٤١

8.1K 241 17
                                    

في مسجد الحــــارة القريب ،،،

إعتلى الشيخ أحمد المنبر ، وسعل لعدة مرات قبل أن يبدأ حديثه للمتواجدين بداخل المسجد حتى ينتبهوا إليه ..
صمت غالبية المتواجدين ، وسلطوا أنظارهم عليه ، فبدأ هو كلامه بصوت رخيم وهاديء بـ :
-بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام .. أحبائي في الله ، اليوم نتحدث عن أمــر هام وهو ظن السوء ، وقذف المحصنات ..

تحدث الشيخ أحمد عن حادثة الإفك الخــاصة بالسيدة عائشة – رضي الله عنها – وكيف تم الإساءة إليها ، ثم تطرق إلى الحديث عن تقى ، فصدرت همهمات غير واضحة ، فتعمد هو أن يرفع نبرة صوته قليلاً وهو يضيف :
-المولى عزوجل قال لنا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " .. لذا علينا إخواني في الله أن نتحرى الدقة والصدق فيما نقول وفيما نسمع ، ولا ينبغي علينا أن ندعي بالباطل على فتاة ما كلنا نعرفها حق المعرفة ، تربت بيننا على الأخلاق الطيبة .. وسوف يحاسبنا الله على ظننا بالسوء لها ، إتقوا الله أحبائي ..!

لم يكف هو عن الدفــــاع عنها ، وعن تبرئة ما قيل في حقها ، فإقتنع البعض بما قاله ، وإعترض البقية .. ورغم هذا أصر على أن يكمل خطبته في الدعوة إلى تحري الدقة في نقل الأخبار ، وعدم قذف المحصنات ...

................

في داخل مصلى السيدات ،،،
بكت فردوس بحرقة وهي تستمع إلى الخطبة ، وحدثت نفسها بندم بـ :
-كان فين عقلي وأنا بإيدي دول خليت اللي يسوى واللي مايسواش يلوم على بنتي ، آآآه ، يا ريتني أقدر أعوضها عن اللي فات ، يا ريتني أقـــدر ...!!

ظلت بعض النساء تتحدث بالسوء عن فردوس وإبنتها رغم ما قاله الشيخ أحمد ، ونهاهن عن فعله .. فألسنتهن كانت الأسرع في نقل الأكاذيب عن كلتاهما ..

....................................

في مشفى عائلة الجندي ،،،،،

تجمدت تقى في مكانها حينما رأت أوس يقف في الخلف ، ومحدقاً بها ..
أشـــار هو للممرضة بعينيه الجادتين لكي تنصرف ، وبالفعل أرخت يديها عن تقى ، وخرجت من الغرفة ..

تراجعت تقى بظهرها للخلف ، ونظرت إليه بذعر ، ونطقت بصوت مرتجف بـ :
-أنا .. أنا آآ..
-إنتي جاية معايا الوقتي ، خلاص وقتك أذف !!

جحظت عينيها في رعب ، وهربت الدمــــاء من عروقها ، وتسارعت دقــات قلبها حتى كادت أن تصم آذانها ..
نظر هو إليها بتفحص ، وإعتلى ثغره إبتسامة وضيعة ، ثم تشدق بـ :
-زمــان قولتيلي إن جنتي جهنم بالنسبالك ، وأنا هاخلي ده يحصل فعلا

إنفرجت شفتيها في فزع حقيقي ، وزائغت عينيها ، ونطقت بصوت مبحوح بـ :
-هــــــاه ، لأ

ذئاب لا تعرف الحبWhere stories live. Discover now