الفصل الثالث عشر (١)

2.8K 122 7
                                    

"إذا كُنت قاتلاً ،لا تُحب"

الفصل الثالث عشر (١)

(سحرها في عيونها ينادي، آه من يقوي النظر)
......
وقفت أسفل تلك الشجرة الضخمة التي تقع خلف منزل فيان تنتظر فاطمة التي خرجت وتأخرت كثيرًا..
نظرت أمامها بصدمة تبدو على وجهها وعينيها التي اتسعت.. تنظر لقدوم شهاب لكنه ليس بمفردها نظرت حولها فلم تجد أحد.. أشارت أمامها على حصانه وسألته بخوف تقرر:
" هذا الحصان الغير مروض الذي هاجمني في الاسطبل...؟؟!! "
اقترب منها يهتف بحاجبين صعدا للأعلى يؤكد :
" أجل هو"
استدارت تنظر لشهاب تسأل بصوت مصدوم ثم تشير على نفسها بدراما:
" أتيت به لتكمل مهمتك، هل ستقتلني هنا حقاً.. ؟؟؟"
ضحك بقوة مستمتعاً وهتف بها :
" هل تتعمدين إلقاء الكوميديا لجعلي اضحك..؟!!"
اقتربت منه تهتف بعنف تكاد تولول:
" أي كوميديا لا يوجد في هذا المكان أحد ينقذنا من هذا الوحش يا شهاب"
توقف للحظة يسألها بعين تلمع :
" هل ناديت باسمي للتو؟؟؟"
" هل هذا مهم الآن "
" هذا أهم ما حدث للآن "
" توقف "
ضيق عينه بمرح وأخبرها يمسح على ظهر حصانه :
" لا تخافي.. اليوم سوف أعلمك ركوب الخيل على هذا الحصان الرائع"
وأكمل ينظر لها
" لم يعجبني إعلانك بعدم دخول الإسطبل منذ الحادث"
اصدرت صوت معارض منفعل تهتف بشهاب :
"تعلمني ركوب الخيل وعلى هذا المتوحش.. ليس هذا وقت المزاح فتكلم بجد.. "
امسكها من يدها يقربها من الحصان :
"أخبرتك لا تخافي لقد روضت هذا الصديق جيدًا وسوف ترين أن لا هناك داعي لخوفك منه"
صرخت تجذب يدها من يده بخوف:
"شهاب توقف عن المزاح الثقيل.. شهاب لا تقربني منه أنا أحذرك"
ومع كل" شهاب " كان قلبه يصعد لأعلى جوفه من الحماس واستمتع بمزاج اسمه بصوتها الفاتن،
نظر لوجهها يغمز لها..
" أنتِ برفقة فارس عظيم لا يمكنك التقليل من شأنه، ألا تريدين التجول خارج حدود منزل فيان؟.. سنخرج إذا تعلمتِ الركوب.. "
كادت أن تبكي ولم تكن تمزح ولا تمثل، هي خائفة بشدة منذ المرة الأخيرة التي كادت أن تقتل تحت حوافر هذا العملاق بالأخص هو، ثم يأتي شهاب يطلب أن يدربها وعلى هذا الحصان.. هذا جنون..!
أخذت نفسًا مرتجفاً وأخبرته بحاجبين متعاقدين من القلق:
" شهاب أنا لا أستطيع ركوب الخيل سوف تقتلني.. أذهب بعيداً عني بهذا المتوحش.. "
تثير ضحكه رغم عنه ربما لأنه برفقتها يكون بأوج حماسه وسعادته وطاقته القوية المنبعثة من قلبه الخافق لها ومعها، ربما لأن الحماس يقتله منذ قبلها على خديها تحت ضوء القمر..
ربما لأن دعوة الشيخ كانت مستجابة ويبدو من لمعة عينيها أن قلبها على وشك أن يدق ويحيى..
وهتف بها :
" كفي عن قول قتلك يا غسق وأنت تعرفين أنني لا أحتمل لو أصبت بجرح صغير"
هتفت بصوت خلوق تترجى لو يعدل عما ينوي :
" إذن لماذا أتيت بهذا العملاق المخيف لي وأنت تعلم أنني أخاف منه"
حدثها بصوت حلو :
"لأنني لا أريدك أن تخافي من أي شيء.. ثقي بي واقتربي معي"
تركت يدها له يجذبها نحو الحصان الضخم، ولأن كان حلمها أن تركب حصان ولو لمرة واحدة بحياتها وتسابق الريح به بجموح حتى لو كان الشخص الذي سيعلمها هو شهاب الذي تكرهه..
لا تريد الاعتراف حتى لنفسها أن شهاب الذي أتت تحمل له كل الشر ما عاد هو القاتل الشرير الذي رسمته مخيلتها لا تريد الإعتراف أن هناك شيء بداخلها يتغير نحوه ولا تقبل أن تعترف أن هناك قوة خفية تحيرها هذه القوة تتقبل شهاب الدين بكل كيانه ،
لكنه سيبقى الرجل الذي يجب أن تكرهه والذي يجب أن تؤذيه والذي يجب تفرغ فيه غضبها وكل قهرها..
"ببطء أرجوك"
هتفت بها بخوف حين جعلها تمسح على رأس الحصان..
" الخيل يشعر بصاحبه عليكِ أن لا تخافي منه انظري كم يبدو الآن مسالم"
" لن يدفعني أليس كذلك؟؟"
" لا لقد روضته جيداً لا تقلقي استمتعي فقط.."
وابتسامة تخرج من الروح للروح ولحظات مرت لم تستمع قبل هكذا بحياتها، لا تستطيع الإنكار أن شهاب رفقته تخترق القلب مراع لها لدرجة كبيرة حنون وشهم وصحبته مسلية..
" الآن سوف تصعدين على ظهره سوف أعلمك كيف "
نظرت له بقلق وخوف :
" لكن.. ماذا لو سقطت من فوقه "
" لن تسقطين وأنا هنا يا غسق ولو سقطت سوف تكون يداي بانتظارك"
أمسك ركاب الحصان وهتف :
"ستضعين قدمك اليسرى هنا وتحملين السرج بيدك اليمين"
فعلت ما قاله لها بشجاعة كبيرة كما توقعها،
غسق امرأة قوية كما يشبهها دائماً مدينة شامخة عريقة..

إذا كنت قاتلاً لا تحب Where stories live. Discover now