوكي يا ماما روحي وسيبيني.
تنهدت الام و ذهبت وتركتها تبكي على ماحدث لها.
_______________________
في فيلا ليث الشافعي.
صف سيارته ودلف كاد يصعد لغرفته لكن توقف عندما سمع صوت والدته تناديه من الصالون ، ابتسم و اتجه إليها ليجدها جالسة تشاهد التلفاز اتسعت ابتسامته و انحنى عليها يقبل يديها بحنان :
- السلام عليكم ، ازيك يا احلى ام في الدنيا.
زهرة بابتسامة :
- انا كويسة الحمد لله ربنا يرضى عليك يا ابني دنيا و آخرة.
تنهد ليث ووضع رأسه على قدميها وهو يقول :
- انا هفضل كويس طول ما انتي راضية عني يا ماما ربنا يخليكي ليا يارب ويديمك نعمة فحياتي.
مسحت زهرة على شعره و اردفت :
- اول يوم ليك في الكلية كان ازاي.
ليث بهدوء و قد تذكر أسيل :
- كان تمام احنا لازم نتعود على جو الاسكندرية لاننا هنقعد هنا كتير.
زهرة بتساؤل :
- انا لسه مش فاهمة ليه نقلنا من المنصورة للإسكندرية و ليه فجأة قدمت على وظيفة دكتور في الجامعة مع انك كنت رافض الشغلانة ديه انا حاسة انك مخبي عني حاجة يا ليث.
تجهم وجهه فجأة لكنه رسم الابتسامة و تشدق ب :
- كل القصة اني فكرت فكلامك وكده كده شهاداتي مركونة ليه مستغلهمش و بعدين الفيلا ديه كانت لبابا ربنا يرحمه فكرت ان الاحسن نجي نعيش هنا وسط ذكرياته و بالمرة اشتغل هنا في الاسكندرية انتي عارفة اني لما اتقبلت ورقي اتحول لهنا..... المهم سيبك من الكلام ده و قوليلي عاملة ايه اكل انا جعان اووي بجد.
ضحكت زهرة و فجأة لمحت خدشا عميقا على ذراعه فشهقت بفزع :
- ايه ده يا ليث ايه الجرح ده انت عملت حادث ؟!!
حمحم و تذكر ما حدث عندما كادت سيارته تصطدم بتلك الفتاة المدعوة أسيل حينها ضغط على المكابح بقوة ادت الى ارتداده للأمام بقوة وكان هناك مقص موضوع على الجانب فاخترقه دون ان يشعر....
ابتسم و غط ذراعه بكم القميص قائلا :
- متخافيش ده حادث بسيط و حطيت معقم على الجرح.
زفرت و اجابته عابسة :
- خد بالك من نفسك ياحبيبي علشان خاطري.
ليث مقبلا يدها :
- حاضر يا ماما.... انا جعان جهزيلي الاكل بقى.
- ههههه الاكل جاهز هحطه و انت روح غير هدومك وتعالا ناكل مع بعض.
هز رأسه بنعم و صعد لغرفته نزع قميصه و وقف امام المرآة يطالع ذلك الجرح ، ابتسم دون شعور و همس :
- بنت شرسة اوي و مغرورة زيادة عن اللزوم و لسانها طويل..... بس حلوة اوي.
تنهد و دلف للحمام ليستحم انتهى وارتدى ملابسه بنطال خفيف باللون الاسود و تيشرت ابيض نزل للاسفل ليتناول الطعام مع والدته و التحدث في عدة امور جانبية.....
______________________
في فيلا المنشاوي.
دخل جاسر وهو يعبث بهاتفه و كانت عائلته تتناول العشاء رمقهم بطرف عينه و صعد على السلم لتوقفه والدته جميلة :
- جاسر حبيبي مش هتجي تاكل معانا ؟
جاسر ببرود :
- لا انا كلت برا مع صحابي.
الاب محمد بسخرية :
- مع حبيباتك قصدك ؟ انت مش هتبطل التصرفات ديه.
زفر جاسر و اكمل طريقه لغرفته بينما همست جميلة له بغيظ :
- انت ليه دايما بتضايقه كده كأنه مش ابنك.
محمد بحدة :
- دافعي عنه اصلا انتي اللي دلعتيه عشان بقى كده انتي عارفة ايه المصيبة اللي عملها ؟ ابنك يا هانم ضرب عامل نظافة قدي مرتين و لما راح يشتكي جاسر بعتله بلطجية يضربوه و يهددوه لو اني معرفتش القصة من زياد صاحبه و حليت المشكلة وخليت الراجل يتنازل كان زمانه ابنك الضابط المحترم مرفود من شغله.
جميلة بدون مبالاة :
- المهم انك حليت المشكلة انت مش قائد الضباط على الفاضي يعني.
نظر اليها محمد بسخط ثم حول انظاره ل إبنته " نور " التي كانت تتابع مايحدث بصمت فبرغم انها اصغر من اخيها بكثير لكنها اكثر هدوءا و عقلانية ، حمحم و قال ليغير مجرى الحديث :
- نور حبيبتي اخبار دراستك و جامعتك ايه مبقتيش تحكيلي عليهم زي زمان.
وضعت نور الشوكة و اجابته بتهكم ساخر :
- وهو حضرتك يا بابي عندك وقت ليا ؟ انت و مامي طول الوقت مشغولين ومش فاضيين ليا خالص انا هكلم مين يعني.
محمد بحنان :
- معلش يا حبيبة بابي انتي عارفة طبيعة شغلي متزعليش مني.
جميلة بابتسامة :
- ما انا دايما بقولك تعالي معايا على النادي وانتي مبترضيش بتقوليلي مبحبش جو ستات المجتمع صح ولا لأ.
تنهدت نور ووقفت قائلة :
- فعلا انا مبحبش الجو ده خالص كان احسن لو اتربيت وسط عيلة فقيرة على الاقل كنت اهلي كانو هيلاقو وقت يقعدو معايا و يطمنو عليا زي باقي الاهالي مش كل حاجة فلوس و شغل.... المهم انا هروح اذاكر و بعدين انام جود نايت.
ذهبت و تركتهم منذهلين من كلامها اتجهت لغرفتها لكن فجأة توقفت عند غرفة اخيها و طرقت الباب ، اذن لها لها جاسر بالدخول فدلفت ووجدته مستلقيا على السرير يعبث بهاتفه ابتسمت و رددت بمرح :
- بتعمل ايه يا جسورة.
نظر اليها جاسر بضحكة :
- تعالي يا لمظة..... هكون بعمل ايه يعني اهو بضيع وقت لحد ما بابا ينام و انا اطلع.
جلست نور بجانبه واردفت :
- يعني زي ما بابي قال انت وقتك كله مع البنات صح..... جاسر انت ليه مش بتسيب الحاجات ديه و تحب بنت ممكن تقدر تغير حياتك للافضل.
تنهد جاسر وصمت قليلا ثم هتف بإقتضاب :
- اما بحب حياتي زي ماهي ، وبعدين مفيش بنت تستاهل تتحب كلهم خاينين و بيحبو الفلوس و يستاهلو اي حاجة وحشة تحصل معاهم.
نور بحزن :
- انت لسه فاكرها يا جاسر ؟ حبيبي البنات مش كلهم زي بعض ومش معنى ان البنت اللي حبيتها خاينة يعني البنات كلهم زيها.
جاسر بحقد :
- لا كلهم زي بعض..... انا لسه فاكر اللي كانت خطيبتي كويس كان لسه فاضل على فرحنا شهر واحد وكنت ميت من الفرحة لان اللي حبيتها هتبقى مراتي بس احلامي ضاعت لما لقيتها نايمة مع رئيسي في الشغل الوس** قالتلي انها بتفضل مع الاغنى بكل عين بجحة انا وقتها عرفت ان عشان اي بنت تتعلق بشاب لازم يكون معاه فلوس وميهمش لو كان وسخ و قذر.
مسحت نور على شعره و تابعت :
- كل حاجة بقت من الماضي يا جاسر وهي ربنا عاقبها و عملت حادث مع اللي خانتك معاه وماتو..... بس على فكرة الغلط مكنش غلطها لوحدها انت كمان كنت تعمل علاقات مع بنات كتير و انت خاطبها يعني.....
