الفصل الثالث عشر

34.9K 1K 92
                                    

-انت كويس؟!
سألته بقلق من نزف انفه ومال برأسه للجانب
-
امشي..امشي.. من.. هنا
زمت شفتيها بشفقة مما تعرض له بسببها واقتربت معتذرة بأسف
-
انا مش قصدي.. بليز متزعلش مني
اغمض عينيه دون النظر لها
-
امشي.. امشي
ابتلعت ريقها بآسي ونهضت متراجعة للخلف بحزن عليه وضيق من تصرفه معها رغم أن هي من ضربت الشاب في النهاية!
-
المفروض تشكرني مش تطردني
تحدثت بحزن وضيق ولم يجيبها
-
لولايا كان قتلنا.. يعتبر انا اللي حميتنا احنا الاتنين لاني شاطرة في مهارات القتال الي حد ما
زم شفتيه مجددا ولم ينظر نحوها حتي صمتت بغضب من تجاهله قبل أن تهتف بنزق طفولي
-
براحتك متردش.. انا غطانة اني جيتلك اصلا
انهت حديثها وخرجت..
خرجت وتلاشت قوتها مرة واحدة لتهبط دموعها تشعر بإحساس بغيض.. تشعر بالحاجة لأي أحدٍ وتعلم جيداً أن ما تضع نفسها فيه ما هو إلا محاولات للهروب من تفكيرها ونفسيتها المدمرة!

*****

الخوف: اختناق.. موتٍ بالبطيء.
سرين عادل

-روسيل!.. انت بتقول ايه!
صرخ يوسف بصدمة ناهضاً بعدم تصديق
- مستر يو..
صمتت الخادمة بإضطراب من ركضه فوق الدرجات بينما صراخه قد جلب ببقية الخدم
- ماذا يحدث؟!
مطت احداهن فاهها بعدم فهم
- معرفش.. غالباً في مصيبة
نظر للطريق امامه لا يستوعب انها في المشفي اثر تعرضها لحادث سير !
صف سيارته وهبط منها مُسرعاً للداخل
- هي فين؟!.. فين
هدأه موسي مُشيراً نحو المصعد
- هي كويسة صدقني.. اهدا
مسح وجهه نافياً برعشة ولن يتحمل أي خبر سئ الان
- العربية خدت الخبطة وهي كويسة والله مجرد رضوض
- مستحيل ياموسي.. مستحيل انا مقدرش اخسرها
ربت فوق ظهره وانطلق يوسف مسرعاً بمجرد ما فتح باب المصعد راكضاً في الممر حتي غرفتها وفتحها مسرعاً ورأها نائمة بإستسلام وهدوء
- روسيل
همس بإسمها ملامساً خصلاتها بينما ميان تبكي برعشة فوق رأسها
- الدكتور قال ايه ؟!
- قال انها كويسة ودلوقتِ علقوها محلول ومسكنات.. الخبطة كانت في ظهر العربية والاير باج فتح وحماها بس العربية اللي خبطتها اتأذت
صمت قليلاً ماسحاً فوق خصلاته بقوة قبل أن يتابع موسي بهدوء
- حمدلله علي سلامتها.. احنا بره لو احتجت حاجة..تعالي يا ميان
تحركت بهدوء ناظرة لنوم روسيل وخرجت بطاعة وهدوء تلبسها منذ صراخه عليها

*****

كما أن الألماس لا يلمع بلا احتكاك ، فكذلك الإنسان لا يتعلم بدون تجارب
باولو كويلو

وهذا ما سعي له.. أن تتعلم.. أن تشتد..

-هاي.. انتِ ميان؟
تصلب جسدها كما يديها تحت الماء الجاري في الحوض ورفعت نظراتها في المرآة مشاهدة فتاه تعد صغيرة او بعمر المراهقة
-
ااا.. انا اسمي شاهي وبحب حضرتك جدا
ابتلعت ريقها بعدم فهم وتابعت الفتاه بإنبهار ناظرة للون عينيها الساحر
-
انا كان نفسي اقابل حضرتك اوي وبحب عنيكي اوي
رمشت وقلبها يخفق بقوة من حديث الفتاه التي تابعت بسعادة كبيرة
-
بنت عمي هي مصممة ديكور قاعة الاوتيل اللي حضرتك عملتي فيه الفرح وشفت صور للفرح غير كلامها عن جمالك وعينيكِ.. انتِ بجد حلوة اوي وهي كانت بتقول العروسة فاتنة
تسارع تنفسها ولم تجيب فِيما اخرجت الفتاه هاتفها المغرق باللون الزهري كأغلب الفتيات
-
ممكن اتصور مع حضرتك؟
نفت بذعر متراجعة للخلف رافعة يديها المرتعشة كما صوتها
-
لا... ل...لا مش...
صمتت لا تعلم ماذا تقول او كيف تتحدث فيما نظرت لها الفتاه بشئ من الصدمة لرفضها
-
طيب اوك.. سوري علي الازعاج مش قصدي
تحدثت بضيق مترجمة رد فعلها كنوع من التكبر والغرور وقد حدثتها شقيقتها عن زوجها وعائلته الثرية
ابتلعت ريقها بنهيج خارجة من الباب برجفة من الموقف بينما عقلها لا يستطيع تميز الصواب من الخطأ حتي انها ليست متأكدة من حسن نية الفتاه!
-
ميان
التفتت بصدمة علي صوت موسي وتراجعت بذعر خوفاً من غضبه عليها رغم أنها لم تسمح بإقتراب الفتاه من الاساس
-
مالك؟
سألها بقلق من شحوبها ونفت برأسها ويديها متمتمة بخوف ظهر له واضحاً
-
م... مفيش
ضيق عينيه لها واقترب ملامساً كتفها ووجنتها قبل أن يمسك بكفها المرتعش
-
في ايه.. خايفة من ايه؟
امتلأت عينيها بالدموع هامسة
-
والله ما عملت حاجة.. والله
مرت ثوان ناظرا لوجهها بصمت قبل أن يحيط كتفها سائرا بها
-
انا مقولتش انك عملت حاجة وبعدين مفيش داعي لكل الخوف دا حتي لو عملتِ
لم تجيب شاردة ورغم شعورها بالضيق من حزن الفتاه الا انها ليست نادمة علي صدها ومازالت تشك بها كما تشك بالجميع

خيوط عشقكWhere stories live. Discover now