6

352 29 25
                                    


[ آخر بارت ]

°°°

- أنا آسفة بحق

تتبع الذي يُسرع بلا هوادة ،
يذرف دموعا مكتومة على مرأى العامة..

جذبت رسغه بقوة ليواجهها ، عيونه إحمرّت
وشفتاه إنتفخت إكثر بينما وجهه صار أكثر شحوبا ..

أطلق شهقة أمامها فصار الوضع نحيبا، لم يتحرك بتاتا ، غلفّ وجهه بيديه بينما يكدس وجهه لجانبه وقد بدى أن البكاء سيزداد عنده لذلك جذبته من كم سترته لناحية حديقة قريبة ..

حين دخلاها ، كان الوضع صامتا
فقط هو من كان ينظر للجانب يكافح عبراته المنسابة

تقدمت أمامه وتأسفت قائلة

- أسفة حقا ، أردت مساعدتك فقط ..

بقي الجو راكد ،
حتى جذبت يده بغتة وأجلسته ، وهو طاوعها..

لمحت شروده لبرهة
إنه يستذكر شيئا ، وها هو الآن يغلق عينيه يعتصر ألمه ..

اقتربت بمنديلها تمسح دموعه، حدجّها بوهن

- أخبرته أن لا يفعلها ، أنني لا أريد ، أنه سيندم وبأنني لن أغفر له له ابدا لكنه لم يهتم

بكى ما قاله ، تحشرجه أوضح جلّه

- أخبرته أنني لا أريد ..

أعاد تأكيدها ، ينتحب بينما يغلف وجهه بيديه الإثنتين ، صداع داهمه لكنه كان محتاجا لأن يقول ما في جعبته قبل أن يندم أكثر..

بينما الأخرى كانت راكعة امامه تمسح دموعه بهدوء ، تعلم أنه لا زال الوقت للتعليق ..

- هو فقط طاوع شهوته ..

صمت حين قالها،ازدرد ريقه، وإدراكه قد وقع صاغرًا لمقتطفاتِ تلك الحادثة، تعيد خلف نفس الهوّة فيه ..

بينما هي أيضا عاضدت سكونه،لم تحبذ جعله يشعر بعدم الراحة أكثر ..

مسدت ركبته ثم أخذت تعدّل خصلاته الأمامية، كأن ما قاله لم يكن بشيء جلل، تكتم رغبتها في مواساته بشكل عاطفي أكثر..

وهذا حتما ما جعله يستتطرد بعدما قرر قبل برهة أن يتوقف هنا والآن ،

هذه المرة نبرته توازنت وإعتدلت فيما ينبس:

- أخبرني وقتها أن نثمل وأنه شعور جيد ، كنا أصدقاء جيدين رغم أنه كان يكبرني بثلاثة اعوام ، وافقت لأنني رغبت أن أكون متمردا مثله ولأنني وثقت به ، كنا فقط نحن الإثنين..حينها هو ثمل أكثر من اللازم وأنا لم أحبذ النبيذ لذلك شربت القليل ماجعلني دائخا ..

عِقد جاثم Where stories live. Discover now