"حتى أننا كنّا بالمدرسَة ذاتهَا" أكمَل تَايهِيُونغ حدِيثَه و لا يبدو أنّ جُونغكُوك الوحيد الذي يرغَب بالبُكاء الآن، فَتايهِيونغ يتمَسك بِدموعه و غصته جيدًا. "لقَد وجدَ أبي عائِلتكَ بالفعل بعدَ تلكَ السنة التي كانَت سنةً دافئِة لي بالرغمِ من برُودةِ طقسهَا"
"لقَد بكِيتُ وقتها بِعُمق، و انتَ كنتَ تحتضنِي، هَل.."ارادَ أن يسأله إن كانَ يذكُر كل هذَا، و لكنه بالفعل لا يتَذكر. "ل- لقَد هربتُ حينهَا منَ المنزل باكيًا، و انتَ لحقتَ بي بِسرعة حتى وجدتني قربَ البُحيرةِ أبكي، أخبرتني أنكَ سَتشتاقُ لي أيضًا، و أن الأمرَ ليسَ بِيدك، لقَد بكينَا كثيرًا لِـذلكَ الفِراق، و أخبرتنِي أنكَ سَتلتقِي بي دائمًا".
"كيفَ عرفتني الآن؟ كيفَ وجدتني تَايهِيُونغ؟"
"انتَ فَارقتنِي جُونغكُوك، لقَد نسيتَ أمرِي تمامًا و بقيتَ معَ عائلتِك، رغمَ قُربنَا انتَ لَم تأتِي إلي و لَو لِثانية واحِدة، لقَد تَ- تركتني بعدهَا، لكنّني لَم أكُن لِأنسَاكَ كمَا فعلتَ بِي" أردفَ تَايهِيُونغ الذي كانَ يبتَسم بِنوعٍ منَ الإنكسَار لِهذهِ الذكرى التي آلمتهُ جدًا.
"تَ- تَركتُك؟".
" أجل! لقَد تركتنِي و تَعاملتَ معي كَغريب! لَم تَتَعامل معِي حتى جُونغكُوك، انتَ تجاهلتَ أمرِي تمامًا و كأني لَم أمر عليكَ بِحياتكَ أبدًا، كم جرحنِي هذَا، كونكَ أولَ صَديق حظيتُ بِه، لقَد ذ- ذَهَبتَ سَريعًا عَني".
عَيني تَايهِيُونغ كانَت تُرسِل نظَراتَ عِتابٍ طَفيف لِلذي يُحدق بالفراغ جاهلًا كل ما يُسرَد عليه. هوَ مِن فَرطِ ألِم رأسَه و تشوِشه بدَأ يبكِي، يرغَب بِأن يتَذكر كل هذَا.
لكنّه لا يقدِر، و الآن، هَل تَايهِيُونغ يحكِي له قصةَ تركِه له؟ هَل كانَ لعينًا حقًا و تركه!، ام أنّ هنَاك سببًا ما لِذلك! اللعنة الوحِيدة أنه لا يذكُر أي شَيءٍ من هذَا.
و الآن، هناكَ صورٌ تَظهر لهُ بالفعل.
"انتَ تركتنِي جُونغكُوك، لقَد تعذبتُ كثيرًا بِفترةِ تجاهلكَ لي، إلى الأبد، وجدتكَ حينَ ولجتُ مع بِيون لهذا الحي، لقَد كانَت صُدفَة، و انا لا أنسى عَينيك ابدًا مهمَا وضعتَ لِتخفيها".
تمسكَ بِرأسه بشدة و يشعر بأنه سَينفَجر منَ الألم الفتّاك به.
"لا أملكُ شَيـئًا لِأقُوله" اختَصر جُونغكُوك الأمرَ ناهضًا من مكانه حاملًا معَه حقيبته، لِيخرجَ منَ المَنزِل يهرُب إلى اللّامكان.