"أنت رايح فين؟!" سألته متعجبة بخوف ولم يجيبها، هو حتى لم ينظر لها كأن بجانبه هواء وفراغ، فقط رماديتاه مثبتتان على الطريق وقبضته على المقود منطلقاً بسرعة جنونية وبالكاد يتمالك أعصابه.
تطلعت شيرين لتلقي نظره على الطريق وقد أدركت أنه طريق سفر ليزيد فزعها
"أرجوك ارجع يا آدم" توسلت له وسط فزعها ولكن لا حياة لمن ينادي "طب على الأقل قولي احنا رايحين فين لو سمحت" نادته بخضوع ولكنه ليس في مزاج لائق لحيلتها هذه وخضوعها المفاجئ.. فإذا أرادت أن تخضع لكان منذ زمن ولكنها تأخرت كثيرا.. فلقد فات الوقت.
أمعنت هي النظر بعسليتاها البريئتان الفزعتان لملامحة الغاضبة وعيناه اللتان يفيضان شراً وهدوء أنفاسه وتملكه للموقف، طغى غروره وتسلطه على جلسته، طريقته في الإمساك بمقود السيارة، غموضه الذي يخبأ خلفه ما لا يعلمه أحد، فهي تراه الآن آدم رأفت رجل الأعمال والممثل الشهير، الوحش الذي لن يُروض، منطلق تماماً كالفرس الجامح الذي لا يستطيع أحد أن يوقفه أو يتحكم به، لن يردعه شيء ولن يسطير عليه، حتى شيرين نفسها فبالرغم من عشقها له وعشقه لها هيهات أن تغيره أو أن توقفه
"طب.. طب.. متردش عليا بس، بس أنا حبيت أعرفك إني هاعمل اللي أنت عايزه، هارجع الشغل معاك، تعالى بس نرجع دلوقتي وكل حاجة هتكون كويسة!!" همست وهي تظن أن بمجرد قولها قد يهدأ أو ينظر لها أو حتى يتحدث لها أو يعود ويفتعل جدالاً، اعتقدت أن تلك الحيلة ستجدي ولكنه ظل صامتاً وعيناه مثبتتان على الطريق دون أن ينبس ببنت شفة، قبضته تقوى على مقود السيارة ولا زال بتلك السرعة الجنونية ليبلغ الرعب مبلغه منها
"آدم خلاص.. قوللي على اللي أنت عايزه وأنا هاعمله" أخبرته برضوخ كي تحاول أن تعيده عما يُفكر به وليشرد قليلاً بقبولها هذا بعد رفضها لعله يقتنع بما تفعله ولكنه نظر لها مستهزءاً بغرور وتعالت ضحكاته
"جاية تقولي الكلام ده دلوقتي.. أتأخرتي اوي!! وأنتي كان قدامك فرصة وضيعتيها من ايدك"
"فرصة ايه؟ مش قولتلي انك عايز تتكلم؟أنت حتى متكلمتش معايا بطريقة هادية.. كل اللي قولته هو إنك اجبرتني أرجع الشغل معاك! أنت مفكرتش بعقل أصلاً؟جاي تقولي دلوقتي إني كان قدامي فرصة وضيعتها!!" تعجبت من كلامه لتفكر
"لا ده فعلاً مجنون، مين اللي ضيع فرصة الكلام، أنا ولا المجنون ده؟؟ كان مستني مني اترجاه واتحايل عليه ولا ايه بالظبط؟ طب ما أنا لسه كنت عمالة اتحايل عليه اهو!! ولا كان فاكر إنه أول ما يقولي هترجعي في ثانية كده هقوله طيب حاضر ماشي!! للدرجادي عايز يفرض غروره وتحكمه؟ لأ، ده أكيد مش بيعمل كده عشان الشغل، هو بس عايز يسيطر على كل حاجة ويتحكم فيا عشان أنا رفضته! ويخربيت كده بقا هو رايح فين أنا زهقت؟ وبعدين بعد كل ده أخرتها ايه أنا راسي وجعتني بجد من كتر التفكير؟ مقرف وبارد ومغرورومتحكم بطريقة مقرفة!!!" تذكرت كل شيء فعله على مدار شهور.. كل لحظة تحكم بها وفرض سيطرته عليها.
أنت تقرأ
ترويض آدم - كاملة (بالعامية المصرية)
Romance"مين؟! آدم رآفت؟ استحالة أشتغل معاه.. أنتو مسمعتوش الناس بتقول عليه ايه وسمعته عاملة ازاي؟ لو مكناش في بلد شرقي كان زمانه ممثل إباحي.. طب مسمعتوش إدعاءات الإغتصاب والتحرش اللي نازلة ترف عليه؟ لا لأ.. ما تقولوليش إني لازم أشتغل معاه.. يعني أنا بعد ما...