01

4.1K 262 411
                                    

"تذكري.."
اردف بنبرته العميقة بينما عيناه تسبحان في فضاءِ سوداوتيها

"ماذا؟"

"السابع من يناير سنة 2015 على الساعة العاشرة.. الوقت الذي وقَعتُ لكِ فيه"


في تلك اللحظة قلبي قفز من صدري ولا اعلم اين ذهب، تبا لهذا الممثل كيف نبرته تزعزع مشاعري، كيف لا تتأثر به البطلة ابدا!

سمِعتُ خُطواتٍ قادمةٍ نحو غرفتي لأغلق حاسوبي بسرعةٍ ثم غطيتُ نفسي بالكامل مدّعيةً النوم

فتحت والدتي الباب واشعر بها تحدّق بي فهذا ما تفعله كلمّا جاءت عطلة الاسبوع ، تراقبني على اتفه التصرفات لتخلق شِجارا بيننا

شعرتُ بها تخرج مغلقةً الباب خلفها لأبعد الغطاء عني واتنفس براحة،

فجأةً اخترق ضوءٌ قويٌّ غرفتي منيراً اياها ثم اختفى

قادني فضولي نحو النافذة ثم ازحتُ الستار واذا بي اجد شاحنةً ضخمة ورجالاً يُنزلون الصناديق ثم يدخلونا للمنزل، اعتقد أنهم جيراننا الجدد

لكن لم يمر سوى اسبوع على رحيل السيدة جون ، مؤسف حقاً

اعدت الستار لمكانه أمّا انا قد واصلتُ مشاهدة سي جي حب قلبي الى ان غلبني النُّعاس

افقتُ على صياحِ والدتي العالي، تبا لكل صباح استيقض فيه على صوتها وجهها القبيح، لن افتح عيناي لتصرخ قدر ما شاءت

اقترت صوتها من غرفتي مع شتائمها لمعتادة ثم شعرتُ بشيء بارد على جسدي لاستفيق مرتعبة،
لقد قامت بسكبِ الماء عليّ، كل شيء تبلل انا واولادي :فراشي ،وسادتي وغطائي

"لمَ فعلتِ ذلك؟ هل انتِ مجنونة!" اردفت بصوتٍ عالٍ
يديها تمركزتا على خِصرها لتردف بنبرةٍ آمرة

"استيقضيِ واطبخيِ شيئاً للجيران الجدد ولا تنسِي ان تقدميه لهم"

ابتسمتُ على جنبٍ بينما اعصر قميصي من المياه ثم نبست
"ولِمَ لا تفعل سيمي ذلك؟"

"اختكِ لديها دراسة ستصبح طبيبة أما انتِ اصبحتِي عِالة على حياتي"

"انا ايضا لدي دراسة لا تكونِ غير عادلةٍ أمي"

تقدمَت نحو طاولة مكتبي لتحمل حاسوبي وتفتحه، انا لم اغلقه قبل نومي تبا
"اهذه هي دراستُك؟ دراما كل ليلة؟ تعتقدين أنّي لا اعلم؟"

"لقد أتيتِ البارحة ووجدتني نائمة" قلت لأعض لساني على غبائي المفرط

ابتسمت على جنبٍ مردفةً "إن بِعتُه قد يدرّني بأموال لا بأس بها ألا تعتقدين ذلك؟"

استقمت نحوها ساحبةً صغيري من اذرع الاخطبوط خاصّتها

"سأفعل ما طلبتيه لا تأخذيه مني انه رفيقي و أنيسي في وحدتي"
اردفتُ بطريقة درامية لعلّي أُثير عاطفة الأمومة لديها ، لكن في المقابل سخرَت مني لترحل وهي تشتمني وتلقي علي أوامرها اللعينة

انا اكره أمي ، وهي تكرهني كذلك بسبب أني ولدتُ لقيطة

هي قامت بخيانة زوجها الأول وكنت انا نِتاج ذلك وهو اكتشف خيانتها وقام بتطليقها ورحل أمّا عن والدي فلا اعرف حتى من يكون لكن اظنه كان متزوجا ايضا وفعل فعلته وهرب
وسيمي ابنة زوجها الأوّل

مسكينةٌ أنا اعلم

حضَّرتُ كعكاتِ الأرز ووضعتها بعلبة طعام ثم اتجهت لبيت الجيران

دققتُ الجرس مرة مرتين ثلاثة، لكن ما من مجيب، تبا لكم ايها الجيران الاوغاد بسببكم أخذت حماما في فراشي وتسممت آذاني بكلماتها

استدرتُ بغية الرجوع للبيت لأسمع بعدها الباب فُتح وتكلم شخصٌ ما

"هل انتِ من كُنتِ تصنعين هاته الضوضاء مبكراً؟"

اللعين ابن الساقطة استدرتُ وانا أُئَهبُ لساني لإلقاء سم الافاعي عليه، لكنه انعقد فجأة وانعقد قلبي وعينايَ وجسدي وكلَّ شيء

مثير حد اللعنة ، قامةٌ طويلة وعضلاتٌ بطنٍ مغرية  ذاتُ لون سكرٍ بنِّي ، لا تبدو أكثر كقطعة شوكولاطة وشعرٍ اسود أشعث اظنّهُ الآن فقط استيقض من النوم، وعينين حادَّتين قاتمتين مع شفاهٍ فتاكة اراهن أن قبلته تُنسيك من تكون، وخلاصة ذلك

أنا هي بنتُ الساقطة..

بنصف ثانيةٍ أصبحتُ أمامه وأعيُني كالقطَّة وانا اَمُدُّ له صندوق الطعام، اردفت بإحترامٍ وخجلٍ لم اعهدهُ بنفسي من قبل

"جاري الجدِيد مرحبا بك في حيِّنا المتواضع وعربونًا لإمتناني بوجودك مقابلاً لِمنزلنا اسمح لي ان اقدم لك هذا الطعام المتواضع ترحيباً بك بين عائلة حيّنا"

نظر الى الصندوق عاقدا حاجبيه ،ثم ابتسم لي ليأخذه ويردف

"اشكري والدتك على الطعام يا صغيرة" خاتماً إياها بغمزةٍ وابتسامةٍ ساحرة اظهرت صفّ أسنانه ثم أغلق الباب

ابتسامةٌ عريضة ظهرت على مُحياي، ثم رفعت كفّاي مُكوّبةً وجنتياي المُشتعلتين، يا إلهي تلك الغمزة وتلك الابتسامة ، وذلك الجسد

"أشكرُ والدتي على الطعام" قُلتُ بهيامٍ وانا لا أزال تحت التخدير

مهلاً لحظة ماذا!

"انا من طبختُ الطّعام أيُّها الحقير وليس صندوق الإزعاج ذاك"


نِهــاية الفصل

Gigolo|| أَجير نِساء|| CompletedWhere stories live. Discover now