8_لا أثق بك.

2.5K 125 80
                                    

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد صلى الله عليه و سلم.
______________________________


- من الآن فصاعدا ستتم مرافقتكم أينما ذهبتم. رمى السيد غالي فجأة على طاولة الفطور، قاطعا الصمت المخيم بالمكان.

تبادل الجميع نظراتهم في دهشة من أمرهم.

- كيف هذا ؟ كانت هبة أول من فتح ابواب الحوار.

- لا يمكنني المخاطرة بك بعد الذي حصل ذلك اليوم. يستطيع ذلك الرجل الخروج أمامك بأي لحظة و إيذاءك.

- عمي أنا...

- حين عدت... قاطعها بقسوة. "كنت تدرين أن عودتك لن تكون بشروطك أنت."

ذبلت عبارة هبة و انزلقت كلماتها الواحدة تلو الأخرى بحلقها قبل ان تختفي.

نعم كانت تعلم... و لهذا بالضبط لا تستطيع أن تعطي رأيها بأي شيئ.

- حسنا... و ما دخلي أنا بكل هذا يا أبي ؟ انفعلت أمل بجوارها "إن كان زوجها يلاحقها ما دخلي أنا بذلك ؟! "

- دخلك أنك أختها.

- ثم ماذا ؟ أسيقوم ذلك المريض بخطفني ؟ هو يريدها هي ! و أنا لن...

- انتهى الموضوع ! رمى السيد غالي بقوة و هو ينهض من الطاولة منهيا كل نقاش.

رمى لهم جميعا نظرة محذرة قبل أن يدير ظهره لهم و يذهب. لحق أمين به في صمت و من دون أن يعلق او يتحدث.

لم يبدو عليه الاهتمام بهذا الموضوع... لا...طبعا لا ! هم أمين كان شيئا آخر مختلفا كليا عن كل ما يناقشونه حول تلك الطاولة.

- لم يمر سوى أسبوعين ونصف على عودتك. فإذا بك تغيرين كل شيء !

- أمل...

- تخربين نظامي ! انفعلت.

- الأمر لن يطول، أعدك أنني سأ... حاولت هبة تهدئتها و إعادتها لرشدها.

- أنت ستجعلين رفقائي يسخرون مني ! قاطعتها و هي تنهض من مكانها بحنق. اسمعيني جيدا ! افعلي كل ما يجب فعله ليغير والدي رأيه ! أنا لا أريد من أي أحد أن يراقبني ! اتفهمين ؟! لا أريد !

تعثرت هبة بإجاباتها و هي تنظر الى إبنة عمها... كل هاته التغيرات التي تطرأ بنظام كل منهم لم تكن بالشيئ الذي يسهل التأقلم معه.

لكن ماذا عساها تفعل ؟

رمت أمل نظرة مشمئزة لهبة قبل أن تدفع الكرسي و تخرج من المنزل غاضبة.

- سيدة زينب ! السيدة فوزية تتصل بك. قالت فاطمة و هي تدخل للصالون مرافقة بالهاتف.

اومأت السيدة زينب رأسها قبل أن تنهض بدورها في صمت و من دون أن ترمي أي نظرة نحوها و من دون أن تعلق أيضا.

طريق الانتقام  ( الجزء الأول )Where stories live. Discover now