~•{4}•~

10 1 0
                                    


4- غابة الندى

[قد يكون الماء كافيا ليشفي غليل الضمأ
لكنه لا يكفي ليطفئ نار الحرقة عندما نرغب بالبكاء]




٠
٠
٠

استيقضت و قلبها يختلج ، انذاك علقت بعض المقتطفات تتداخل فيما بينها و تمايلت تنتقل ذهابا و ايابا امامها ثم اختفت،كان ذلك الحلم مغايرا لكل تلك الاحلام التي كانت تراودها، فقد كان اكثر وضوحا،و ابعد عما يمكن تسميته حلما ! استطاعت الاحساس بصدى الرياح تحت قدميها و سوط تلك المراة ، و رشقها لها بمياه النافورة ،لكن ما هو هذا الكتاب الذي كانت تتحدث عنه و لماذا تحول ذلك البستان الى ارض قاحلة؟

عصفت موجة الافكار عقلها من جديد فلم تستطع النوم بعدها،خافت ان تراودها مزيد من تلك الاحلام الغريبة،و لكنها تعودت على ذلك الروتين ، كانت تتعود على الايستيقاظ باكرا و القيام بكل المهمات التي تقوم بها والدتها التي لم تهجر غرفتها منذ ذهاب زوجها بعدة ايام،لذا فقد كان الارق صديقها الوحيد الذي يرافقها عندما تستيقظ و اما في اليل فقد كانت ذاكرتها تسترجع بعض من مقتطفات الماضي و التي كانت تنفض التعب عن وجها المرهق،لكن السبب الذي جعلها تعاني من كثرة المهام قد اختفى،و لكن الاستيقاظ الباكر عادة يبدو انها لم تستطيع الاقلاع عنها،حركت راسها يمينا و يسارا محاولة بذلك ازاحة تلك الافكار المزعجة و اخذت غطاء صوفيا و دثرت نفسها به خوفا من هبوب الريح القارس و نتفات الثلج التي ملات كل انش من الحديقة،"دثري نفسكي دائما و اياكي و الخروج من دون معطف،لا تقتربي كثيرا من الثلج و احرصي على ابقاء مسافة بينكي و بين المصابين بالرشاح !"،هذه الكلمات و النصائح التي كانت ترددها امها مرار و تكرارا و التي كانت تزعجها بشدة الان ،اشتاقت الى سماعها!

دلفت نحو الرواق بنضرة خاطفة،و اسرعت تنزل الدرج بعد ان زحزحت الباب بقوة نحو الخارج ،الى تلك المدينة المدفونة تحت الثلج
التي هجرها لون الاخضرار و اختفى،تلفت تنضر باحثة عن شيء ما فابتهجت فور ان اشارت بسبابتها نحو الارجوحة،عن تلك الارجوحة التي لم يضهر منها الا الاصفاد التي تحملها برفق ،تحاول ان تتحمل وزن الثلج،اعتلتها ابتسامة رقيقة و ابدت حنينا ،شوقا يلهث الى عبير الذكرى،بدات تنفض الثلج عن المقعد عقب ذلك شعرت بالصقيع يجمد اوردتها فاخرجت قفازاين و ارتدتهما و هرولت تنفض الثلج عنه،فتاملته لبضع دقائق قبل ان تجلس عليه و شعرت فجاة باحد يدفعها ،لتتارجح لامام و الخلف بطفولية، و تطلق ضحكات بريئة... كادت تنضر للخلف لتقول "امي ادفعيني بقوة !.."
لكنها لم تجد احدا ..كان ذلك مجرد صورة شكلها الضباب الذي حام في الاجواء ،فطاطات راسها ساخرة،و قفزت عن الارجوحة بياس و رمتها بنضرة حزينة...

   عادت للغرفة التي كانت دافئة مقارنة بالجو في الخارج ، ولبثت كل الليل تفكر ....و فور ان وصلت الساعة الى السادسة، الساعة التي تسبق موعد الجنازة ، اتجهت نحو الخزانة و اخذت منها ثوبا سميكا يقيها برد الشتاء و خرجت مسرعة من المنزل....
سمعو ان فتاة كانت تجري بقوة في الشارع و كانت تسطدم بالمارة و الاغرب انهم ضنوها مجنونة او ملاحقة من قبل الشرطة،لا...كانت تسرع من اجل غاية اخرى...غاية لم تفصح عنها....،فور ان دلفت الى الشاطئ الممتد على طول البحر اللازوردي، انقبضت روحها عندما رات امها مبتورة على ذاك القماش الابيض الذي لم تتوقع يوما انها ستراه عليه،خافت ان تقترب،قدماها كانتا ترتجفان،لم تستطع تقبل الامر ،داخليا هي لا تستطيع الايمان بذلك
اقتربت و هي تطأ الرمال المبلولة و نضرت اليها نضرة خاطفة،كانت تتمسك بذلك الكتاب،نفس الكتاب الذي استطاعت ليلي بالرغم من عدم سماحها له بلمسه من حفظ شكله من بعيد،كان بالقرب من الجثة مجموعة من الناس يراسهم رجل طاعن في السن كثيف اللحية يرتدي غطاءا اسود ،اقترب من ليلي و لاحظ ارتجافها لكنه خاف ان يواسيها فهو يعلم ان هذا لن يطفئ حرقة الالم التي تجتاحها و اكتفى بان استل الكتاب بين يدي
امها و اعطاه ل ليلي قائلا بثقة

•[Kigdom Of Papers]•Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