الفصل السادس والعشرين :- ألم الفقدان

693 84 6
                                    

بخطوات متعبة وبأقدام متشنجة تخطو فوق الأغصان الساقطة وسط تذمر جين المستمر بسبب العناكب المخيفة بالنسبة لها ، قال ستيفن بأنزعاج
" متى سنصل نحن نمشي منذ الازل والازل والازل "
ظل يردد الكلمة بخفوت مثل كل مرة يسأل فيها هذا السؤال ليرد عليه مارتن بنفس الإجابة
" اقتربنا .. تبقى القليل "
بينما ظلت كاتاليا تخطف النظرات لألكس بين كل دقيقة ودقيقة لتتأكد من انه بخير بينما هو توقف عن اخبارها بأنه بخير عندما أيقن بأن كذبته لن تنطلي عليها ، قالت جين لمارتن بغضب
" اقسم يا مارتن عندما نصل سأقتلك "
ابتلع مارتن ما في فمه بتوتر فهو قد سلك الطريق الخاطئ لذا هم متأخرون بل ويمشون في دوائر لكنه حمد ربه عندما بدأت الاشجار بالذبول واصبحت الأرض تحتهم وليست الأغصان وبدأت أشعة الشمس بالظهور فوقهم ، فوجدت الابتسامة طريقها إليه وقال بأرتياح
" لقد وصلنا "
صرخ الجميع ب:اخيراً وتقدم أورناندو ليرى القرية فوجدها لازالت بعيدة فقال
بيأس محطماً آمال الجميع
" سنمشي مجدداً انها بعيدة "  
مشى الجميع على مضض متمتمين بغضب بينما وضعت جين اصبعها على عنقها - يدل على الذبح - وهي تنظر لمارتن الذي ما إن رأها حتى اسرع في خطواته ليمشي بجانب رون وغابريل
بينما لم يتوقف اميراديل عن قول بأنه محظوظ لانه شبح ولا يمشي مثلهم مما دفع رغبة كاتاليا في الصراخ بأن يصمت،
وعندما اقتربوا فعلاً من القرية واصبحت على بعد خطوات قال مارتن
" الأن وصلنا "
فقالت جين بأبتسامة
" جيد لأنني سأقتلك "
ركض مارتن بفزع عندما وجدها تقترب منه وظلت هي تلعنه بينما تركض خلفه
" انتم هنا! "
نظرت كاتاليا لغيوجين وتقدمت بأتجاهه واحتضنته رغم انها لم تره منذ ثلاثة أيام فقط لكنها اعتادت على وجود كتلة فراء ابيض تتمشى هنا وهناك ، قالت بعدما غمرها الاشتياق لوالدها
" اذاً .. اين ابي ؟"
راقب غيوجين الإبتسامة الغبية التي تربعت على وجهها وقال بهدوء
" يساعد اهالي القرية على قطع شجرة سقطت في منتصف الطريق "
لم تكن بالقرية الكبيرة وإنما صغيرة حيث انها تحتوي على ستة عائلات لكل عائلة منزل بسيط من الخشب والصخر ، فوجدت والدها ممسكاً بفأس أحمر اللون ويقطع الشجرة الي نصفين مع رجلان آخران فقالت
" يمكنني المساعدة "
نظر ريتشارد للخلف حيث سمع صوت ابنته والاندهاش تملكه ، فمن المفترض ان تكون في المملكة وليس هنا حيث الخطر
لذا وبغريزة الأبوة عاتبها قائلاً
" ماذا تفعلين هنا ؟ "
رُسم الاحباط عليها وقالت
" ظننتك ستسعد برؤيتي "
مسح على وجهه وقال وهو يحاول ان يكون هادئاً
" انا كذلك لكني ايضاً خائف عليكِ لا استطيع فقدانك مرة أخرى "
امسكت بيده وقالت بترجي
" لا تقلق علي ابي سأكون بخير وسأتوخى الحذر .. حسناً "
انتبه اخيراً لأصدقائها فدعاهم لبيته للأستراحة من مشقة السفر وحكت هي لوالدها لما هم هنا بالتفصيل ، وفي نهاية اليوم شاركت مع والدها الغرفة بحيث كانت هي نائمة على فراش مريح بينما والدها على الارض واصدقائها في الغرفة الاخرى يحاولون النوم مع صوت شخير مارتن المزعج واستلقت جين على الكرسي في غرفة المعيشة وعندما كانوا يظنون انهم بأمان كان الخطر يتربص بهم من بعيد .

الافاتار Where stories live. Discover now