الفصل الثالث والستون (الجزء الأول)

6.3K 210 22
                                    

هُنالك زمن لم يخلق للعشق...

هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن...

هُنالك حُب خلق للبقاء...

هُنالك حُب لا يبقي على شيء...

"أحلام مستغانمي"

**************

"لا تقلق حبيبي... لقد وصلنا لتونا وسأتحدث معها كما اتفقنا"

ابتسم هشام بحنان وهو يسمع صوتها عبر الهاتف ثم قال متنهدًا

"جيد حبيبتي... أنا أعتمد عليكِ"

ضحكت قائلة بمرح

"لن أخذلك سيدي القائد"

بادلها ضحكتها ثم قال بحب

"سأنتهي من الاجتماع في أسرع وقت ونلحق بكم أنا وعاصي"

"حسناً حبيبي سنكون في انتظاركما"

همست برقة ليبتسم متابعاً

"أبلغي سلامي للكل حتى أراهم بنفسي"

"حسناً حبيبي"

وقالت قبل أن ينطق مودعاً

"لا تتأخر حبيبي وانتبه لنفسك جيدًا وأنت في الطريق"

ضحك قائلاً

"حسناً يا قائدة... سأنتبه وأنا أعبر الطريق... أي إوامر أخرى يا ماما؟"

وصله صوتها متذمراً قبل أن تقول

"حظك أنهم ينادونني... هيا... لا تدعني أعطلك عن عملك حتى تأتي بسرعة"

"حسناً نحلتي... سأشتاق لكِ حتى أراكِ"

قال بحب فردت بصوت مبتسم

"وأنا أشتاق لك أكثر"

أغلقت الهاتف بعد أن ودعته برقة فتنهد بحرارة وهو يغلقه وبهتت ابتسامته رويدًا وهو يسترخي في مقعده مرددًا بخفوت

"أرجو أن تقتنع تلك العنيدة"

شرد بأفكاره يتذكر اتصال آدم الغاضب وهو يخبره بيأس وتعب أنّ أخته ترفض العلاج وتريد أن تخاطر من أجل جنينها... كيف يمكن أن يلومها وهو شهد بعينيه ما أصابها حين فقدت مولودتها؟... يعرف جيدًا كيف تشعر وكم تتمزق بين نارين... انقبض قلبه وهو يتذكر طفله هو وراندا... إن كان قد شعر بانكسارها قديماً فشعوره هذا قد تضاعف بعد فقدانهما للطفل الذي كان ينتظره باشتياق... وضع الهاتف جانبًا وأغمض عينيه يستعيد حديثه مع راندا التي تفاجأ بها تقف خلفه مقطبة حين التفت بعد أن أنهى مكالمته مع شقيقها وهتفت دون أن يجد فرصة للكلام

"ما الأمر؟... فيما كنت تتحدث مع أخي؟"

قطب قائلاً بمواربة

"ماذا؟... فيما سنتكلم؟... كان يستشيرني في شيء"

نظرت له بلوم وقالت وهي تتحرك نحوه

"لا تكذب عليّ هشام ولا تخفي شيئا... لقد التقطت بعض كلماتك... صوتك كان منفعلاً ومصدوما... لقد ذكرت سديم... أخبرني ماذا حدث بينهما"

سديمُ عشق "ثلجٌ ونار"(الجزء الثاني من سلسلة حكايات الحب والقدر)  (قيد المراجعة)Where stories live. Discover now