❄ الفصل (5) ☃

1.3K 55 0
                                    

لا اله إلا الله ..
الفصل ( 5 ) ..
................
-طلب مني أتكلم معاك واقنعك أن القطة تحنطت واللي حصل حصل
وقفت ساندي بينهم متسائلة بفزع :
-حضرتك تقصد القطة اللي نوعها وشكلها نادر
-تمام هي دي
نظرت إلى وليد في دهشة ، فيما جاء أحدهم وطلب الدكتور دقيقة فربت على كتف ذراع وليد وهو يخبرها أنه سيتحدث مع عقب انتهاء المؤتمر وغادر ، وقفت ساندي في المكان الذي كان يحتله الدكتور منذ لحظات وتساءلت بنبرة بكاء :
-يقصد جوليا صح ؟!
حرك مقلتيه بعيدا عنها ولم يجيب عليه بالحديث ولا حتى بالإشارة لتتأكد من احساسها أنها جوليا ، فقالت بعتاب :
-يعني أنت كنت عارف أن جوليا ماتت ومقلتليش
نظر إليها وشعر بالألم بمجرد أن رأى الدموع تحوم حول مقلتيها وقال بصدق :
-صدقيني يا ساندي انا معرفتش بالخبر ده غير قبل السفر بأيام .. مقدرتش أقولك وانا شايفك سعيدة عشان مسافره تبحثي عنها
هبطت الدموع على وجنتيها بغزارة وقالت وهي تجز على أسنانها بغيظ :
-أنت متفرقش معاك سعادتي .. لو تفرق معاك كنت صرحتني بالحقيقة بدل ما أنت شايفني متعلقة بأمل دايب اصلا .. شايفني بدور على شيء مش موجود ومتأكد أن عمري ما هلاقي وساكت .. حرام عليك بجد حرام
سارت فأوقفها بالقبض على مرفقها فسحبت مرفقها من يده وهي تصرخ به أن يتركها ودفعته بقوة لينصدم في الحائط وتركته وركضت حزينة مكسورة ، مسح على وجهه وشعر بالعجز المفاجئ ، وعند بدأ المؤتمر اعتذر وليد عن الحضور وغادر
******
وصلت إلى الفندق عينيها منفوختين من كثرة الدموع وتطلع إلى الأمام بشرود ولم تستوعب حتى الآن أنها فقدت جوليا إلى الأبد ، وقفت وطلبت مفتاح الغرفة ثم طلبت أن يحجز لها مقعدا في الطائرة المسافرة إلى مصر ، أعطت له المال ومضطرة أن تنتظر لثلاثة أيام حتى موعد الطائرة ، صعدت إلى غرفتها والقت بجسدها على الفراش تبكي بحرقة وألم واضح في شهقات البكاء المتقطعة ..
قبضة على الوسادة بقوة تنادي جوليا حتى هدأت تدريجيا ، ثم نهضت ودلفت إلى الحمام تتوضأ وفرضت السجادة الخاصة بها ثم وقفت تصلي فرضها ، وعقب انتهائها جلست مكانها تدعي ربها كثيراً وكثيراً و وجدت نفسها تبكي مجددا ..

تجول وليد في شوارع روما سيرا على الاقدام ويدخن سيجارة تليها سيجارة ويجلس على إحدى المقاعد تارة ويسير تارة أخرى ، حتى حل الليل والسماء أظلمت بنجوم لامعة متناثرة ورياح خفيفة ولكن باردة جعلته يشعر بالبرد ، فدس يديه في جيبي معطفه وسار نحو الفندق ..

عقب وصوله وقف أمام غرفة ساندي واضعا يده على الباب ثم دق عليه بخفة ، رفعت رأسها عن الوسادة التي امتلأت دموع ، ثم نهضت من الفراش متجه نحو الباب و وقفت خلفه وكادت أن تسأل ولكن دق وليد الباب قائلا :
-ساندي ممكن تفتحي نتكلم لو كنتِ صاحية وسمعاني 
جلست مكانها في هدوء وسيطرت على صوت بكائها بالقوة ، استند بجبينه على الباب يتنهد بصوت مستمع ثم دلف إلى غرفته ، نهضت ببطء شديد واضعة أذنها على الباب وانتظرت للحظات ثم فتحت الباب ببطء لتنظر إلى الخارج فلم تجد وليد لتغلق الباب ثانية وعادت إلى الفراش تحدث نفسها :
-مش هتكلم معاك ولا هتكلم مع حد خالص .. الوحدة كانت أحسن بكتير من اللي أنا فيه ..
رفعت مقلتيها متابعة بصوت بكاء :
-يا رب مليش غيرك .. ياااا رب
******
حاول وليد أن يتحدث معها ولكن بلا جدوى ، يقف ويدق بابها وهي تستمع إلى دقات الباب بألم وكأنه يدق على قلبها ولم تفتح له حتى يسأم ويبتعد ثم يعود إليها مجددا على أمل تفتح له ولكن ليس هناك أمل ، لم تخرج من غرفتها وانتظرت حتى يوم السفر ، جهزت كل شيء ثم خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء و ألقت نظرة على باب غرفة وليد ثم استقلت المصعد الكهربائي إلى الطابق السفلي ثم استقلت سيارة أجرة إلى المطار ..

نوفيلا " هو وهي وجوليا "Where stories live. Discover now