الفصل التاسع

9.4K 393 38
                                    

دلف ريان إلى حجرة تمارا بهدوء..لقد أصبح وجوده بجوارها شيئا أساسيا فى حياته وكأنه الهواء..ينتظر فقط أي فرصة يكون فيها متفرغا فيها ليسرع إليها ويجلس بجوارها يحدثها وكأنها حبيبته غزل.. وكأنها لم تفارقه يوما..يدرك فى قرارة نفسه أنها ليست بغزل ولكنه رغما عنه يعدها هي..يراها كما كان يرى محبوبته تماما..اقترب منها وجلس بجوارها يتأمل ملامحها الجميلة..ملامح حبيبته الراحلة..كان من المفترض أن تفيق..ولكنها مازالت تغط فى سبات عميق..غيبوبة غريبة تركت نفسها تسحب إليها بعمق..احتار الأطباء فى إيجاد سببا لها فلم يجدوا..ليدركوا على الفور أنها غيبوبة اختيارية..اختارت تلك المريضة أن لا تفيق فى الوقت الحاضر..ليتركوها حتى تتعافى نفسيا ولكنهم يحرصون على سلامتها الجسدية بالمتابعة..بينما ريان أصبح رفيقا شبه دائما لها..بعد تخطيه لصدمة ظهورها امامه بملامح غزل للمرة الاولى..وصدمته التى ظهرت جلية على ملامحه ليترك الحجرة على الفور موكلا الطبيب المساعد له بمتابعتها ويتجه إلى غرفته الخاصة على الفور..وسط دهشة الممرضات..ليجد نفسه رغما عنه تجذبه مشاعره تجاه غرفتها مجددا..ليدلف إليها يتأملها هي..غزل حبيبته وزوجته المتوفاة..ظل هكذا حتى  الساعات الاولى من الصباح..ليعود كل يوم بعد ذلك إليها من جديد يتأمل ملامحها التى اشتاق إليها.. يرى أنفاسها التى تستنشقها وتزفرها بهدوء.. ليدرك أنها حية..هي حية ولو لساعات ..أو أيام..ولو أرادت تلك الفتاة أن تحتفظ بملامح محبوبته فتظل غزل حية تتنفس..ربما رآها من بعيد كل فترة..وربما....

نفض أفكاره التى أخذته بعيدا جدا..ليدرك أنه مازال يحتاج لرؤية طبيبه النفسى..شعر بحركة يدها ليركز نظراته عليها..انتفض عندما تحركت يدها مجددا ليقترب منها قائلا بلهفة:
غزل..

انتبه على نفسه ليتنحنح قائلا :
احممم..ياآنسة.

رمشت بعيونها لينتعش الأمل بقلبه وهو يميل بوجهه أكثر عليها قائلا بلهفة:
سامعانى؟؟؟

فتحت عينيها فجأة ليتوقف الزمن فى تلك اللحظة وهو يرى غزل تتطلع إليه بعيونها التى لطالما عشقها..يشعر بدقات قلبه المتسارعة والتى تدفعه لأخذها بين ذراعيه وضمها كي يرشف من عشقها حد الإرتواء..بينما ظهر الرعب على ملامح الفتاة ليفيق من أفكاره ويبتعد عنها قائلا بسرعة:
أنا آسف..أنا..أنا اسمى ريان.. الدكتور المتابع لحالتك.

عقدت حاجبيها فى حيرة..إنها تعرف ذلك الصوت..ذلك الذى يبدوا مألوفا لديها رغم أنها تراه للمرة الأولى..نبرته الرجولية الحانية..لقد سمعتها من قبل..نظرت إليه فى حيرة لتحبس أنفاسه داخل صدره ..إنها نفس النظرة..نفس الملامح..تبا..ماذا فعل بنفسه؟إنه يكاد يموت شوقا إليها..ورغما عنه يقيد نفسه بقوة كي لا يستسلم لمشاعره..فهو يدرك أنها ليست غزله..قالت تلك الفتاة فى ضعف وهي تتأمل محيطها:
انا فين..وجيت هنا إزاي؟

صوتها يختلف عن صوت محبوبته..مما جعله مدركا أكثر أنها ليست بزوجته..ليقترب ريان منها وهو يجلس على الكرسي بجوار سريرها..قائلا وهو يحاول أن يتمالك نفسه:
إيه آخر حاجة فاكراها؟

امرأة وخمسة رجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن