الفصل الثامن عشر

33.1K 1.1K 77
                                    

 توقف تامر متصلباً من خبر مكوث موسي وعدم ذهابه.. وكأنه يشعر بشئ فلا يتركها ويحاوطها بكل قوته! 

تنفس بقوة وعقله يقتله تخيلاً لما يحدث بينهما .. وفي غرفتها!
اغمض عينيه بشر ولم يتوقع للحظة مبيت موسي ابن الأكابر معاها .. لا يصدق انه وبكل بساطة قبل النوم والمكوث في غرفة عادية بدلا من غرف القصور التي ترعرع فيها
- تُأمر بحاجة يا باشا ؟!
رمش مستمعاً لحديث رجله في الخلف وتجرع محتوس كأسه علي دفعة واحد قبل أن يهمس مفكراً بحقد
- لازم نبعد موسي عن البيت..
لو رجعت القصر مش هعرف اطولها..
لازم الخطة تكمل قبل ما تدخل قصره تاني..
ظل يهمس متحدثا بفحيح بينما اعصابه علي شفا الانهيار حرفيا
- تأمر بإيه وانا انفذ
تنهد مُضيقاً عيني الافعي خاصته
- انا عاوزها.. دي فرصتي الوحيدة
- مبيسبهاش بدون حرس يا باشا .. من وقت حادثة الفندق ورشيد باشا حاطط حرس علي الكل
- عشان كده لازم اخدها وهو معاها.. الحرس مبيبعدوش الا بوجوده هو معاها .. بس ازاي !
اغمض عينيه بنفس ثقيل
ومن بعد سؤاله الهامس لمعت فكرة شيطانية برأسه ليبتسم متخيلاً المشهد
ودائما ما كان الواقع اشرس واجرم مما تخيل!!
******

- تولين
ناداها بنبرة هادئة ولم تنظر نحوه وكأنها لم تسمعه كما لم تشعر بدخوله للغرفة !
- تولين
اعاد مناداتها بصوت اوضح ورمشت عائدة من شرودها العميق لتنظر بصدمة نحوه
رفع يديه سريعا امامه كعلامة الاستسلام مهدئا
- اهدي خالص .. متخافيش مني
ارتجفت شفتيها برعشة ونفت بدموع من اقترابه البطيء
- والله ما هعملك حاجة.. انا عمري ما أذيتك وانتِ عارفة
رمشت وسقطت دموعها حتي اصبح جانبها ورفعت رأسها له بنظرات مذعورة لا يعلم سببها
- مالك بس.. جوليلي مين عمل فيكِ اجده؟
(عرفتِ غلطك يا فاجرة ولا نعرفك تاني) ..
( اللي يجرب من رجالتنا بنجتله)..
( هي عرفت غلطها وعاوزة تعتذرلك كمان )..
اغمضت عينيها بقوة من صدوح صوتهن المتوحش داخل اذنيها وابتلع ريقه بشفقة من حالتها ورعشتها حتي شهقت بذعر عندما لامس كفها ليحتويه بين قبضته
- اهدي .. انا .. انا عاوز اساعدك زي ما ساعدتك دايما .. انا عمري ما هأذيك صدجيني
تركت كفها المُرتعش بين قبضته بتعب ورفع كفه الاخر ملامساً خصلاتها بحنان ابوي قوي وليس لفرق حجميهما ولا هزلها ولكنه للحظة تخيل حدوث شيئاً لقمر دون وجوده معها وحمايته لها
سالت عبراتها برجفة كما خرج منها تآوه خافت من ألم قلبها قبل أن يكون جسدها
- حاسه بوجع؟!
سألها بقلق وعادت تشهق من بكائها المكتوم وكم تمنت رؤيته وانقاذه لها
- جوليلي مين اللي عمل فيكي اجده..
نظرت اسفل بعجز عن البوح وذعر من وقوعها في خطأ يثير غضبهن واصر مكرراً
- اتكلمي يا تولين.. مين استجرا يعمل فيكِ اجده ؟
عادت تبكي بصمتٍ وتنهد بقوة يشعر بنار صدره وليتها فقط تتحدث وتخبره حتي يفض كل تلك الطاقة بذلك الجاني
- طيب انتِ تعرفيه؟!.. عمرك شوفتيه عندينا في الدار ؟!
رمشت مستوعبة ظنه أن الفاعل رجل وابتلعت ريقها ببكاء تحت مسحات كفه الحاني فوق رأسها
- انا عارف انه في الصعيد مش اهنيه.. انتِ وصلت القاهرة مفكيش نفس يعني جاية اجده من هناك
رفعت رأسها له وداخل حدقتيها عتاب حزين من عدم بحثه عنها او محاولة ايجادها
وكأنه شعر بما تفكر به من عتاب تلك العينان المتوارية خلف الالوان والتورم
- انا كنت في القاهرة اهنيه بدور عليكِ.. من وجت ما مشيت وانا علي طول نزلت وجلبت الدنيا عليكِ بس مكنتش عارف الاجيكي ازاي .. عمري ما تخيلت إني ممكن اجابلك في المحطة
ارتخت جفونها تبكي مجدداً وربت فوق رأسها بطمأنة
- انتِ معاي متخافيش محدش يجدر يجرب منك.. بس عرفيني مين هو.. خليكي واثجة فيا يا تولين
وانا وعهد ربنا لافرمهولك حي
اغمضت عينيها ببكاء شديد تريد البوح بعد كل ما فعلته بها بقلب حجري حتي كانت ستفقد حياتها دون رحمة
- جولي
شجعها مترجيا إياها بعينيه وهمست اخيراً بألم ورعشة شديد تملكت منها
- صفية ..
******

خيوط عشقكWhere stories live. Discover now