اعتِياد و تغيّر...

127 21 10
                                    


_"م...مالّذِي دهاك لِلخروج مِن المنزِل؟تعال!"، قلت و أنا أحمِله بين يدي لكِنّه باغتنِي بِقفزة لم أضعها فِي الحسبان.

إِنّما لم تكُن قفزة إثر اللاشيء...

بل كانت قفزة انتِفاض مِن الشّخص ورائِي.

_"آنِسة آيرِيس، هلاّ أعطيتِنِي علبة الطّعام بِجانِبِك؟لقد نسيت خاصّتِي أمامكِ."

كان يتكلّم مقترِبا أكثر فأكثر، فِي هذه الحالة لا يجِد المرء الوقت لِيفكِّر فِي حلّ بِتفجِير واعِِ لِعدم وجود الوعيِ تِلك اللّحظة...جلّ التّفجِير يكون فِي كيف أستطِيع تخبِئة المِحنة التِي حطّت على أكتافِي...

لم أفكِّر إلا و قد جعلته مكوّبا و مكوّرا إِنش آخر و أجعله داخِل أحشائِي، كانت أشِعّة الشّمس تلعب دورا مهِمّا فِي إِخفاء الضّوء حول ستي حيث أنّها ترسِل أشِعّتها مباشرة نحوِي، تحدِيدا نحو حضنِي، إذا و مِن هذِه الوضعِيّة انقلبت على نفسِي و من يرانِي لن ألومه إذ قال أننِي مجنونة.

الموقِف لا يُتَخَيل حتّى مِن شِدّة غرابتِه!

هذة اللّحظة أنا أتمنّى مِن كلّ قلبِي لو كنت رملا مِن الشّاطِئ، لو طاوِلة المنزِل المكسورة، سِنجاب و سأقبل بالأمر مِن شِدّة إحراجِي.

حسنا، عليّ حقا إِيجاد حلّ لِمهزلة الشبّان التِي أقوم بِها.

_"آه!الألم لا يُحتمل!يا إِلهِي بطنِي!"

_"أ...أكلّ شيء بِخير آنِسة آيرِيس؟"

_"لا أظنّ هذا آه!بطنِي يؤلِمنِي حقّا!"

نظرته إِليّ أصبحت مشتّتة و مضطرِبة، رفع يديه لِلأمام قائِلا:

_"ل...لا تقلقِي، يمكِنكِ الذّهاب لِلمنزِل و أنا سأخبِر المسؤول عن الشّاطِئ أنّكِ فِي حالة لا تسمح لكِ بالمساعدة، فِي الأخِير، هو عمل خيرِيّ تطوّعِي، لا تجبِري نفسكِ أرجوكِ."

_"شكرا، هذا لطف مِنك سيِّدِي."، قلت متألِّمة بِشِدّة، أقصِد ممثِّلة التّألّم بِشِدّة...

انتظرت ذهابه المتوتِّر، صحِيح أنّ الجمِيع حولِي لكِن المسافات بيننا بعيدة بِنِسبة معتبرة، و مِنها و مِن اللّحظة معظمهم لم يكن مجال رؤيتهِم يخترِقنِي، هرولت و ستي مازال بين أحضانِي متوجِّهة مباشرة دون الالتِفات إلى المنزِل.

مِن الإِيجابِيّات التِي صادفتها أنّه بِفضل العاصِفة التِي حلّت، كانت جمِيع المحلاّت مغلقة ما أنقص نسبة النّاس على الطّرِيق، دون نِسيان أن الوقت الآن الثانِية عشر، و تقرِيبا الكلّ يتناول غداءه، سواءً مِن عمّال موظِّفِين داخِل مراكِز عملهم، أو متطوِّعِين متجمِّعين فِي مكان معا على الشّاطِئ، أو أناس و أسر و عائِلات ملتفِّين حول مائِدة الطّعام داخِل المنزِل.

ستي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن