~•{1}•~

33 3 0
                                    


دموع

Cuty Alluka 🖋️

[لِمَاذَا تبْكِينَ تَحٍتَ المَطَرْ ؟]
[لانَ المَطَرْ يخْفِي الدٌمُوعْ]







.
.
____________________

اطلت القبة الزرقاء بلونها السماوي الداكن، طفت عليها زمرة من السحب الرمادية غطت الشمس، لقد شهدت هذه البقعة قبل عدة دقائق هيجانا طوفانيا شرسا، المطر يغسل كل شيء.... بقايا الندى على افرع الاشجار ، برك الماء الطافية فوق التراب، و لون الطبيعة المبلول ، لكنها استقرت.... على ما يبدو فإن لون الطبيعة ساحر بما فيه ، في الافق اطل شعاع الشمس الخفيف مخترقا كتلة السحب القطنية ليسلط الضوء على ذلك المشهد الذي يرجع بذاكرتنا الى ايام الابيض و الاسود و
الصمت و لغة الاشارة


تحت و بعيدا عن السماء و السحب حزن غطى كل شبر من ارض رملية ذهبية بجانب البحر،تترقرق تحت ضوء الشمس الذهبي، لم تكن هذه الصورة لتتوارد لذهنكم ، اضنكم تتخيلون بضعة من العائلات تستمتع بقضاء عطلتها الصيفية ، لكن ليست هذه هي الصورة المقصودة ، خمنت و بل تاكدت انها جنازة ، نعم! انا اعني ما اقول. لا اعرف اي نوع من الناس يقيمون جنازة قرب البحر في بيئة رملية لكن ما اعرفه ان الامواج هادئة هذا اليوم و كانها تإن لذلك الميت الذي غادرها دون وداع

على ذلك الفراش الابيض المبثوث ...هناك شخص فقد حياته، ربما ترك ذكرياته و عائلته و هم ينتضرون عودته الان....و ربما لم يسعهم القاء نضرة الوداع، و على مقربة و بالتوازي اشخاص يرتدون الزي الرسمي ، بعضهم يبكي و الاخر يكتفي باظهار علامات الحزن


اتعجب من اولئك الذين يبكون الان بشكل مبالغ فيه، اراهن ان 90% منهم بالكاد يعرفون من هذا الذي مات ،يفعلون كل شيء ليثبتو كم انهم انسانيون و ذلك بقدر ما هم وحوش بذاتهم، لن تستطيع التمييز اذا ما ان كانت دموع الفرحة او الحزن ،او تلك الدموع المقطرة الخالية من الاحاسيس، تكفي قرصة بعوض حتى تتحول عيونهم الى عيون ممطرة بلون ذابل، لديهم قدرة على التمثيل و النواح اكثر من غيرهم، لذا لا يتوجب الوثوق بهم، لا يرتدون اقنعة بل هم اشبه باولئك المنفصمين عن الشخصية !


طال ركودهم... و هم يحدقون بالجثة في صمت ، حتى قررو ان يدفنوها اخيرا، هبت رياح ناعمة و ازالت الغطاء عن ذلك الوجه الملائكي الهادئ، نائمة في سكون ، كاحد تلك الدببة الشهباء التي دلفت الى سباتها الشتوي توا ،من دون ايستقاظ ، لاح على وجهها شبح ابتسامة ،تموجات تلوح ما بين الاشتياق و الطمانينة، يبدو انها ماتت و هي سعيدة ، مع الريح ....تناثرت خصل شعرها البنية بهدوء على وجهها ، كانت تتمسك بكتاب مطرز الحواف و فائق الجودة
!الغريب انه لا يحمل اسما او عنوانا ، لن تستطيع رؤية شكل عينيها او لونهما فقد كانت غائصة في غفوتها الابدية و لم تفتحهما

•[Kigdom Of Papers]•Where stories live. Discover now