-الفصل الثاني- "قسوة الماضي"

5.5K 183 3
                                    

*الفَنَكْ*

-الفصل الثاني-

"قسوة الماضي"

......

_خرج "ياسين" من ذلك المركز اللعين وهو يتمتم بغضب ويشعر بالصدمة من خلال ذلك التصرف غير المحتسب فقد شعر بقوة يدها التي قبضت على يده بكل بساطة ، نعم هو لم ينكر تلك اللياقة الواضحة بجسدها والتناسق التام به ولم ينكر أنه قد أعجب بهذا ولكن ليس مستعد لتقبل فكرة امرأة تدربه بنفسه ،فقد تعود خلال السنوات الماضية بالتدريب على أيدي مدربين من الدرجة الأولى وكلهم رجال ، ولكن السبب الرئيسي بكل ذلك هو كرهه للسيدات بعدما جُرِح بقلبه ممن أحب !

فرك يده بعد أن شعر بالتوائها المؤلم وشعر بالضجر من عدم تلقينها درسًا على ذلك ولكنه توعد مع تلك الحمقاء التي تتصرف بشناعة فهتف وهو يجز على أسنانه :

-ليكي يوم أنتِ كمان ، أفوقلك بس !

شاهد على الطرف الآخر والده وهو يخرج برفقه عمه "سالم" فشعر بتذمر فهو يعلم أباه جيدًا عندما يحتك بعمه يخفيان عليه الكثير فأصبح لا يعلم كل شيء عن عمله فقط ينفذ دون حتى أن يقدر على معرفة السبب وكم شعره هذا بأنه ليس بابنه وليس له أيضًا في تلك الشركة شيئًا !

أعاد توازنه واتجه نحو سيارته دون أن يعبأ بهما ،ولكن أوفقه ذلك صوته والده وهو ينادي عليه مشيرًا له:

-يا ياسين استنى، هاجي معاك ...

ركب "ياسين" سيارته ببرود قابعًا ينتظر والده ،بينما نظر "عامر" إلى أخيه وودعه على إشارة منه قائلًا:

-على موعدنا بالليل وهبلغك لما كله يتم !

أومأ "سالم "برأسه وهتف محذرًا:

-المهم متحسسش ياسين بحاجة واوعى تديلوا أي معلومات بينا ابنك ذكي وممكن يعترض لازم يثق في قراراتك

رد عليه "عامر" بنبرة واثقة:

-مش أول مرة اعمل حاجة زي دي اطمن ، أنا بعرف أتصرف معاه !

نظر "سالم" إلى ساعة يده ثم ربت على كتف أخيه وقال مسرعًا:

-طب سلام بقى ، مش عايز أتأخر على لانا

قهقه "عامر" بسخرية كبيرة وقال وهو يعبر عن ضجره:

-أنا مش عارف ايه فايدة اللي بتعمله ده كل شهر بتجدد عروسة ويا ريتها أدك ولا في سنك يا راجل ، وفي الآخر بيطلعوا عينك مش فاهم بتستفاد إيه بص على عمرك !

مط "سالم" شفتيه بضيق وقال بعد أن رسم ابتسامة مستفزة على ثغره:

-أنا لسه شباب يا بابا وبعدين من بعد ما طلقت الولية مراتي ونفسي اتفتحت أوي على الستات وبعدين ما كله بشرع الله ولا أيه ؟

أومأ برأسه إيماءات ساخرة وقال:

-أه طبعًا هتقولي على شرع الله ، روح يا أخويا ربنا يقويك ، سلام !

"الفَـــنَكْ" ... للكاتبة دينا عادلWhere stories live. Discover now