هل ستعود

22 1 0
                                    

قابع في غرفتي كعادتي يملا غرفتي جوء من الكابة و الصمت بعد يوم طويل من الدراسة المملة و التحديق في مجموعة من الحثالة ادرس معهم في نفس الصف احيانا اتساءل لما يحتاج الجميع الى اصدقاء لما لا يستسلمون الي الكابة و الحزن 

قصتي بدات عندما كبرت في عائلة مملة لا شيء جديد على الاطلاق انجبوا طفلا ليست له احلام او طموح يعيش داخل قلبه وحش يسمى الحزين النرجسي نعم كما قرات منذ ولادتي كنت احس بانني مختلف عن الجميع اتعلم لماذا لانني ارى الموتى منذ حوالي سبع سنوات   كان عمري وقتها 8 سنوات سالتنا المدرسة كعادة اي استاذ ماذا تريد ان تعمل  عندما تكبر الجميع كان متحمس يشارك افكاره الا انا الطفل الكئيب الذي يكرهه الجميع انظر اليهم باستغراب ما فائدة احلامهم السخيفة هذه كنت الطفل الوحيد الواعي بينهم مما ولد في نفسي طبع النرجسية ممتزج بالكابة لم اكن مجرد شخص حزين يفكر في الانتحار بل كان لدي هدف واحد و هو الابتعاد قدر الامكان عن هذا العالم عالم الحمقى و الحثالى و بينما كنت غارقا في افكاري ايقظني من شرودي تلك العجوز الشننطاء تصرخ في وجهي قائلة الم تكتب بعد ايها الاحمق كان تصرفها عاديا بالنسبة لي اما بالنسبة لحثالة صفي فكان مضحكا و محرجا لي لكن كما سبق و قلت انا لا اهتم لمجموعة من الحمقى لا يتجاوز عمرهم  10 سنوات تنهدت ووقفت رفعت صوتي و قلت بلا مبالاة اريد ان ارى الموتى في تلك الحظة حدق بي الجميع و اطلقت افواههم المقززة ضحكات ساخرة تحمل كل معاني الاستهزاء و السخرية  فبدات المعلمة في اسكاتهم ثم التفتت الي قائلة ''تخلى عن حلمك '' ايها الكئيب الغبي لكنها لم تتجاهلني و لم تسخر مني كما فعل البقية كان ذالك غريب بالنسبة الي رن جرس العودة الى البيوت كان جميع الاطفال يصطحبهم اباؤهم طبعا الا انا الفتى الصغير المنسي الذي لا يكترث له والداه عند طريقي الى المنزل اعترضتني مجموعة من القمامة فاخذوا في ضربي باقسى ما يتوقعه عقلك لفتى في مثل عمري لكن هذا لم يكن شيئا و لا يساوي شيئا مما اخبئه من الم داخلي عدت الي المنزل كالعادة كانت امي في العادة لا تطبخ شيئا الي عندما تعود في المساء من عملها و ابي يعود في اول شعاع للفجر وضعت حقيبتي و ذهبت لزيارة ذالك القبر الرخامي المنتصب في ظلال اشجار السرو فذالك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدث وجود هيمارو هانا اما غصات هذا القلب الصغير و اوجاعه فهي التي تتكلم هي التي تنسكب الان مع قطرات الحبر السوداء معلنة للنور اشباح تلك الماساة التي مثلتها الصداقة و مشاعر غريبة مختلفة اعجز عن وصفها هذا القبر هو قبر اول صديقة لي اول انسان يعتبر وجودي ذا قيمة اول انسان يلتفت الي و يحادثني و اول انسان سكن شبحه قلبي وضعت باقة من الازهار يملاها عطر الحزن و الغمة فوق تراب قبرها تمتمت بعض الكلمات في قلبي التي هي كالتالي ''ارجوا ان نلتقي يوما ما '' بعد ان رددتت تلك الجملة احسست بدف عميق لم يالفه قلبي البارد الخالي من المشاعر عدت ادراجي الي منزلي اقفلت باب غرفتي الكئيبة  ثم وضعت راسي على مخدتي التي طالما تقبلت دموعي الجافة و ضمتني اليها لتبعد ذالك الجفاف المخيف ظللت افكر و افكر و في اعماقي صراع بيني و بين نفسي عقلي يقول بان الموتى لا يعودون لكني اقول باني ساراها يوما ما قطع صراعي صوت خفيف يكاد يسمع كان كصوت القلم عند كتابته التفتت ناحية الصوت فكان قد انقطع فقلت في نفسي طبعا لقد كنت اتوهم  ثم  وضعت راسي على المخدة طالبا بعض الراحة لكن اثناء نومي حلمت ذالك الحلم اللذي كنت انتظره منذ ذهابها كانت هانا تقف امامي و تقول بصوتها الرقيق '' لقد سمعتك  لقد عدت من اجلك الن تقول مرحبا بعودتك كعادتك'' لامست كلماتها كل شي فيا قلبي روحي عقلي و جميع احاسيسي التي فقدتها و دفنت معها لقد اشتقت لها اشتقت لروحها الخفيفة لمزاحها لابتسامتها لبرائتها التي تكسر قلبي كانت جملة واحدة يتردد صداها في راسي و هي " هانا انتي ربيعي " لكنها اكتفت بالابتسام .صحوت على ذالك الصوت المزعج صوت ديك الجيران معلناعن شروق الشمس فتحت عيناي غير مستوعب ما حلمت به  ذهبت الي مكتبي و سحبت دفتري لاكتب هذا الحلم الغريب لكن وقفت عيناي عن التحديق الا في شيء واحد في و تجمد الدم في عروقي كان ما رايته في دفتري هو 

"يتبع"

الوداعWhere stories live. Discover now