الجزء الثاني_اشارات من نوع اخر!

3.3K 87 3
                                    

(( إشارات من نوع آخر ! ))

في اليوم التالي أتى والدي وبين ذراعيه , "جيني" الصغيرة ... احناها أبي فوقي فقبلتني على وجنتي و ضممتها أنا بذراعي...
تلمست وجهي وهي تتمتم بشيء لا افهمه , هل تواسيني هذه الطفلة ؟!.
قبلتها بحب و كدت أبكي لكني تماسكت , أبي هنا و جيني تشبه أمي كثيراً... أنا لا أريده أن يتذكرها ! , لكن ؛ لقد مر شهران طويلان ...
شهران من حياتي لم أكن فيهما حقاً !.

همست بقلق بعد أن أستقر فوق الكرسي وجيني بحجره : أبي من .. يعتني بـ "جيني" ؟!.
تنهد ببطء وهو يمسح على يدي و بذراعه الأخرى ثبت جيني فوق ساقه , رد بهدوء شديد : السيدة لويز تساعدني.
حركت رأسي قليلا باتجاهه , و قد بان على وجهه الشحوب و التعب و قد غارت عيناه الزرقاوان بين دوائر رمادية , لقد مر بوقت عصيب ...
تأوهت بأنفاسي و اعتصر قلبي عندما تذكرت عاهتي ! , و الآن أنا أيضاً سأزيد العبء عليه ...
حاولت كتم دموعي بصعوبة و قتال , و أنا أنطق بارتجاف و صوت خافت : آسـفة !.
رفع عينيه إلي و قال متعجباً متعباً : ماذا قلتِ حبيبتي ؟!.
عضضت شفتاي المتيبسة و قلت بتعب وأنا أزفر الحرارة التي اجتاحتني : آسفـة أبي ! , لقد .. ذكر الطبيب أني ... و لكن... عجزي...!
أمسك بيدي بقوة و قال مقاطعاً : توقفي عن الكلام كلآرآ ! , مالذي تتفوهين به وكأنك كنت تقدرين على تغيير شيء ! , إن ما حدث قد حدث و انتهى !...
علينا... المضي للأفضل فقط... أتسمعينني ؟!".
شهقت و دموعٌ حارة تسيل على وجنتيّ : أنني لن أقدر على المشي مجدداً , آ آه ه...
وضعت يدي على وجهي كي أغطي شيئا لا أعرفه ! , ربما شعوري بالخزيّ لأنني سأكون رغما عني شخصاً آخر بعاهة و يسبب الثقل و القلق لمن حوله ...
لا اقدر على رؤية أي جانب مضيء و لو بشكل باهت ! , كان كل شيء أسود ...مؤلم !!.
ضغط على يدي و مسح على شعري وهو يقف نصف وقفة بسبب جيني التي تضايقت أيضاً بسبب الجو ,و أخذ والدي يهدأني و يمسح علي بحنان
بعدما هدأت و مسحت وجهي بالمناديل التي بجانبي .. عاد للجلوس .
قال بهدوء و تفهم : يا طفلتي ,ما بك قد هولت الأمر , كل شيء سيكون على ما يرام , و من قال بأنك لن تستطيعِ المشي ! , أنتِ ستستخدمين عكازاً فقط ..
و تذكري بأن المعجزات تحدث و أنك فتاة قوية لا تضعف هكذا .. "
ناولني كأس من الماء فجرعته كله و تنهدت و أنا استريح , ربما البكاء و التصريح بما في القلب اراحني . يجب أن أتحمل و أن أكون قوية لأجل والدي وأختى الصغيرة ..
انتهى وقت الزيارة مع الأسف سريعاً و خرج والدي بعدما عانقني و قال بأنه سيتصل كثيراً ... و بالفعل لم أكن أنام إلا على صوته ,
شعرت بالأشفاق والغضب على نفسي .. كنت كالطفلة الصغيرة , كان يجب أن أتماسك و اؤمن بقلبي أني سأكون بخير ...
مر أسبوعين و أنا في العلاج بالأدوية , حتى كانت ساقي اليسرى قد عادت لطبيعتها بعض الشيء وظهري كذلك , لكني أشعر بالغصة دوماً عندما أنظر لساقي اليمنى التي بلا حياة ...
قالوا بأن وضعها كان سيئا و رهيباً ولكن أعادوا شكلها الطبيعي في النهاية ... حمدت الله كثيراً ...

وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )Where stories live. Discover now