الجُزء الثاني|تَحت تهديد عَينيها

12.8K 621 104
                                    

الجُزء الثاني| أعرفُ أنكِ فتاةٌ حادة تشبه الجنازة، تشبه الوطن، وتشبه نفسها أيضاً إنكِ روحٌ لا يستطيع الكل فهمها، وما لا نستطيع فهمه مقدس..
* * *

مُخيفة قِصة القدر التي كانَت مُحاكة هٰذِه المرّة بِإتقان، مُطرزّة على ثوب مِن الأُمنيات، تلبسهُ الأفراح والأحزان وترقُص بِه الحياة، وكأننا كُلما هربنا مِن مخاوِفنا تُصبِح مُقدّر علينا العيش معها مدى الحياة..

وَكأنها رِسالة مِن السَماء
تُخبِرك بِأنك مَهما هربت وهَربت، سيجِدك ما هوّ مُقدرًا لكَ وأنت مُختَبئًا في دولاب زجاجي..

أي نوع مِن الأقدار هٰذِه التي جمعتهُما
في لحظة خِداع، أسقطتهُما في فخ خطير، لم يَخرُجان مِنه بقلوب سليمة، وكليهُما مُصاب بِطريقة عميقة والطلقة المُصوّبة بِدقة أصابتهُ هو..

هي أُصيبت بِالقُرب مِن قلبها
وهو أُصيب في قلبهُ تمامًا..

إستطاع إخراج الرَصاصة مِن مكانُها
وإغلاق جرحُها وهو يرى الألَم يُعذِبها، ضمد مكان الجرح جيدًا، وكأن هٰذا كان عملَهُ وكأنّه مُعتاد على إغلاق الجُروح وتضميدَها ثُم نظف تِلك الدِماء التي لطخت جسدُها، ودثرها تحت الأغطية آمِلًا أن تستيقِظ..

بقي على حالَهُ بِجانِبها
يُفكِر أي أُنثى هٰذِه!، كانت تستطيع الهروب دون مُساعدَتُه، دون حتى إلقاء نظرة عليهِ كان بِمقدورَها المُغادرَة وتركهُ بين أيادي أولئِك الرِجال ليأخذوا مِنه ما يُريدون، فَلِماذا فكت قيدَهُ!..

عجيب أمرُها، وقفَت أمام الموت بِوجه بارِد
لم تخف أو تتردد، وكأنها لا تَملِك شَيْء خَلفها، وكأن حياتُها شيء ثانوي، أو قضية مُغلقة..

والآن هٰذِه التي تنام على مقربة مِنه
إقتحمت تفكيرُه، وكأن القضية المُغلَقة أصبَحت بين يداهُ ليفتحها ويتولّى التحقيق عَنها، تأمّل حبات العرَق التي على جبينُها وعُنقها، حاجِباها الكَثيفان المعقودان وكأن هُناك حربًا تُقام في داخِلها، شفتيها المُكتنِزتان، والشامَة التي أسفَل شفتيها، أنفها الشامِخ والذي لاحظ لِلتو وجود حلّقة ذهبية في طرفهُ، شعرُها الطويل المُموج النائِم بِجانِبها والذي يشبهُ الليل في سوادَهُ..

كانَت حسناء بِطريقة تؤلِم القلب، وحولَها هالَة مِن الغرابة، مُنذ تِلك اللحظة التي رأى عينيها وكَيف تُحدّق في الأشياء مِن حولَها ومِن ضِمن هٰذِه الأشياء عيناهُ علِم بِأنها، بِهذِه العينان ستوقِظ قبيلة مِن الجُنون، ووحوش لا تنام إلا وقد قتلت مدينَة..

" هل هي بِخير!؟.."

جاء صوت تِلك المرأة التي إستضافتهُما تحت سقف منزِلها، بِالرُغم مِن الخطر الذي إستشعرتُه مِنهُما، إلتفت ليراها واقِفة أمام الباب وعينيها على تِلك النائِمة فأجابَها بِنبرَة هادِئة وهو يُعيد نظرهُ إلى جسد المُستلقية جانِبُه..

حَرب الظِلال| صِراع الخير والشَر / متوقفة مؤقتًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن