التاسع و العشرون &هاربة& صابرين شعبان

5.1K 309 24
                                    

التاسع و العشرون

كانت تجلس شاردة عندما ضربتها براءة على رأسها بحنق " أنت أيتها الهاربة هل أتحدث مع نفسي "
رمقتها فاطمة بحنق سائلة " ماذا يا غبية "
قالت براءة بغرور " عقد قراني الأسبوع المقبل و جئت لأخبرك فأنيسي جلب والده أول أمس و حددا موعد "
ابتسمت فاطمة بفرح " مبارك لك يا عزيزتي أخيراً سنتخلص منك "
قالت براءة ساخرة " عزيزتي التخلص مني ليس صعباً كإحداهن "
ردت فاطمة بنزق " لا تبدئي "
أجابت براءة ببراءة مصطنعة " لماذا . ماذا قلت . "
ردت فاطمة بسخرية " لا شيء . قلت كل خير "
" حسنا ستأتين بالتأكيد " سألت براءة بشك
هزت رأسها نافية " لا أستطيع . تعلمين لماذا "
سبت براءة بحنق مما جعل فاطمة تضحك فهى لا تفعل أبدا إلا إذا كان أمر يغضبها و هذا شيء نادر و لكن ليس منذ ظهور أنيس و بيبرس في حياتهم .. " ما ذنبي أنا . تعلمين أنه صديق أنيس و لا أستطيع أن أخبره أن يطلب منه عدم المجيء "
ردت فاطمة بلامبالاة "  حبيبتي و لم يطلب هل تعرفين ليس هو فقط السبب . أنه أبي . منذ علم بفعلة فضة و هو حريص كل الحرص على علمه لأين نذهب و مع من نتحدث . يبدو أنه لم يعد يثق بنا "
زفرت براءة بملل " تبا لك يا فضة يا عديمة الحياء . أنا فرحة بها أنها لم تسافر مع ذلك الوغد الأحمق "
ضحكت فاطمة " أنها مسكينة يكفي نظرات أبي و توبيخ أمي و جدتي كلما رأوا وجهها . "
ردت براءة بغيظ " تستحق .. و تستحق أكثر علقة الحذاء سلمت يداك "
"يا لك من شريرة " قالتها فاطمة ضاحكة
نهضت براءة قائلة بخيبة " حسنا سأعود للمنزل فلا أريد أن أتأخر فأنيس أتي اليوم "
غمزتها فاطمة بمكر " الله يسهل لعبادو "
مطت براءة شفتيه بملل " أنتِ أكثر من سهل له و لكنك حمقاء "
دفعتها فاطمة خارج الغرفة قائلة بحنق " حسنا اغربي عن وجهي يا غبية بدلاً من أرسالك بكدمة لأنيسك "
قبلتها براءة و ضمتها قائلة " اللعنة كنت أريدك معي "
ابتسمت فاطمة برفق " إن شاء الله حبيبتي في عرسك قريباً "
بعد ذهابها خرجت فاطمة لتذهب لغرفة جدتها تبحث عنها و لكنها لم تجدها سألت والدتها التي أخبرتها أنها ذهبت للقاء صديقة و ستعود بعد قليل . تعجبت فاطمة فجدتها لا تذهب لمكان دون أحد منهم . حسنا ستنتظر عودتها لتعلم أين كانت ...

*****★*****
كانت فخرية جالسة أمامه باسمة تمسك بعصاها بكلتا يديها .. " أدام الله عليك فضله عبد الله حقاً فرحت لك كثيرا حين علمت ذلك "
كان اللواء عبد الله و الذي كان ابن صديق زوجها  و قد كان يأتي لمنزلها مع والده رحمه الله و لكنه كان هادئ الطباع يأتي جالساً بجانبها لحين مغادرته و لا يذهب للعب مع قطب و الصبية من جيرانهم في بيتها القديم  .. قال عبد الله باسما "شرفتني زيارتك حقاً يا أمي و سامحيني لتقصيري في زيارتك "
ردت فخرية بهدوء " لا بأس بني أعلم كم أنت مشغول و مسؤوليات عملك كثيرة . المهم أخبرني كيف حال زوجتك و الأولاد بخير "
أجابها بتأكيد " بخير يا أمي . لقد عقد  سامر عقد قرانه منذ أسبوعين و قريباً سيتزوج "
قالت فخرية باسمة بفرح " ما شاء الله . ما شاء الله . مبارك لك بني أطال الله عمرك لترى أولاده و أحفاده "
ضحك عبد الله بمرح " فلنرى أولاده فقط يا أمي يكفينا "
قالت فخرية باسمة " أطال الله عمرك  ... المهم لقد جئت إليك في أمر هام و خدمة منك أرجو أن لا تردني بها "
قال عبد الله بحزم و اهتمام " تفضلي يا أمي . أنت تأمريني و لا تطلبين "
ابتسمت فخرية ممتنة و قالت بهدوء " تعرف ابنة ولدي فاطمة . مؤكد سمعت عن ما فعلته من قبل فأنت نفسك حضرت إحدى تلك الأفعال من قبل "
ضحك عبد الله " أجل يا أمي  لقد فعلت و أنت رفضتي أن أجدها بنفسي و طلبت مني أن لا تتدخل الشرطة  و طلبت تحري خاص "
هزت رأسها موافقة " أجل بالطبع . هذا ما حدث . لتستمع إلي إذن عبد الله فهذا الطلب سيتوقف عليه مصير حفيدتي و نحن نريد مساعدتك به "
قال عبد الله باهتمام " تفضلي يا أمي أنا أنصت "
و أخبرته فخرية و رغم ذلك لم ترتسم الدهشة أو عدم التصديق على ملامحه فما تطلبه حقاً ليس عادي . أو قانوني....

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن