قبل سنتان

2.5K 47 2
                                    


أحمد 


أم أحمد: ابني أحمد تعلم أني مريضة جدا لا أقوى على الحراك و لا أحد يؤنسني في المنزل وأنت تخرجت من الجامعة و بدأت العمل منذ شهرين لا شيء يمنعك من الزواج ، هناك فتاة رائعة ومؤدبة حسنة الخلق والخلق أتمنى أن أخطبها لك اسمها فاطمة..

أحمد: أمي أنا لازلت في بداية الطريق لم أكون نفسي بعد و لا أفكر في الزواج حاليا

عندما أخبرتني أمي عن الزواج احترت كيف أخبرها بأني معجب بفتاة أخرى وإن لم يكن بيننا شيء و لكنها راسخة في أعماق قلب ساهرة ..كنت في السنة الأخيرة لي في الجامعة عندما رأيتها مع صديقاتها تمشي بغنج لا ينقصها شيء أبدع الله في خلقها جمالها الأخاذ و ضحكتها الساحرة سلبت عقلي بقدها الممشوق و نظراتها الجريئة تمنيتها لي أردت أن أخطبها ولكن لم أجرؤ على التحدث معها كانت دائما تلاطف الجميع و شخصيتها الجاذبة جعلت مجموعة من الشباب تحلق حولها غيرتي الحمقاء جعلتني أبتعد عنها لو امتلكت الشجاعة الكافية لأصبحت زوجتي ولكن الآن ليس ليي غير خيال أسامره ..

بعد أسبوع ذهبنا لخطبة فاطمة لطالما أحببت أمي حبا جما و جعلت من أولوياتي سعادتها لا أعلم لماذا لم أستطع رفض طلب أمي ربما لأنه إن لم تكن ساهرة فلا فرق لدي فلتسعد أمي وكفى ، عند اللقاء وجدت فاطمة كما وصفتها أمي فتاة جميلة و هادئة ولكنها كانت ترتدي عباءة فضفاضة تخفي جمالها وتظهر بساطتها شعرتها متزمتة كانت تتحدث بهدوء وثقة أعجبني احترامها لأمي سمعتها تخاطب أمي بكلمات محببة ، عينا أمي كانت تلمع من السعادة لم أرها بهذه السعادة منذ فقدنا والدي رجعنا للمنزل بعد أن حددنا موعد الخطبة، تزوجنا ولكن لم أستطع أن أنسى حلمي بالزواج من ساهرة ، أحيانا كنت أنظر لفاطمة يميل قلبي لها  

ولكن قربها مني قد ينسيني حبي الوحيد لذا بدأت أتعامل معها بجفاء أحاول أن ألاطفها بحضور أمي فقط، بعد سنة فقدنا أمي و لم أعد أهتم بفاطمة و زاد الجفاء بيننا ، كلما حاولت فاطمة أن تلاطفني ردعتها بنظرات الإحتقار أحيانا يؤنبني ضميري ، أراقبها وهي تصلي بخشوع و تتلو القران كل صباح أشعر بطمأنينة أتذكر والدتي وهي تدللها ، كانت تسامر أمي دائما وتقرأ لها قصصا كثيرة متنوعة سمعتها مرة وهي تسرد سيرة زينب عليها السلام بأسلوب مشوق ظللت أستمع لها حتى انتهت أتراها تستمد صبرها من صبر زينب؟ حين رأتني طلبت منها إعداد قهوة لم أشعرها يوما بأن روحها تجذبني و أنا في صراع بين مد و جزر بين فاطمة و ساهرة .. أحيانا عندما تلحظني فاطمة وأنا أتأملها أغضب و أقسو عليها وأهينها و عندما تصمت أشتد غضبا لماذا لا تغضب مني لماذا لا تتخذ موقفا من جفائي؟ هل هي إنسانة ضعيفة وذليلة لهذا الحد .. بدأت أتحدث مع فتيات في وسائل التواصل أردت أن أعبر عن مشاعري لساهرة فكنت أتخيل ساهرة في كل بنت أحادثها،أسامرها بأعذب الكلمات .

مرت الأيام و كانت الصدفة التي غيرت مجرى حياتي هاهي ساهرة نفسها في مكتبي ، متقدمة للعمل كسكرتيرة لي .. هي ساهرة بجمالها المعهود وظرافتها و حسن حديثها لم أتوانى بقبول طلبها و بدأنا العمل معا ، ولكن كيف لي بالوصال .. أخبرت فاطمة بأني أريد الزواج لم أرد أن أعطيها عذرا كاذبا فأنا لم أفكر بالزواج من ساهرة من أجل الإنجاب .. أخبرت فاطمة الحقيقة لم أعرف كيف أتحدث فقد كنت متوترا لم أعرف ماذا قلت و كيف إلا بعد الإنتهاء من الحديث .. شعرت بأنني إنسان حقير أخبرت فاطمة بأنني مللتها و حياتنا الرتيبة لماذا لم أراعي مشاعرها لماذا كنت دائما غاضبا منها ؟ لم يجبرني أحدا على الزواج منها ولم أرى منها إلا كل خير لكنني كنت أريد زوجة عصرية متحررة أستطيع الخروج معها أينما أشاء و مع من أشاء أستطيع الخروج معها بصحبة أصدقائي وزوجاتهن لكن فاطمة كانت تمتنع بحجج واهية مبادئها الضيقة جعلتني أضجر منها الآن ساهرة ستعوضني ذلك، سأدللها و أقدم لها كل شيء .. تقدمت لساهرة ووافقت وتزوجنا .. شعرت بأن حلمي تحقق و ساهرة أصبحت زوجتي أشعر بأني أسعد مخلوق على وجه الأرض . 

نور فاطمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن