3

38 1 0
                                    

مرت أيام كثيرة و لم أري ذلك الشخص مجدداً .. كنت أذهب للبحث عنه في نفس المكان و أخدع نفسي بأنني قد اشتقت للبحر ..رسمت الكثير و الكثير من الصور التي تحمل ملامحه فهناك عادة لم أتخلص منها بعد .. عندما ارسم لوحة واحدة أتخيل قصتي عن تلك اللوحة و أرسم القصة كاملة بجميع التفاصيل و علي لوحات عديدة فمثلاً ذلك الفتي رسمت له صورة مع فتاة في غاية الجمال و كانت في كل لوحة لونها يبهت حتي اختفت تماماً و أصبحت مجرد ألوان مشوهة و بعدها لوحته و هو يعزف علي البحر و أخري و هو يهمل الكمان و الأخيرة كانت للكمان الحزين و هو وحده علي الرمال و تم عرضهم في الجاليري الخاص بي لعله يراهم صدفة و يتسأل هل هو أم أحد يشبهه.. أؤمن دائماً أن الصدف لها أسباب و علامات من الله و أنا أحب أن أتبع العلامات لأصل للنهاية ..

______________________________________________________________________

أنا أحمد صاحب الخامسة و العشرون عاماً و لكن فعلياً عمري يتعدي ذلك الرقم بمراحل فأنا أؤمن أن العمر يُحدد علي حسب المواقف التي مررنا بها و ليس الأيام .. قررت السير قليلاً في ذلك الجو المشمس فعندما تداعبني الشمس أشعر أنني لازت حياً عكس القمر الذي يشعرني بوحدتي و الظلام الذي يحاوطني و لكن للحظة توقفت أمام جاليري لم أراه من قبل .. اللوحات معبرة للغاية و هناك لوحات تشبهني كثيراً بل يكاد يكون ذلك الشخص هو أنا و تلك الكمانجا أيضاً .. ما هذا؟؟؟

- متستغربش .. الرسمة ديه ليك فعلاً عشان متفكرش كتير 

التفتت حتي أري فتاة لا تشبه ذلك الزمن مطلقاً ربما جائت إلي هنا عن طريق آلة الزمن .. ملابسها كلاسيكية للغاية لم أجد كلمة تعبر عنها غير أنها مبهرة في كل شئ الملامح و الثقة التي تتحدث بها و تلك الملابس التي أعشقها

- انتي مين ؟؟ و رسمتيني ازاي؟؟

كان يتحدث بكل هدوء ملامحه لا تعبر عن أي مشاعر غضب و لكن عيناه فضحت انبهاره بلوحاتي العديدة

- أنا اسمي حنين و أنت؟

حنين!! أحب هدوء ذلك الاسم و أحب المشاعر التي تكمن بداخله فكلاً منا يحن إلي شئ ما ربما أماكن أو أشخاص أو ذكريات لا تُنسي

- أنا أحمد بس مجاوبتيش علي سؤالي !!

ابتسمت لي ثم نظرت لصورتي المرسومة و قالت

- شوفتك مرة واحدة كنت بتعبر عن حزنك بطريقة غريبة ماسك الكمانجا و بتعزف بعبقرية رغم إنك مش مركز غير مع البحر اللي عمال تحكيله كل اللي جواك أنا انبهرت و كان لازم أسجل اللحظة ديه بطريقتي و بخيالي أنا ..

صوتها يعزف علي الكلمات فأسمع أوتار الكمان و هي ترقص بخفة .. بسيطة هي في كل شئ حتي في التعبير عن فنها

- طب تحبي تعرفي خيالك رسملك الحدوتة صح و لا لا ؟؟

تحمست كثيراً لذلك السؤال فهناك ثقة بداخلي أن خيالي لا يكذب أبداً

- أنا واثقة إنها صح

ابتسم لي و تنهد ثم اقترب خطوة أمامي و قال بصوتِ أذاب قلبي

- عموماً لو عايزة تعرفي الحدوتة فعلاً تعالي في العنوان اللي في الكارت ده و هتفهمي الحدوتة كلها سلام..

اختفي تماماً من أمامي و أنا افكر كثيراً .. الفضول سيقتلني و لكن كبريائي لن يسمح بذلك أم سيسمح لا أعلم ..

" الشغف هو بداية كل شئ .. فبدونه لا حب من الأساس"


You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 01, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حب كلاسيكيWhere stories live. Discover now