-مقدمة.

3.2K 108 114
                                    

تنفس ببطءٍ وانحنى واضعاً باقة زهورٍ بيضاء أمام الصورة، فتىً يافعٌ بشعرٍ أشقر مجعدٍ يحيط وجهه، ابتسامته مشعةٌ مثل أعينه البندقية.
وفقط مع هذه النظرة السريعة شعر بالدموع تتزاحم في زاوية مقلتيه وهو لم يقدر على مجابهتها، انسابت تعبر وجنتيه المحمرتين تاركةً أثراً كالسوط على وجهه، فكور قبضتيه إثر مشاعره التي غدت أكثر اهتياجاً يهمس:

"لماذا؟! إذا كنتَ تشعر بالألم إذاً لماذا كنتَ تبتسم طوال الوقت؟ لماذا لم تحدثني؟! لماذا رحلتَ بهذه الطريقة بينما اعتقدتُ أنني قريبٌ منك بما يكفي لحمايتك وإسعادك! لقد ظننتُ أننا أصدقاء! نحن كذلك.. صحيح؟! إذا كان هذا حلماً فأنا أعدك أنني لن أفارقك أبداً ما إن أستيقظ.. إن كان.. إن كان هناك فرصةٌ أخرى.. فهل أستطيع استعادتك؟!"

أعين الجميع تحولت إليه بأسىً ترثي حاله، ولكنه لم يعبأ بذلك، أحس بيدٍ تمسك كتفه برفقٍ إلا أنه أبقى بصره على صورة صديقه، لم يكن قادراً على مفارقتها، في اللحظة التي ستبتعد فيها عن نظره سيتأكد له أنه خسر رفيقه إلى الأبد، سيوقن أنه في عزائه ينتحب مثل الثكلى.

-"لقد ترك كل شيءٍ خلفه ورحل، ربما هو في مكانٍ أفضل الآن"
اقترب الفتى منه يحاول تهدئته، فهز رأسه بعنفٍ رافضاً ما قيل.

"مكانٌ أفضل؟ إذاً هل أنت تخبرني أنه رحل إلى الفردوس وتركني إلى الجحيم هنا؟"

-"صلِّ له من فضلك"

لم يعقب على ما سمعه، أطبق جفنيه متعباً وقد لسعته دموعه، لقد أراد أن يصلي ويتضرع طوال حياته ليستعيده، لكن ذلك لن يحصل! حتى ولو نذر كل ما يملك، وقته وروحه وجسده، كل شيء، لن يستطيع إرجاعه!

"لروحك السلام"
همس بانكسارٍ يمسح على ابتسامة صديقه ثم نهض مبتعداً يترك المجال للبقية لتوديعه لكنه لم يغادر العزاء، بقي يساعدهم في توضيب الفوضى وتقديم المعونة لمن يحتاج، لم يكن قادراً على تهدئة نفسه والسكون ولو لنصف ثانية!
إن فعل فسيسترجع كل الأحداث التي أودت به إلى هنا وسيقتله التفكير بالأمر! لذا كان لزاماً عليه أن يشغل وقته بأي شيء!

عندما رحل الجميع وانتهى من ترتيب المكان جلس مجدداً أمام صورة صديقه.
كما لو أن دموعه نبعٌ لا تنضب، تفجرت تحرق جلده الطري، فأخفض رأسه سامحاً لها بالسقوط على الأرض قبالة عينيه المغلقتين.

"آسف، أنا حقاً آسف هيرومي، لا أعلم ما الذي ينبغي علي فعله الآن.. ما ضر العالم لو أنك بقيتَ لوقتٍ أطول؟.. أنا...هل يمكنك أن تغفر لي؟!.. اغفر لي حماقتي وجهلي بمعاناتك.. اغفر لي كوني صديقاً سيئاً لم يستطع مساعدتك.. فقط.. اغفر لي أرجوك.."

أنفاسه انكتمت في صدره وشعر بصعوبةٍ في سحب الهواء، كان ثقيلاً ومرهقاً له، ولوهلةٍ فقد رغبته التنفس، لو لم تكن عمليةً تلقائيةً لما بقي على قيد الحياة إلى الآن، لقد نسي كيف يتنفس و كيف يفعل أي شيء، لا يذكر إلا صديقه المرح و جثته الباردة الشاحبة عكس طبيعته المعتادة.

-"سيد كيوتشي"

سمع صوتاً ثابتاً يناديه فالتفت يمسح وجهه الرطب، ثم استقام بترنحٍ يواجه محدثه -صاحب الغرفة التي أقام بها هيرومي أو كان يفعل على الأقل-.

"هذه الأوراق تخص الراحل، لا بد أنه أراد أن يتركها لك، فهل تريد إبقاءها معك؟!"

ارتجفت ذراعه ممسكةً بحزمة الورق، كل رسومات وشغف صديقه ألقاه فيها.
لم يستطع حتى إكمال النظر لها، فشد أصابعه خائفاً أن تسقط مياه عينيه عليها مفسدةً الحبر.

"شكراً جزيلاً لك سيدي، سأعتني بهم جيداً، أعدك."





مقدمة خفيفة كالعادة.
تحديث متمهل جداً لإنه الفكرة لا زالت قيد العمل لكن رغبتي بكتابتها وحفظ الفكرة قبل أن تضيع مشتعلة في الوقت الحالي😂💔

التصنيف المعتمد:
دراما، كوميديا، خيال، اجتماعي.

توقعات، نقد، آراء، أي شيء ترغبون بإضافته مرحب به دائماً.

أتمنى تستمتعوا فيها💙

إلى أن يحين التحديث القادم، كونوا بخير و سعادة💙

على الهامش: المانجا هي القصص المصورة اليابانية، كثير من الإنميات وحتى أعمال الدراما مقتبسة من المانجا، كونان، ناروتو، سلام دانك... إلخ، معظم الأوتاكو ومتابعي الانمي بعرفوها، ويلي ما بعرفها هي شوية صور لتقريب المعنى🙃

 إلخ، معظم الأوتاكو ومتابعي الانمي بعرفوها، ويلي ما بعرفها هي شوية صور لتقريب المعنى🙃

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
MANGA BOY||فتى المانجاWhere stories live. Discover now