19

2.5K 141 3
                                    




رفرف جفنيّ كارا وابتلعت تشعر بجفاف حلقها وشفتيها ..
كانت رؤيتها مشوّشة وبالكاد تسمع شيئاً من حولها !
شدّت قبضتها وشعرت بشيء ما داخل كفّها الأيمن ..
أدارت رأسها لترى تايسي تضع رأسها على الفراغ بجانبها وتمسك بيدها ..

أغمضت عينيها مجدداً عندما أدركت أنّها في المشفى ..
وبهدوء عادت لتغطّ في نوم عميق ..
مرّت 16 ساعة كارا تنام باستسلام مخيف ..
أخبرهم الطبّيب أنّها لا تعاني من شيء ..
لكنّ التعب تكدّس حتّى انهار جسدها !

تايسي وفرانك بقيا حتّى وقت متأخر على أمل أن تستيقظ ..
وعند منتصف الليل فرانك أجبر تايسي على العودة للمنزل وتبديل ملابسها وأخذ قسط من الراحة ..
بعد أن وعدها بإحضارها في الصباح الباكر ..

أما هاري عاد للمنزل ليطمئن عمّه وشقيقته أنّها بخير وتحتاج للراحة وأخبرهم أنّه سيعود ليبقى معها ..

.
.
.

الحرس يحيطون بالمشفى من الداخل والخارج ..
بيترو يقف أمام غرفتها بهيبة شامخة لا يغفل عن أدنى حركة تدور من حوله ..
وفي الداخل كان هاري يجلس على كرسي بالقرب من سريرها ..
ينظر لهدوئها واسترخاء جسدها وملامح وجهها ..
ضمّ ذراعيه لجسده وأخذ نفساً عميقاً مستمرّاً بتأملها ..
يذكر لحظة دخولها لمنزل عمّه .. يذكر تحرّكاتها المتشنّجة ..
شعرها القصير وضآلة جسدها الذي لم يتغيّر كثيراً !
يذكر نظرتها نحوه عندما كان يقف أعلى السلالم ..
في ذلك اليوم هو صعد مبتعداً لأنه أدرك كيف تكون النّظرة قادرة على زعزعة ثبات أحدهم !

لم يكن هاري يتفهّم قسوة عمّه عليها خلال مرحلة نقل معلوماته وخبراته لها ..
تأخرها في صالات التدريب .. تكثيف الدروس اللامنهجيّة ..
تقليل فترات الراحة وتحديد أوقات النوم والأكل ..

ومع ذلك لم يرها تتذمّر أو تتمرّد ولو لمرّة واحدة !
كان مبهوراً بقدرتها على التّحمل ..
وعلى تلقّيها جميع الأوامر والمعلومات كأكثر أمر طبيعي !
وكأنّها جُبلت على فعل ذلك !

حتّى عندما قامت كارا بضرب مدربها في ذلك المساء المشؤوم ..
عفواً عندما قامت بتحطيم عظامة وتهشيم وجهه ..
هاري كان مصدوماً ..
كان ينظر لها وهي تعتلي الرّجل وتقوم بتسديد اللكمات نحوه بجنون ..
لم يشعر بنفسه عندما اقترب منها وسحبها وأخرجها حتّى استدارت وأعطته نظرة أفقدته صوابه !

هاري يؤمن تماماً أنّه منذ تلك الواقعة أصبح يحمل في داخله شيئاً خاصاً لكارا ..
وعلى الرغم من أنّه لم يفهم ولازال لا يفهم تحديداً المسمّى الحقيقي لما يربطه بها ..
إلا أنّه يقدّر كثيراً تلك الرابطة التي تجمعهما بعيداً عن كونها الابنة المتبناة لعمّه !



Love stringsWhere stories live. Discover now