مُفكرة الأُمنيات

169 25 94
                                    

.

"استيقظ فجراً حينما أحس بشيء بارد على جيبنه فتح عينيه ببطء ليستوعب مايجري حوله كي يستفهم بأنها ليست الا مجرد قطعة قماش مبلوله التفت يساره ليجد سيده العجوز يحتضن يده بقربه نائم، ابتسم بوهن ليتشتت ذهنه بذِكرى صغيره حينما كان يبلغ الثامنه وأخيه تاي وو العاشره وكانا يركضا سوياً داخل أرجاء المنزل ليشعر الصغير تايهيونغ بألم في حلقه وبقية جسده وكما انه تشنج ليبكي تاي وو خوفاً على أخيه فإثنانهما لم يكونا يعلما بأنها لم تكن الا علامات لتفاقم مرضه هذا، تذكر حينما احتضنه اخيه بخوف يُردد بأنه لايريد منه الموت في حين تايهيونغ لايستطيع حتى الصراخ لأجل نفسه او يُطمئن اخيه بأنه لايتألم انه فقط جسده، انهالت دموعه من دون وعي على وقع تلك الذكرى ليهمس بإشتياقه لأخيه، حاول الاستقامه ولكنه تألم ليأن بخفه جاعلاً من السيد يوو يستيقظ"

:هل انت بخير؟

" سأله سرُعان ما رأه كي يبتسم بضعف الاخر يردف"

:شكراً لك

" احتضنه العجوز يوو من دون اي تردد ليتفاجئ تايهيونغ"

:كنت سأموت ان خسرت ابناً اخر لي، شكراً للإله

" ربت على العجوز الساذج، وكما انه لاعلم بأنه سيموت؟ لِم يزرع في قلبه الامل؟
وهل هو أمل ام فقط عِبء يحمله قلبه الجريح!
هل يعتقد بأن الكلمات ستجعل من المرض يختفي؟ فكم تمنى المشاركه في الحرب ليموت حُجةً بديل لأخيه ولكن بسبب ضعفه وذلك السم الذي يجري في شرايينه هو الى الان يعيش، هو الى الان عبء، هو لايستحق الحياه، لِم لم يمت كي تقوم القريه بإحتفال اختفاء الطاعون؟
لمِ لم يمت؟
فهو شيطان على اية حال، هو سيء"

:اريد ان ازور مركبة تاي وو وحدي

:انت لم تتعافى بعد ياصغيري

:ولن افعل لذا لا بأس

" حشرجه داهمت صوته كي يبتسم بإتساع يُطمئن العجوز، استقام ليغسل أعينه التي لاحقاً اختلطت بالدموع والماء وكانت هذه المره الاولى التي يشعر بالضعف لذا قد مقت الشعور كي يهز رأسه نفياً ينظر الى انعكاسه ويتمسك بالمرآه بكلتا يديه"

:اصمت تايهيونغ انت قوي هل فهمت؟

"ردد كلماته كي يرتدي قناع وجهه السعيد ليخرج يأكل مع العجوز وجبة الإفطار رُغم تعبه ولكنه يريد الذهاب ليُظهر ضُعفه امام مركبة اخيه التي احترقت واحرقت جسده رماداً فلم يكن هنالك جثه كي تُدفن بعد انتهاء الحرب"

:مرحباً

" ابتسامه شقت طريقها لوجهه المُتألم ليجلس مُتربعاً محتضن كتابه المفضل وكوب شاي بيده ليُمرر يده الى شارة اسمه الموجوده وسط المركبه المُحترقه"

ملاكْ في الرِخامWhere stories live. Discover now