(الفصل السادس)

16K 835 82
                                    


تجلس على سريرها تنظر نحو تارا بشرود، وهي ترتب لها ملابسها في الحقائب، وتضع لها لوازمها الشخصية، لقد مضى على حديثها مع والدها أسبوعٌ كامل لم تره فيه، غدًا صباحًا هو يوم رحيلها عن المملكة، أخذتها ذكرياتها لحديثهما الذي دار بينهما في الحديقة:

نظر لها والدها وتكلم بجدية وتصميم : "ستذهبين إلى مدرسة السيدة يوجين بعد أسبوع "

انتفضت الأخرى مكانها غاضبة وأردفت : " لا أريد ذلك، أبي، تناقشنا سويًا مراراً في هذا الموضوع، وأخبرتك بوضوح أنني لا أرغب بذلك، وبينت لك أسبابي تجاه هذا الأمر "حاولت أن تهدئ نفسها قدر المستطاع كي لا يجبرها على الذهاب إلى هناك .

تحدث رودريك وما زال هادئًا وبصوت جاد لا يقبل النقاش : "لقد اتخذت القرار ولا مجال لرفضك، ستذهبين للمدرسة وتتدربين بشكل جيد، لا أريد وريثة عرشي ضعيفةً مستهترة لا تحسن التصرف."

نظرت له بحزنٍ وقهر، فخرج صوتها حزينًا متلعثمًا : "لكن... "

قاطعها قائلاً بحدة : "من دون لكن، لقد قلت ستذهبين، يعني ستذهبين، منذ متى وقراري يناقش؟ "
سألها وغضبه يتصاعد من رفضها للذهاب مراراً، لقد طفح به الكيل منها، لن يسمح للرفض هذه المرة لقد فكر في كل شيءٍ بشكلٍ جيد.

هي أميرة ويجب أن تكون قوية، ستحكم شعبه في أحد الأيام، ولا يريدها ضعيفةً سهلةَ الهزيمة، يجب أن تخضع لتدريباتٍ مكثفة وتتعلم أصول الحكم واتخاذ القرارات المصيرية، ستشكرني يوما ما حين تتدرك الحكمة وراء ذلك، هكذا حدث نفسه .

صمتت تنظر له وعيناها املئت بالدموع، تقوس فمها بحزن، وأخذت تفكر في نفسها قائلة: هذا عقابٌ قاسٍ، إن هذه المدرسة بعيدةٌ جداً عن هنا، غير ذلك الأنسة يوجين صاحبة عقل متحجرٍ كالصخر، ولا يُسمح لأحد بمغادرة المدرسة إلا بعد أن ينتهي من التدريب ويتعلم كل أنواع العلوم المفيدة والسخيفة، ويوجين في معتقدها أنها جميعها مفيدة، لكنني أختلف معها في تفكيرها،

هي لا تعرف الرحمةَ، لدي هنا مدربٌ بالفعل، ويعلمني كل فنون القتال، وجيدةٌ فيها نسبيًا، لمَ أبي يريد إرسالي إلى تلك المرأة الشريرة! يا إلهي ساعدني، لا أريد الذهاب، لم قسى عليّ هذه المرة هل بسبب مغادرتي القصر وحدي وهذا عقابي؟ أم يوجد أمرٌ آخر!

استقام رودريك واقفًا وأردف: "حضري أمتعتك ستغادرين المملكة نهاية الأسبوع" تابع سيره للداخل لكنه عاد والتفت إليها وقال" تذكرتُ أمرًا!" نظرت له بأمل عله يعدل عن قراره هذا، لكنه خيّبه بالفعل حين أكمل" لن تأخذي فيكي معكِ ."

وهذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، وطفح بها الكيل، انفجرت باكية تشهقُ بقوة، تُخرج ما اعتمر في قلبها من حزن، وزاد حزنها وضيقها بعد أمره بأن تترك تنينها العزيز على قلبها، استقامت من مكانها واتجهت راكضة إلى داخل القصر وهي تبكي بشدة من عقاب والدها الذي تعتقد أنه مبالغٌ فيه وصعبٌ عليها تنفيذه .

لؤلؤة البحر (رباط)Where stories live. Discover now