ميزته كادت أن تُكشف...

187 26 34
                                    

_"قنديل بحر قنديل بحر قنديل بحر!"، صرخت متكوّبة حول نفسِي و واضِعة يداي أمامِي كوسِيلة دِفاع مهزومة لا جدوى مِنها.

فتحت نِصف عينِِ عِندما حلّ الهدوء و قد كان المتحوّل قِندِيلا أزرقا على وشكِ الموت.

لن أساعِده!فليمُت!هذا الشيء خطر على البشرِيّة...اللّعنة على إنسانِيّتِي التِي تعاتِبنِي...

_"هو ليس إنسانا حتّى..."، تمتمت بِها و أنا آخذ القِدر الكبِير الذِي وجدتُه داخِل الخِزانة أين تعجّ بِالأوانِي...

حمدا لِلّه أنّ المنزِل مجهّز بِكلّ شيء.

وضعت المتحوِّل داخِل القِدرِ بِحذرِِ على نفسِي، و ذلِك بِدحرجة القِدر تحت القِندِيل و دفعِه بِخفّة مِن الأسفل حتى لا أتعرّض لِلسعة قِندِيل مِنه، قد جرّبتها و هِي مؤلِمة!

كان القِدر كفِيلا مِساحته أن يلِج القِندِيل فِيه لكِنّ رأسه و لامِستين مِن خاصّتِه لم تسع داخِله، لِذا فقد أسرعت لِوضعِه تحت صنبور المِياه داخِل حديقة المطبخ المصممة على شكلِ مربّعِِ عمِيق(لا أقصِد بالأمر حديقة في المطبخ إنّما تِلك الحفرة أين توضع الأوانِي المنزِلِيّة للغسِيل أظن أن اسمها حديقة مطبخ-,-)ا و فتحِه بسرعة، لكِن...

و الشّكر لِتهوّرِي، حِين أخفضت أنامِلِي باندِفاع لامس ظاهِر يدِي إحدى لوامِسِه.

أصدرت تأوّها متألِّما لكِن كان هذا آخِر همِّي...

بِما أنّ جرس المنزِل قد رن...

تركت صنبور المِياه مفتوحا و هرعت نحو الباب متجاهِلة ألم اللسعة.

حقا...أهِي أولى مِن اكتِشاف أن مخلوقا غريبا داخِل المنزِل وقد دمّر طاوِلة الأكل مثلا؟

فتحت الباب بِيدِي الأخرى، و على سوء تفاجئِي...

لقد كان رِين...

_"مالّذِي تفعله هنا؟"

دفعنِي متجاهِلا سؤالِي لِمدّة ثمّ أجاب واضِعا يديهِ داخِل جيوب بِنطالِه:

_"لو أنّكِ لم تتصرّفِ كالهارِبة مِن السِّجن قبل قلِيل و سمِعت ما كنت أرِيد قوله، لعلِمتِ أننِي سأبِيت معكم هنا أيتها الغبِيّة."

_"م...ماذا؟"

ليس وقته...ليس وقته أبدا...

_"كما أننِي قلت أنكِ ستعلمِين تِلقائِيّا حِين ترين الحقِيبتين الموضوعتين داخِل الغرفة الثانِية...لكِن أظنّ أننِي قدّرت ذكائكِ كثِيرا."

ستي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن