١٧

4.2K 151 11
                                    

بداخـــل مخفر الشرطة ،،،

فتح صــول ما يعمل بالمخفر باب الحجز المظلم والمخصص للنســـاء ، ثم صدح عالياً بـ ....
-الصول بلهجة آمــرة : فردوس اسماعيل شحاته ، حكمت عطا الله
-فردوس بصوت شبه عالي ومبحوح : أيوه أنا
-حكمت بتلهف : إيوه أني اهوو
-الصول بنبرة قوية : تعالوا انتو الاتنين أوام ، الباشا وكيل النيابة عاوزكم
-فردوس بقلق : ليه ؟
-حكمت بتوجس : يا ساتر ..!!!
-الصول بحدة : وأنا هاعرف منين ياختي منك ليها ، انجروا في يومكم مش هافضل أستنى جنابكم كتير
-فردوس بتوجس : حاضر يا شويش ، أنا جاية أهو
-حكمت بنبرة عالية : ماشي يا شويش

إتكأت فردوس على مرفقها لكي تنهض عن الأرضية الصلبة التي ظلت ماكثة عليها لليالٍ طوال ..
شعرت هي بتيبس في عضلات جسدها المنهك ، ورغم هذا تحاملت على نفسها وســارت في اتجاه الصــول الذي دفعها من كتفها لخـــارج الحجز ، لحقت بها حكمت ، فدفعها هي الأخرى للخــارج ، ثم أوصـــد الباب الحديدي بالمفتاح على بقية المسجونات المحتجزات ..

ســــارت كلاً من فردوس وحكمت  بصحبة الصول في رواق ما طويل – والقيود الحديدية موضوعة في معصميهما - حتى توقف بهما أمام باب غرفة وكيل النيابة .. فحدج العسكري الجالس على المقعد الملاصق للباب بنظرات حادة قبل أن يردف بـ ....
-الصول بصوت آمـــر : خش يا عسكري بلغ الباشا إن المسجونة فردوس شحاته والمسجونة حكمت عطا الله معايا

نهض العسكري فزعاً من مكانه ، وانتصب في وقفته ، ثم ...
-العسكري وهو يؤدي التحية العسكرية : حاضر

ثم أولاه ظهره ، وطرق الباب طرقتين خفيفتين ، ثم دلف للداخل ، وأغلق الباب من خلفه ، وغـــاب لثوانٍ معدودة قبل أن يفتح الباب مجدداً ، و..
-العسكري بصوت آجش : خشي يا فردوس إنتي الأول الباشا وكيل النيابة مستنيكي
-فردوس بصوت ضعيف : حاضر

حـــل الصول القيود من معصمي فردوس التي فركتهما وهي تدلف إلى الداخل .. بينما وقفت حكمت وهي تزم شفتيها للأمـــام و..
-حكمت بصوت خافت يحمل التهكم : حتى في دي فيها كوسة !
-الصول بلهجة صارمة : اخرسي يا مسجونة
-حكمت بتذمر : وهو أنا قولت حاجة يا شويش

......................

توقفت فردوس أمـــام مكتب ذلك الرجل المهيب ذو الحلة البنية الداكنة ، و..
-وكيل النيابة بنبرة هادئة : تعالي يا ست فردوس اقعدي
-فردوس بصوت مرتبك : كـ.. كتر خيرك يا بيه

تحركت فردوس في اتجاه المقعد المقابل للمكتب ، وجلست عليه وهي تحاول كتم صوتها المتآلم الذي يصدر عن أنين عضلاتها المرهقة ..

عبث وكيل النيابة بالقلم الخاص به بأصابعه ، ثم سلط بصره على فردوس ، و...
-وكيل النيابة بهدوء : شوفي يا ست فردوس حصل تنازل عن المحضر
-فردوس بعدم تصديق وهي فاغرة شفتيها : هــــاه !!
-وكيل النيابة متابعاً بنفس الهدوء : أيوه ، وصاحب الشكوى سحب البلاغ وده جه في مصلحتك بدل ما كنتي هاتتبهدلي وإنتي في السن ده
-فردوس بعدم استيعاب : طب .. طب إزاي ؟
-وكيل النيابة بنبرة عادية : زي أي حاجة ما بتحصل في الزمن ده ، المهم خدي بالك بعد كده ، ومافيش داعي إنك تحطي نفسك في موضع شبهات ، إنتي ست كبيرة والبهدلة في السن دي مش حلوة عشانك
-فردوس بتلعثم : حـ.. حاضر يا بيه
-وكيل النيابة وهو يشير بيده : وقعي هنا عشان نكمل إجراءات خروجك من القسم
-فردوس بصوت خافت : حاضر

ذئاب لا تعرف الحبDonde viven las historias. Descúbrelo ahora