قاطعها جاسر وهو ينظر اليها بجدية :
- انا راجل وبعمل اللي عايزه و الراجل بيخون و يكلم بنات من ورا خطيبته او مراته محدش ليه عنده حاجة انما الست لأ أدام ارتبطت لازم تفضل مخلصة و متعملش حاجة غير انها تربي ولادها و تعتني ببيتها وجوزها !!!
تضايقت نور من كلامه وكادت تتكلم لكنه قاطعها بكلامه :
- اطلعي برا لو سمحتي عايز ارتاح.
تنهدت بيأس و نهضت خرجت من غرفته تاركة اياه يدون رقم أسيل ليتصل بها لكن فجأة رن هاتفه بإسم سهر ابتسم بخبث و اجابها :
- الو ؟
وصله صوتها المتحشرج :
- ج...جاسر ، اهلي هيجوزوني انا سمعت بابا بيقول لماما ان فارس هيجي يتقدملي قريبا.
اجابها بسخرية :
- ايوة اعملك ايه يعني ؟
سهر ببكاء :
- جاسر انت عارف اني مبقدرش اتجوز بعد اللي حصل ، ارجوك تعال اتقدملي و تقدر تطلقني بجوازنا بعد كام شهر بس والنبي متسيبنيش لان شرفي و شرف اهلي ه.....
قاطعها بتأفأف حاد :
- اسمعيني كويس يابنت الناس اللي حصل حصل متجيش تقرفيني دلوقتي في عمليات كتير بتتعمل للي زيك قبل الجواز اعمليها و انا هتكفل بالمصاريف غير كده انتي لا بتعرفيني ولا بعرفك و لو شوفت رقمك على تلفوني تاني صدقيني هفضحك قدام اهلك اصل صورك الحلوة معايا و صدقيني انا بعمل اكتر من كده مفهوم !!
اغلق الخط بضجر ثم ابتسم بإنتصار هامسا :
- انا سعادتي مرتبطة بدموعكم يا شوية ***** .
______________________
في منزل أسيل.
كانت جالسة في غرفة والدتها مع شقيقها فارس الذي كان يتحدث مع فريدة بخصوص زواجه.
فريدة بابتسامة :
- ماشي هما يحددو الميعاد اللي عايزين تروحلها فيه وانا هروح معاك اطلب ايد سهر لحبيبي الغالي.
ابتسم فارس و قبل يدها قائلا :
- ربنا يخليكي ليا ياست الكل انتي عارفة قد ايه انا بحب سهر و هكون اسعد انسان لو اتجوزتها.
أسيل بحماس :
- واااو انا متشوقة علشان اعيش جو مرات الاخ و اخت الزوج ! فارس انت بس اتجوزها وجيبها على البيت وانا هاخد بالي منها كويس متقلقش هنعمل عصابة انا وسهر وسارة و نعمل خطط واااو هيبقى في حماس في البيت الكئيب ده.
ضحكت فريدة و كذلك فارس الذي قال :
- الله يكون فعونها يارب.
أسيل بغرور :
- ليه بس ياحبيبي ده ربنا بيحبها اوي عشان يرزقها ب اخت زوج كيوت زيي.
فارس :
- هههههه انتي عارفة انك مجنونة ربنا يكون فعون الراجل اللي هيتجوزك.
استلقت أسيل على قدمي امها و رددت بتذمر :
- لا انا مش هتجوز هفضل عايشة مع مامي طول حياتي انا كويسة من غير راجل بلا جواز بلا هم.
فريدة وهي تمسح على شعرها بحنان :
- بس ديه سنة الحياة ياحبيبتي كل بنت مصيرها تتجوز وتسبب بيتها وعيلتها وبعدين الجواز حلو كفاية كلمة ماما اللي هتسمعيها من ولادك بتمون عليكي كل صعب
تابع فارس بمزاج :
- أسيل متسيبيهاش تضحك عليكي الجواز ده مقلب كبير هو اه حلو لينا احنا الرجالة لان مفيش حاجة بتتغير بس انتو الستات بتسيبو بيوتكم وتروو على بيت تاني و تخدمو راجل غريب عنكم اتخيلي يا حبيبتي ان أسيل الشرقاوي بجلالة قدرها تبقى ااا...
لم يكمل لأن أسيل انتفضت جالسة وهي تردد :
- مستحيل !! مامي انتي سامعاه بيقول ايه قوليله يسكت.
فريدة بتحذير :
- فارس متضايقش أختك بطل رخامة.
ضحك فارس بلؤم :
- طب ما أنا بقول الحقيقة هو الجواز وحش اه بس شر ولابد منه ههههههه.
أسيل بمكر :
- ماشي يا عم الفيلسوف لما أشوف سهر هنقلها كلامك حرف حرف ونبقى نشوف هتعمل ايه.
ضحك وردد بطريقة مسرحية :
- لا وحياة عيالك اللي لسه متخلقوش ده انا كنت بهزر بس مش كده يا ماما.
أسيل بغرور :
- اتحايل عليا شويا.
رفع إحدى حاجبيه وقال وهو يقذف وسادة عليها :
- اتحايل عليكي هااا أمشي من قدامي.
قهقهت أسيل و قفزت من على السرير ل تركض للخارج تاركة شقيقها ووالدتها يضحكون عليها بقوة.
_______________________
دخلت أسيل لغرفتها و استلقت على سريرها أمسكت بهاتفها تتحدث على الواتساب مع سارة و أخبرتها عن رغبة فارس بالزواج من سهر لتقول لها الأخرى :
- ربنا يتمم على خير وعقبالك يا حبيبتي.
أسيل :
- مش لما ألاقي الواد الأول ههههههه.
بقيت تتكلم معها حتى رن هاتفها برقم غريب أدركت من هو سريعا فأخبرت سارة بأنها تود النوم ووضعتها ، نظرت للهاتف بخبث وأغلقت الخط رن ثانية وثالثة حتى فتحته وقالت :
- مين معايا ؟
جاسر بابتسامة :
- على اساس أنك مش عارفاني يعني ، كنتي بتفصلي فوشي ليه ؟
- كنت عايزة اعرف اذا لسه مصر تكلمني او هتزعل وتبطل ترن عليا.
حدث جاسر نفسه بسخرية :
- محسساني أنك شريفة ومش ميتة علشان تكلميني بس انا مش هستسلم غير لما تقعي تحت ايدي ، تنحنح و تكلم بذكاء :
- الضابط جاسر مبيستسلمش بسهولة يا ياخد اللي عايزه.... يا يمحيه من الوجود.
استغربت أسيل من كلامه فسارع بالقول :
- ههههه انا بهزر ، أسيل احكيلي عنك اكتر.
ابتسمت أسيل :
- اممم هقول ايه ، انا اسمي الكامل أسيل الشرقاوي عايشة مع ماما و اخويا فارس اكبر مني و بابا ميت و بدرس فكلية الطب وديه اخر سنة ليا و هتخرج عندي اصحاب كتير بس البيست فريند بتاعتي هي سارة اللي كانت معايا في المطعم بس كده.
استغرب جاسر كيف ان تكون تلك الفتاة هي صديقة أسيل المفضلة انهما مختلفتان عن بعضهما كثيرا في الملابس وحتى التصرفات ، ابتسم بتهكم وهو يحدث نفسه كل من ترتدي ملابس واسعة هي عاهرة تختبئ خلف ملابسها المحتشمة لتخفي حقيقتها و تخدع الشباب هذا ليس غريبا.... افاق من شروده و اردف :
- طب انتي مرتبطة ؟
ضحكت بخفة :
- هههه لأ انا سنجل.
جاسر بمكر :
- اممممم ده من حسن حظي ، بس نسيتي تقوليلي انك من افضل الطالبات في الجامعة.
أسيل متسائلة باستغراب :
- عرفت ازاي.
تجرع جاسر كأس النبيذ الذي كان في يده و اردف :
- تصدقي لو قولتلك اني بعرف كل حاجة عنك حتى اصغر التفاصيل ؟! متنسيش اني ضابط يا دكتورة.
- اممم وليه كنت بتسألني ادام انت عارف كل حاجة يعني.
- ههههه عشان اسمع صوتك الحلو ده دكتورة أسيل.
اسيل بانزعاج :
- بطل تقولي دكتورة انا أسيل بس.
جاسر : وانا كمان جاسر بس مش سيادة الضابط.
ضحكت برقة و تابعت التكلم معه حتى نامت الساعة 5 صباحا.

مستنقع الذئاب Where stories live. Discover now