الثاني و الثلاثون & هاربة & صابرين شعبان

5.1K 280 22
                                    

الثاني و الثلاثون
خاطرة
يا أنتـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاتعلم كم أبذل جهدا
لأبقــــــــــــــــي
تلك الجمجمة معلقة بأعلى جسدي
ثقيلة وأنــــــــــــت فيها
تبقى كلماتك عني  وأحلامك بي وخيباتك لي
حتى رائحة سيجارك الممقت محمولة بها
ثقيل أنــــــــــــت يا رجل
كيف أجتث يأسي وبؤسي  وأنا المطعونة من خذلانك
أريـــــــــــد أن أرجع لنفسي سابق عهدها
كيف وأنا  المأسورة بأغلالك
جحيم أنـــــــــــــت يا رجل
تنفث سعيرك  حولي وحول ورودي وأزهاري
كم أريــــــد دق مسمار بقلبك أو ألقي بك من نافذة أفكاري
أو ألقي بنفسي من حافة الهاوية  ويقولون هاربـــــــــــة
هربت من هول جحيم عاشق هـــــــــــــــــــاوي

خاطرة فاطمة لبيبرس بقلم سنين سنين
*****×*****×****×***

لم تصدق فاطمة ما تراه عيناها . فما إن قال مهدي أنه سيزوجها للرجل خلفها حتى وجدت بيبرس ينقض عليه صارخاً " سأقتلك أيها الوغدلكمه بعنف على وجهه لتجد مهدي يبادله لكمته بأشد منها و هو يقول بغضب " أيها الحقير سئمت  من غرورك  منذ  دخلت هذا المنزل و أنا أستمع عن أفعالك الحقيرة لقد تمنيت أن أذهب إليك لأقتلك بدوري "  لم يكتفي مهدي بلكمة واحدة رداً بل أشار لرجليه من بين حديثه ليمسكا بيبرس الذي زمجر غاضباً و مهدي يعود ليلكمه مراراً . رفع بيبرس قدمه  مستنداً على الرجلين و ركله في وجهه ليتراجع مهدي خطوتين و هو يمسك بذقنه بغضب متألم .. قالت فاطمة باكية برجاء "  أتركه و سنتزوج أرجوك لا تفعل شيء أنا أسفة "
قال مهدي بسخرية " أسفة . أسفة أيتها الحمقاء . لقد حولت حياة عائلتك  لجحيم بأفعالك الغير مسؤولة "
حاول بيبرس التخلص من الرجلين و قال بغضب " لا تتحامي في رجالك أيها الحقير لتواجهني رجل لرجل و لنرى ما في يدك لتفعله "
نظر إليه مهدي ببرود و أشار للرجلين ليتركاه .. ما أن تركاه حتى وقفت فاطمة بينهم قائلة برجاء " أرجوكم يكفي . سأفعل ما تريده فقط دعه يرحل و لا تهين أبي بما ستفعل . لنتزوج نحن و أعدك أني .. "
قاطعها مهدي بسخرية " أنك ماذا ستكونين زوجتي  و غارقة في حب أخر .. لا شكراً لكِ .لا أريد فليأخذك أحد رجالي حلال عليهم "
أزاحها بيبرس بعنف و أنقض على عنق مهدي قائلاً بغضب " بل سيحملك رجالك ميتا من هنا أيها الوغد "
ركله في معدته بركبته بقوة و لكن مهدي تمالك نفسه و عاود لكمه بغضب أشد ليعود الرجلان يقتتلا بعنف و فاطمة تصرخ بينهم أن توقفا . نزف أنف مهدي فتدخل أحد الرجل و ضرب بيبرس على رأسه فتراجع هذا الأخير مترنحا و هو ينظر إليه و لكن مهدي لم يمهله عندما ضربه هو الآخر و أسقطه على الأرض .  ركله في معدته بقوة لتخرج شهقة متألمة منه و أخرى في وجهه شجت وجنته  جلست فاطمة أمامه تمنع ضرباته لبيبرس التي تشعر بألمها على جسدها هى " بالله عليك أتركه و سأفعل ما تريده "
زفر مهدي بحرارة و هو يتنفس بصعوبة و أشار لأحد رجاله فتحرك و رفع بيبرس بعنف و أجلسه على مقعد طاولة الطعام و أخر قام بتقيده . " أذهب و أحضر العائلة لتحضر زواجكم "
شهقت فاطمة باكية بقهر عندما دلف والدها ليري ما فعل مهدي نظر إليه بذهول و قال " ماذا يحدث هنا " دلفت فخرية تطرق بعصاها فركضت فاطمة إليها ترجوها قائلة " جدتي انجديني يريد تزويجي لذلك الرجل . و سيقتل بيبرس أيضاً . جدتي أجعليه يتركه و سأفعل ما تريدون  "
قال بيبرس بتثاقل كأنه يحاول أن يبقى واعيا " لن يفعل شيء و إلا قتلته أقسم بالله أن أقتله "
نظرت فخرية لبيبرس النازف و نظرت لمهدي بلوم فزم هذا الأخير شفتيه كأنه يمنع خروج ضحكة ساخرة . قالت فخرية بحنق " أخبرتك فاطمة و لكنك لم تستمعي لحديثي "
قالت باكية بحرقة " يريد تزويجي لذلك الرجل جدتي بالله عليكم لتجعليه يقتلني أفضل "  تنحنح الرجل المشار إليه بحنق " و من يريد أن يتزوجك آنستي لا أريد زوجة تظل تهرب و أنا أركض خلفها"
ضحك مهدي بمرح " أرأيت حتى وليد لا يريد الزواج بكِ . حسنا لأجل خاطر جدتك سأترك أبيكِ يختار لك زوج من الحاضرين هنا  حتى لو كان المأذون سنزوجك منه "
تنحنح المأذون و قال بسخرية " لا يجوز أن أكون الزوج و الكاتب نفس الوقت "
ضحك مهدي مجدداً " حسنا لنرى خيار والدك "
قال بيبرس بعنف و هو يحاول فك قيده " لن يتزوجها أحد أقسم أن اقتلكم جميعاً "
تقدم منه مهدي و لكمه بعنف قائلاً " أنت تصمت أيها الوغد "
صرخت فاطمة عندما نزفت أنفه و قالت فخرية مستنكرة " مهدي هناك عرس هل نسيت "
رد بلامبالاة " لا . لم أنسِ و لكن ذلك الوغد  أثار غضبي "
قال قطب بتوتر " حسنا لننهي الأمر هنا أرجوكم لا نريد مشاكل أكثر من ذلك "
قال بيبرس بعنف " لن يتزوج فاطمة أحد لا تريده على جثتي أن يحدث هذا "
قالت فخرية بحنق " هل لك أن تصمت ما أوصلنا لهنا هو غباءك "
التفتت لقطب قائلة " أختر زوج لفاطمة لنعود للعرس بني "
صرخ بيبرس بعنف و هو ينهض بالمقعد " لا . لن تتزوج أحد غصباً "
قالت فاطمة باكية بقهر و حرقة " سأتزوج بيبرس أنا أستحق ما يحدث لي . هذه نتيجة أفعالي كما قال مهدي "
التفتت لوالدها " حسنا بابا أنا سأوافق على من تختاره أقسم لك أني سأكون زوجة صالحة له و لن أخذلك بعد الأن "
زمجر بيبرس غاضباً و هو يشد القيد حول جسده يحاول فكه " لا لا لا لا لن تفعلي فاطمة اللعنة عليكِ أنتِ لي "
قال قطب بحدة " حسنا تزوجها أنت أيها الوغد كل هذا بسببك أنت . حسنا مهدي زوجها لبيبرس أنه يستحق أن يعاني معها مثلما فعلت بنا و العائلة "
صمتت فاطمة و فغرت فاه هل سمعت جيداً . هل أختار أبيها بيبرس . طارت عيناها إليه لتجد ملامحه جامدة و عيناه على والدها .. قال بخشونة " نعم . نعم أنا سأتزوجها . حسنا زوجها لي أنا موافق  . هيا فك قيدي الأن "
قالت فخرية بحزم " لا بيبرس لا . أنظر لمظهره كيف يذهب للعرس و هو غارق في دمه . قطب أختر زوج آخر لا نريد حديث من أحد  علينا يكفي ما حدث "
زمجر بيبرس غاضباً " اللعنة جدتي . فلتصمتِ فقط أرجوكِ . سيد قطب أنا موافق . أرجوك فك قيدي "
قال مهدي بمكر " و لكن الجدة معها حق عمي . أنظر لمظهره أنه كرجل عصابات و ليس زوج محترم تقدمه للناس على أنه زوج ابنتك "
هجم عليه بيبرس بمقعده و أسقطه أرضا و هو يصرخ بغضب " أيها اللعين لم لا تصمت فقط  "
أزاحه مهدي و أحد الرجال من على جسده و الأول يقول " اللعنة عليك مثل الثور الهائج أنت تستحق أن تظل مقيد هكذا و تلقى في حظيرة للحيوانات "
قالت فخرية بملل " لتنهونا من هذا . العرس وقته يمر و الناس ستمل و ترحل "
دلف أنيس على حديث الجدة معه براءة فاغرة فاه متسائلة " ماذا يحدث هنا "
قال بيبرس بأمر " أنزع بذلتك هذه أريدها "
هتفت براءة بحنق "  ينزع ماذا "
تمتم أنيس بلامبالاة " لدي واحدة في السيارة كنت قد جلبتها لعرسي هل أجلبها "
رد بيبرس أمرا " في خمس ثواني "
قالت فخرية بحنق " كف عن الأوامر أيها الوغد  وضعك لا يسمح بها"
نظر لفاطمة الواقفة مسمرة و ملامح الصدمة مازالت بادية عليها كأنها لم تفيق للأن مما حدث .. " حبيبتي أقتربي هنا رجاءاً "
وجدت ساقيها تتحرك تجاه على غير إرادتها .. " أحبك هاربتي لا تقلقي سنكون بخير "
وجدت يديها تنزع قيده بآلية لتسقط الحبال على الأرض . نهض بيبرس من على المقعد ليقف أمامها و أمسك بيدها قائلاً " أنتِ لي الآن "

هاربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن