خلف حائط الحديقة 1

٢

↝| ﷽ |↜

في أحدى ضواحي باريس دخل صاحب القامة الطويلة مرتدي قبعة و كِمامة سوداء، لأحد المقاهي ذات ألإطلاله البسيطة على برج أيفل ...

ما أن فتح الباب حتى رن الجرس معلناً عن زائر جديد ..جال بعينيه على المقاعد الشبه خالية

ليرى أمرأه تنظر للخارج وبعض خصلات شعرها الأشقر قد تمرد على عينيها ترتدي فستان قصير 

أسود اللون تنهد بحدة،و تقدم جالساً مقابلاً لها 

فأجفلت لتستيقظ من شرودها ونظرت للذي أمامها 
فأبتسمت بسخري ..أردفت وهي تحرك كوب قهوتها 

- آهلاً أخي العزيز ...أ لن ترحب بي؟

رفع بصره لها و كم إخافتها نظراته الثلجية الجامدة التي تظهر البؤبؤ الأسود كعين ساورون ...رد بسخط

- أخبريني بما تريدين و أغربي عن وجهي ...

شهقت بدرامية و أضعه يدها على قلبها و تمتمت 

- ما هذا يا أخي العزيز أهكذا تتحدث مع أختك الكبيرة

ما أن أكملت كلامها حتى وقف هامًا بالرحيل لكنها وقفت معه و أمسكة ذراعه، قائلة بسرعة

- أنا متزوجة كما تعلم ...و لدي طفلان فعلًا و هناك ثالث و مصاريف منزلي لا تكفي لأشخاص أكثر و ..

فتح محفضته ورمى الأموال و بطاقة بنكية بقيمة مئة ألف دولار على الطاولة لكنها أكملت بصوت أشبه بالصراخ 

- لا أحتاج لأموالك .. أنت فقط أهتم بالل* ال ..

صفعها بقوة فتوجهت أنظار من هم في المقهى نحوهما ..رفع سبابته محذراً لها ..

- أولاً هو ليس مشكلة .. ثانياً لا دخل لي به ..

هم خارجاً وهو يقول بهدوء 

ـ سنلتقي في الميتم ... وداعاً

******

ْفتح عينيه المحمرة فهذا الموضوع يلاحقه منذ أسبوع و لا ينفك أن ينساه حتى يفاجئ عقله بعرض المشهد في أحلامه ...
جلس بسرعة بعدما أدرك أين هو ..أخذ هاتفه الذي على المنضدة الصغيرة بالقرب من الأريكة التي ينام عليها ..كانت الساعة الحادية عشر ظهراً ..
وهناك العديد من الاتصالات و الرسائل ..تنهد و فتح أخر من اتصل به ...وصل له صوت حاد لأمرأة

- أ لن تأتي؟...هل تتراجع أم أنك خائف من المسؤولية؟نحن بالفعل بالميتم ننتظر حضرتك أن تتكرم علينا بحضورك 

رد عليها وهو يحرك يديه بعصبية و سخرية و كأنها أمامه 

- أوي أوي ..لا تذهبي بعقلك بعيداً فأنا لست خائفاً من شي و سأكون عندكم في دقائق ..

أقفل الخط بسرعة و وقف نافضاً عنه إمارات النعاس لملم الأغطية و الوسادة و رتبها على الأريكة ..خرج لكنه لم يجد أي من أصحاب المنزل ..فغير ملابسه التي غسلها منذ البارحة و أعاد كل شي لمكانه