1

13.4K 485 138
                                    

"سوكجيناه!"

رفع والده قدحه الصّغير وابتسم ليبرز خدّاه المحمرّان إثر شربه محييًّا ابنه الذي خطا داخل الخيمة المكتظّة بروائح الكحول والمأكولات وصخب الذين التفّوا حول الطّاولات الصّغيرة

اتّجه إليه سوكجين الذي يرتدي زيّه المدرسيّ وحقيبته  بخطى واسعة محرجًا: "أبّا! ما الذي تفعله؟"

كان بالكاد قد خرج من مدرسته بعد العصر عندما تلقّى اتّصال والده، ومن صوته المخمور عرف أين يمكن أن يجده

رفع بصره إليه وابتسم ابتسامةً غائمةً تدلّ مع صوته المتعثّر على غياب عقله: "سوكجيناه، لقد انفصلنا أخيرًا!"

حدّق فيه ورمش مرّتين

"أمّك قد غادرت وتركت الأولاد!"

شدّ سوكجين قبضتيه على شرائط حقيبته، ليس وكأنّه لم يكن مدركًا لذلك، لكنّ وقع سماعه كان مختلفًا

شعر بوخزٍ في قلبه، لقد أصبح والداه مطلقان رسميًا رغم أنّهما منفصلان عاطفيًّا منذ وقتٍ طويلٍ، ورغم أنّهما لطالما ملآ البيت بالشّجار والصّراخ في حين كان سوكجين يحيط أشقّاءه الثّلاثة بذراعيه في غرفتهم المشتركة الضّيقة حاكيًا لهم القصص ومحاولًا أن يشتّتهم عمّا يحدث قدر ما يستطيع

ضحك والده وتابع متمايلًا قليلًا: "أليس ذلك جيّدًا سوكجيناه؟!"

نظر إليه وابتسم ابتسامةً صغيرةً بعينيه الدّامعتين: "أبّا، توقّف.. لنذهب إلى البيت الآن"

ضرب قدحه على الطّاولة وتابع: "يااه! سوكجيناه! أتعرف ماذا؟ لقد قالت أنّها لا تريد الأولاد وأنّ عليّ الاعتناء بهم! لم ترمِ بعشرتنا فحسب بل بأولادها!"

أطرق سوكجين عاضًّا شفته قليلًا ليتمالك نفسه، لا يعرف ما هذا الحزن الذي دهاه، هو يفضّل أنّ أشقّاءه بقوا في الحقيقة، لم يكن ليحتمل تشتّت أسرته أكثر من ذلك، لكنّه في نفس الوقت حزينٌ.. حزينٌ أن لم تكن لديهم أمّ كسائر الأمّهات تغمرهم بالحنان وتعتني بهم، وهو من ضمن ذلك بالطّبع

حاول والده بدء حديثٍ مجدّدًا لكنّ رأسه مال إلى الطّاولة وغطّ في سباتٍ عميقٍ، تنهّد سوكجين ونادى السّيدة: "أجوما، الحساب من فضلكِ"

دفع الحساب ثمّ هزّ والده مرّةً واثنتين، أخيرًا رفع رأسه بغضبٍ ليجفل سوكجين: "توقّفي عن إيقاظي!" حدّقا في بعضهما لحظاتٍ قبل أن تلين ملامح والده: "أوه سوكجيني، هذا أنتَ!"

ابتلع سوكجين بتوتّر وهو يجذبه من ذراعه: "هيّا أبّا، لنذهب إلى البيت"

بعد عناءٍ نهض الأب ليضع سوكجين ذراعه حوله مسندًا إيّاه ويسيرا بمشقّةٍ إثر خطوات والده المتداخلة، لم يكن المنزل بعيدًا لذلكَ لم يرغب سوكجين بإيقاف سيّارة أجرة، وأخيرًا بعد عناءٍ دام عشر دقائق من السّير المتعثّر وصلا إلى باب المنزل المعدنيّ العتيق والذي تشقّق طلاؤه الأزرق مظهرًا بقعًا من الصدأ هنا وهناك

وقف سوكجين لاهثًا ومدّ يده في جيبه ليخرج المفاتيح، فتح الباب ثمّ عاود إسناد والده ليقوده إلى الفراش في غرفته أخيرًا ويمدّده عليه

جلس بقربه لحظاتٍ يلتقط أنفاسه قبل أن يسمع نداءً خافتًا من عند الباب: "هيونغ؟"

التفت لتلتقي عيناه بعينيّ شقيقيه، ابتسم مستديرًا بجسده إليهما ودانيًا من الباب فاتحًا ذراعيه: "جيميناه، تايهيونغاه، ألم تناما بعد؟"

ركضا إليه وارتميا بين ذراعيه نافيين برأسيهما قبل أن يرفع تايهيونغ بصره إليه متسائلًا: "هيونغاه! أومّا قد خرجت من البيت اليوم مع حقيبة سفر كبيرة!"

شعر سوكجين بالوخز في قلبه لكنّ جيمين لم يعطيه فرصةً للردّ إذ تابع مومئًا: "نعم هيونغ، هل أومّا سافرت؟ متى ستعود؟ أنا أشتاق إلى أومّا هيونغ!" واختتم حديثه عابسًا بعينيه الدّامعتين

تنهّد سوكجين في داخله قبل أن يبتسم ويشدّهما إليه بحركةٍ سريعةٍ ليدفنهما في صدره ويقبل رأسيهما مرتاحًا لملمس خصلاتهما النّاعمة، ثمّ قال بمرحٍ وهو ينهض ويشدّهما: "هل تناولتما الطّعام؟"

نفيا برأسيهما وقال جيمين: "تناولنا البسكويت مع كوكي قبل أن ينام، فقط"

تنهّد سوكجين وفرك ظهر يديهما بخفّة بإبهاميه وهو يقودهما عبر ساحة المنزل الصّغيرة التي تحتوي شجرة برسيمون في منتصفها ليتّجه إلى النّاحية الأخرى حيث المطبخ الصّغير المفتوح على صالة صغيرة وابتسم مخاطبًا إيّاهما: "حسنًا! هيونغ سيعدّ لكما لفافات البيض كي نذهب إلى النّوم بعدها بجوار كوكي!" ليصيح طفلا السّنوات العشر بسعادة لعرض شقيقهما الأكبر ذي السّنوات الخمسة عشر.

---

في مكان آخر يجلس ذلك السيّد خلف مكتبه الفاره ليرفع سمّاعته ويحدّث أحدهم: "كيف هو يونغي؟"

ينصت قليلًا قبل أن يهمهم فاركًا جبينه ببعض الانزعاج: "ابحث له عن مرافق شخصيّ في عمرٍ مقارب لعمره!"

حاول الطّرف الآخر الاعتراض لكنّه قاطعه بحدّة: "أنا أعني في مثل عمره! هو يحتاج لمن يجعله منفتحًا ويتجاوز ما مرّ به، ما نفع كلّ هؤلاء الخدم الذين حوله؟ إنّه لا يقدر على محادثتهم وهم لا يجرؤون أصلًا!"

اختتم الحديث بعد ردّ الطّرف الآخر: "حسنًا" قبل أن ينهي الاتصال ويغوص في مقعده الوثير عاقدًا حاجبيه

---

أهلًا يا حلوين!

زمان عنكم والله 💙

همم القصة الجديدة رح تكون بشكل أساسي لجين، أشقاءه الصغار، وشخصية ثانية رئيسية من بانغتان 😉 (وغالبا كل بانقتان رح يظهروا بس ما رح تكون أدوار الكل أساسية 🙊)

التحديثات على البركة متل ما تعودتوا علي 😂👌🏻

والعنوان والوصف والغلاف كلها للتعديل لكن حماستي لنشر الفصل أقنعتني بها حاليا 😅

ونلقاكم قريبا 😊❤

Secret | KSJ x MYG & Maknae Line | تحديث بطيءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن