٩ والاخير

43K 2.4K 264
                                    

الفصل التاسع...

دخلت على أطراف أصابعها تسلل بخفة حتى وصلت إليه ثم جثت على ركبتيها على الفراش منحنية بجذعها العلوي وعلى ثغرها ابتسامة كبيرة، أخرجت تلك اللعبة الصغيرة من جيب بنطالها ثم قربتها من أذنيه وهي تضغط بقوة عليها فأصدرت صوت عالي، من المفترض أن يثير فزعه، ولكن ذلك البارد لم يتحرك ساكنًا، قطبت حاجبيها بغيظ عندما رأته يبتسم بمكر....
_ إيه ده أنت صاحي يا خالد!.
فتح نصف عينيه قائلًا : المفروض ومن أول ما دخلتي تتسحبي زي العيال الصغيرة.
زفرت بحنق طفولي ثم قالت : يعني الخضة بح خلاص.
هز رأسه بإيجاب ثم اعتدل في جلسته فظهر جذعه العلوي عاري، زحفت الحمرة إلى وجنيتها لشعورها بالخجل منه رغم زواجهما منذ  أربع سنوات، لاحظ هو بؤبؤ عينيها يتحرك بسرعة، وتلك الحمرة المحببة لقلبه التي تزيد من جمال خديها أكثر وأكثر، توترت أكثر عندما لاحظت نظراته الجريئة فقامت بالضغط على يديها متناسية تلك اللعبة المزعجة التي بيديها فأصدرت صوتًا قويُا، فزعت هي منه وصرخت بقوة وسط ضحكاته المرتفعة..
_ هبلة يافريدة والله.
نظرت له بغيظ شديد وقالت : هو إيه اللي هبلة، الحق عليا عاوزة أفرفشك وأصحيك كل يوم بمفاجأة مختلفة.
اقترب منها ثم شملها بنظرة وقحة ليقول بصوته الرجولي الذي يأسر قلبها بقوة في كل مرة : أنا أعرف إن المفروض تصحيني ببوسة، بحاجة رومانسية، مش تصحيني كل يوم على لعبة من لعب ابنك المتخلف.
لكزته في كتفه لتقول بحنق : ابني مش متخلف، أنا مش عارفة في اب بيكره ابنه كدة.
اتسعت ابتسامته ليقول بمزاح  وهو يشير على نفسه: أنا طول ماهو رخم وبيرخم عليا، هاكرهه.
اتسعت عيناها لتقول بصدمة : ده كله عشان عيط وعاوزني أنام جنبه، ده لسه تلات سنين، وبعدين أنت طول الوقت في الشغل فأنا وهو اتعودنا ناخد بعض بالحضن وننام.
جذبها نحوه قائلًا بخفوت : ومين ياخدني أنا في حضنه، ده أنا غلبان والله.
استندت بكفيها عليه ثم قالت : أنا.
فتح ذراعيه على وسعهما  قائلًا : طب ماتيجي.
حاوطته بيديها واستندت برأسها على صدره العريض : هو أنت بجد يا خالد بتكره حمزه.
رفعت رأسها لتنظر إليه، فوجدته ينظر لها بتسلية، تجمعت الدموع بعينيها ثم قالت : بتكرهه بجد.
_ أنتي هبلة، أكره إيه ده ابني، أنا بهزر، بس ده ميمنعش إني سايبك بمزاجك عشان بس هو لسه صغير، بس والله يافريدة لما يتم الأربع سنين إن مجتيش ونمتي جنبي هاخطفه.
اقتربت من وجهه لتقول بحب : طب ما تخطفني أنا أسهل، ونسيبه هو هنا.
اقترب أكثر ولم يصبح بينهما مسافة : فريدة قلبي عاوزة تروح فين.
أنهى حديثه وهو يطبع قبلة صغيرة على ثغرها، حاوطت عنقه تجذبه نحوها أكثر لتقول بسعادة : أي مكان أنا معاك في أي مكان هاكون فرحانة ومبسوطة...
دفن وجهه بعنقها يستنشق عبير خصلاتها المثيرة ليقول بهمس عاشق : أنتي اللى وجودك جنبي بيخليني فرحان ومبسوط، يافريدة العشق والقلب والحب...
..........
صراخ هز جدران المنزل وجدران قلبها ، صوت خالتها وزوجها جعل قلبها يئن من الوجع تريد الصعود للأعلى وقدمها لا تسعفها ، خرجت وجدتهم جميعاً أمام  شقة جدتها سألت بخوف شديد : خالد ماله يا خالتو
صرخت نبيلة بوجع : خالد هيموت يا فريدة هيموت ويريحك يا فريدة يا قلب أمك يا ضنايا .
سقطت أرضًا تصرخ وتضرب بكفيها على وجنتيها بوجع : يا خالد ، يا خالد يا ضنايا يا حبة عيني يا نور عين أمك اللي انطفى
سقطت بجانب خالتها واندفعت لأحضانها تبكي هي الأخرى .
قطع بكاؤهم صوت زوج خالتها قائلاً بوجع : لا إله إلا الله ، يارب متحرقش قلوبنا كدة يارب .
رددت سميرة بتماسك : قومي يا ضنايا نروح لابنك قومي
ذهبوا جميعاً إلى المشفى  وهي في عالم آخر تشعر بيد تقبض على قلبها الضعيف ، يخون ويعشق غيرها وتهون وتهون لكن يكون بخير وستتقبل كل هذا  فقط يكون بخير
ذهبت تجاه أدهم بخطوات ثقيلة مغمغة : أدهم ، خالد كويس صح .
غمم هو الآخر والدموع تنساب من عينيه : هيبقي كويس ادعيله يا فريدة ادعيله .
ثلاث ساعات وخرج الطبيب من العمليات ، هرولت تجاه الطبيب تتساءل بلهفة : طمني يا دكتور بالله عليك خالد كويس ؟!.
ردد الطبيب بأسف : الرصاصة كانت فى مكان خطر للأسف وسيادة الرائد دخل فى غيبوبة ادعوله .
بكت بصوت عالي مزق قلب أدهم والجميع حولها جدتها وخالتها وزوجها ، جميعهم صامتين والبكاء والوجع   أسياد هذه اللحظة. 
أربعة وعشرين ساعة حتى تمكنت من رؤيته ، جلست  على الأرض بجانب سريره تردد : خالد فوق وحياتي متستسلمش كدة فوق وأنا مسمحاك ، فوق عشان أرجع أزعقلك تاني وأقولك كل شوية بحبك ونتجوز ، مش كفاية وجع القلب اللي أنا فيه بتوجع قلبي كدة زيادة .

Has llegado al final de las partes publicadas.

⏰ Última actualización: Dec 11, 2019 ⏰

¡Añade esta historia a tu biblioteca para recibir notificaciones sobre nuevas partes!

حطام فريدهDonde viven las historias. Descúbrelo ahora