خلف حائط الحديقة 1

15

↝| ﷽ |↜

سيكون العالم أفضل سنكون بخير، كلمات يقولها الجميع، الجميع يريد الأفضل لكن من يعمل عليه فهم خائفون من الحقيقة، حقيقة أنهم لا يعتقدون أن أيّ شيء سيتغير،

جلس الأشقر على سريره بنعاس بعد أن أيقظه صوت الهاتف المزعج الذي أستمر لدقائق دون انقطاع حتى خيل له أن هاتفه بَدْء يرقص حتى يرمي نفسه من الأدراج الخشبية، أجاب بتساؤل عمّن معه، ليرد الطرف المزعج بصوت متعب و غليظ كما كان واضحاً للأشقر

ـ ماتيو ماكسميليان .

همهم الأشقر محاولاً تذكر الاسم لكن ذاكرته لا تسعفه أبداً، فهو يلتقي بالكثيرين باليوم الواحد و العمل الذي يقوم به جعل عقله يطالبه بأغلاق الهاتف و عدم التفكير آبداً و أخذ قسطاً من الراحة، رد بنعاس

ـ لا أعرف شخص بهذا الاسم.

ثواني صمت مرت كاد أن يغلق الأشقر هاتفه و يعود للغرق في البطانيات و الوسادة لكن ما نطق به ماتيو جعله يتسمر لثواني وهو يفتح عينيه بصعوبة مفكراً بغباء بهذا السؤال

ـ ماذا تعني الباندا؟

" هاااا" صغيرة نطق بها دلالة على عدم فهمه ما يريد الآخر أ يمزح معه؟؟  أ هناك من يتصل ليعرف ما الباندا؟، أجاب دون تردد محاولاً إنهاء النقاش بسرعة

ـ دب كبير و منتفخ بلون أبيض و أسود.

عقد ماتيو من الطرف الآخر حاجبيه، إذاً فشقيقه يريد باندا حقيقي هل هو غبي أو يستغبى عليه؟

أجفل بفزع بسبب صوت الفتى الأشقر وهو يصرخ، الأن فهم كل شيء يمكن القول أن جميع حواسه عادت لنشاطها الكبير و كأنه لم يكن ناعس و يتثاءب كثيراً قبل ثواني، قال بصوت عالي و متلهف

ـ هل أنت السيد ماتيو من تبنى يوجين؟ أقصد من أخذ وصايته، هل يوجين بخير؟ لما قد يطلب باندا هو لا يفعل هذا إلا أن كان متضايقاً أو خائفاً، هل سألته ربما قد أخافه شيء ما أو قد حلم بكابوس؟ ؟

تنهد ماتيو بتعب مسح بأنامله عينيه التي تحرقه و أردف

ـ خمس ثواني أمامك فقط أخبرني ماهو الباندا؟

تلألأت عيني توماس فهو قد أشتاق جداً للفتى الصامت الذي لم يفارقه أبداً طوال حياته القصيرة كلّما كان يفعله له علم به، لم ينس لمرة واحدة كم عانا ليوصله لهذه المرحلة و يعلمه كلّما يعلمه للآن

تلعثم قبل أن يرد

ـ أ يمكنني محادثته قليلاً فقط أرجوك سيد.…؟

قاطعه ماتيو ببرود

ـ خمسة، أربعة، ثلاثة، ....

صرخ توماس من هذا الرجل البارد الذي لن ولم يستمع لطلبه الصغير