الفصل الثاني

3.9K 98 0
                                    


جلست على الكرسي المواجه له في حديقة المشفى ،، تهز قدميها بتوتر شديد و بأطراف أناملها تضرب على طرف الطاولة بصبر نافذ لسماع رأيه فيما قالت ،،

ولم يتأخر "هاشم" في التعقيب كثيراً عندما هدر بإتهام : يعني أنتِ ليكي يد في موت أخويا !

رفعت كفيها بدفاع هاتفة : واللّٰه ما كنا قاصدين فريد حتى ! دا قضاء ربنا ! هو كان قاصد فتون (هدأت وتيرة صوتها تدريجياً بخزى وأكملت) أو إحنا كنا فاهمين كدا لكن عاصم كان قاصد آنس ؛

هز "هاشم" رأسه بذهول و همهم : أنتِ فاكرة إن كلامك دا يغفرلك مثلاً ؟ ولا فاكرني مختوم على قفايا و هصدق إنك ندمانة !

تلألأت الدموع بعينيها وأردفت بحشرجة : أنا لو مش ندمانة بجد ، مكنتش هبقا هنا دلوقتي جنب آنس ولا كنت هحكيلك كل اللي حصل و أساعدك نلاقي فتون !

: وأنا إيه يضمنلي إن كل اللي بتعمليه دا مش ملعوب من ألاعيبك ؟
تسائل بحذر و صمت لحظة ثم أستكمل بفظاظة : دا طبعاً بإعتبار إنك واحدة عملت فيها ميتة قبل كدا و علمت عالكل !!

زفرت "جنة" بتذمر وقد عادت لها شخصيتها القوية ثم هدرت بإنفعال : بص يا أستاذ هاشم أنا مش مجبرة أقعد قدامك زي التلميذ المذنب و أنتَ أستاذي و بتعاقبني كدا ! أنا حكيتلك عشان نفكر و نلاقي حل سوا و نلحق المسكينة دي قبل ما تقع في إيد اللي ما بيرحمش !

صمتت تلفظ أنفاسها ثم أسترسلت : وأه لو لسه شاكك ولو واحد في المية إني بلعب عليك أو إن أخوك بينا أو من غيرنا كان هيموت لإن دا قضاء ربنا ،، فأنا مستعدة أقوم حالاً و مش هتشوف وشي تاني أبداً !

ضيق عينيه بشك في أمرها و همهم متوعداً : مش هتمشي ولا هتغيبي عن عيني لحظة لحد ما ألاقي فتون ،، بعدها هنصفي أمورنا سوا بطريقتي يا مدام جنة !

مطت شفتيها بلامُبالاة هامسة : مبخافش على فكرة ! (ثم أردفت بإبتسامة صفراء) أنا واحدة ماتت قبل كدا و أتقطعت عن العالم سنين ، يعني مش باقية عالدنيا !

_________________

مساءًا ،،

تناولت منه كوب العصير بأيدي مرتجفة دون أن تتجرأ على رفع رأسها عن ظهر الكرسي ،، لازال العالم يدور بها بِلا هوادة و معدتها تتقلص بألم لا يُحتمل .. وكأنها هي من تعرضت للحادث و ليس إبن عمها !

جلس "فريد" على الكرسي المجاور لها بصمت ، فتسألت بوهن : عرفت منين ؟

أجاب بتنهيدة مثقلة بهمومه : هاشم كلمني ،

أؤمأت بصمت بينما تنحنح هو و تسائل بتردد : هو فين صحيح ؟

: هو مين ؟!
تسائلت بعدم فهم ، فأجاب : هاشم ، خطيبك يا چوري !

أرتسمت إبتسامة ساخرة على جانب وجهها لم يلحظها هو و قالت : مع جنة من الصبح ، بيدوروا على فتون !

وكانت مُعجِزة !! Where stories live. Discover now