الفصل التاسع و الاخير

13.6K 456 56
                                    

يصدر الان الحكم والواجب عليهم التنفيذ فهذا ليس ثأر عائلة البندارى بل ثأر كبير عائلة البكرى من عائلته .. وضع قدم على قدم وقال بحدة وهو يذكرهم بأخطائهم معه
- خونتوا الحلفان والعهد اللى جطعتوه على نفسكوا .. ضربتوا عليا نار وحاولتوا تجتلوا مرتى وانا محاسبتش حد لكن دلوجيت وجت دفع الحساب
نظر لعمه وقال آمرا
- جدامك لحد بكرة الصبح تاخد عيلتك وترحل من اهنه وجسما بالله اللى هلاقيه من عيلتك بعدها هجتله ومالوش دية عندى .. انتهى يا جابر يا بكرى !
ضرب الارض بالعصا فانتبه الجميع واومأوا برأسهم خوفا منه وابتسم هو بظفر واخذ الموافقة جهرا وانهى اجتماع العائلة وخرج وامسك هاتفه وقال لشقيقه
- خديجة وحمزة امانة فى رقبتك يا عمار لو حصلى حاجة
خرج عمار من الغرفة وقال بقلق
- مالك يا جاسر بتتكلم كدة ليه ؟ انت باقيلك قد ايه وترجع عشان مراتك بتسأل عليك
نظر جاسر للمجلس ولعمه الذى رفع هاتفه آمرا بشىء وقال بسخرية
- شكلى مش راجع يا عمار .. ما تنساش انهم امانتك بالله عليك .. سلام
اغلق الاتصال مع شقيقه واستقل سيارته ليعود للمشفى فسمع طلقات نارية تطلق على سيارته فلم يحاول المقاومة وقال بخفوت وهو يبتسم بانكسار
- مش قولتلك شكلى مش راجع ، طيب كنت اصبر عليا اشوف ابنى واعمل اللى انت عايزه يا عمى بعدها !
***
انزلت الخادمة الحقائب ووقفت حلا تحتضن والدتها وتودعها فقد اتخذ زوجها قراره بالعودة للاسكندرية مرة اخرى بعد كل الاحداث التى مضت .. احتضنت والدتها خديجة الصغيرة وقبلتها ونزلت جدة اياد ووالدته و وقفوا ينتظرون خروج كبير عائلة البكرى الذى قبل رأس حلا واحتضن اياد وقال
- كان ده اخر حل معايا يا اياد بس صدقنى امانك فيه وهحاول احلها وترجع تانى
اومأ اياد برأسه وقال بتفهم وهو يربت على كتفه
- عارف يا " جاسر " وكان هو الحل الصح صدقنى
ابتسم جاسر وقال بتساؤل وهو يلاحظ عدم تحركم رغم اكتمالهم
- انت مستنى ايه يا اياد مش خلاص كملتوا ومش ناقصكوا حد ؟
- لا ناقصهم انا يا دكتور جاسر
نطقتها خديجة وهى تنزل السلم وتحمل حقيبتها الذى صعد اياد واخذها منها و وقف جاسر يحدق بها حتى اصبحت امامه فامسك بيدها وقال بعنف
- انتى بتقولى ايه ؟ مالكيش خروج من هنا يا خديجة الا على جثتى انتى سامعة
سحبت خديجة يدها منه بعنف وقالت وهى تقف بجانب شقيقها
- وانا مش هستنى هنا دقيقة واحدة بعد دلوقتى يا جاسر ، مش هستنى لحد ما تجيلى جثتك او تجيلى وانت مضروب بالنار تانى او
اغروقت عينيها بالدموع واحتضنت بطنها بغريزة وقالت
- او يموتوا ابنى معاك .. قولتلى ان نقطة ضعف الراجل ست لكن نقطة ضعف الست ابنها وكنت معاك حق .. انا همشى عشان ابنى يا جاسر ولو عايزنا احنا مستنينك فى اسكندرية
- مش هتطلعى من هنا يا خديجة .. انا مش موافق على سفرك
لم تبالى خديجة ومسحت دموعها ونظرت للباب ووجدت عمها يدلف ويلقى التحية على الجميع وقال
- خلصتوا ولا لسه يا ولاد ؟
وقفت خديجة بجانبه وقالت بقوة
- خلصنا يا عمى .. يلا – نظرت لجاسر واكملت بقوة- زى ما جوزنى ليك هو برضه اللى وافق على سفرى
هز عبد القادر رأسه بتفهم وخرج الجميع خلفه ولكن جاسر امسك بيدها وقال
- ليه يا خديجة ؟
اجهشت خديجة فى البكاء وقالت من بين شهقاتها
- عشان مش هستنى يموتوا ابنى اللى هيكون كبير للعيلة بعد ابوه ، حاولوا يموتونى وهو معايا عشان تارهم اللى عايزينه وحاولوا يموتوك انت كمان عشان عارضتهم .. لو عايزنا بجد سيبهالهم وتعالى معانا عشان خاطرى ، قولتلى قبل كدة لما تلاقينى غلط نبهينى يا خديجة وانا دلوقتى بقولك انت غلط سيبهالهم وتعالى معانا
ربت على يدها وقال
- امشى يا خديجة طالما هتكونوا فى امان بس صدقينى هترجعى
- او انت اللى هتيجى يا جاسر
نطقتها خديجة بثقة وهى تعطيه ظهرها لترحل الى بلدتها الاولى لتحمى نفسها هى وطفلها من غدر عائلة البكرى .
***
امامه الان خيارين لا ثالث لهما .. اما ان يجعلها تشعر بالأمان لتعود بطفلهما او يغادر هو لهما .. انقطع شروده عند دخول عمار متنحنحا وقال بخفوت
- جاسر انا كنت عايز اقولك حاجة مهمة
زفر جاسر زفرة قوية وقال وهو مازال على وضعه
- قول يا عمار بجملة وجع القلب
نظر عمار له بخوف وتلعثم فى حديثه فصرخ به جاسر ليتحدث واستجمع عمار قوته وقال بخفوت
- كنت عايز اقولك ان احنا بكرة مسافرين لاهل تمارا القاهرة نستقر معاهم وكمان انا اتنقلت لفرع البنك فى القاهرة .. ده هيكون امان اكتر لينا
فى لحظات احكم جاسر قبضته على شقيقه وامسكه من تلابيب ثيابه وقال بعنف وهو يكاد يفتك به
- خلاص اتفرقنا يا ولاد البكرى ! كل واحد فيكوا ينفذ ويجيى يقولى امر واقع وانا زى الاهبل اقول سمعا وطاعة ! لا عاش ولا كان اللى يخلينى كدة ، انى جاسر البكرى كبير عيلة البكرى اللى كان الامان بوجوده دلوجيت كلكم بتهربوا عشان الامان ، محدش كان هيموت غيرى ولا حد اتأذى غيرى .. كلكوا خايفين غوروا فى داهية مش عايزكوا بس هترجعوا تانى لانى مش هجع
انهى جاسر كلماته وسط صرخات تمارا التى هرولت من الاعلى على صوته ووجدته يمسك بزوجها يكاد يخنقه .. ألقاه جاسر بعنف فتأوه عمار وبقى هو على حالته عيناه مشتعلة بالغضب وانفاسه اللاهثة واضطرابه فهو لم يكن يحدث عمار فقط بل تخيل معه خديجة التى تحدته جهرا واخذت طفله ورحلت لتوفر الامان لهما ولكن هو سيعديهم جميعا تحت سطوته .. سيبقى جاسر البكرى الذى لن ينكسر .
نادى على منصور بأعلى صوت له وجاء الاخير مهرولا بلهفة فقال جاسر آمرا وهو يشير لشقيقه وزوجته
- احجزلهم على اول طيارة نازلة مصر وغورهم من اهنه الليلادى
اومأ منصور برأسه بخوف واكمل جاسر آمرا
- وانت انزل اسكندرية اشترى شجة  فى احسن حتة للست خديجة وافرشها من مجاميعه ووصلها مفتاحها .. فاهم يا منصور ؟
اومأ منصور برأسه مرة اخرى وهو ينظر له بخوف خاصة مع هيئة عمار المرعبة وانصرف من امام جاسر وتبعه عمار وتمارا وجلس جاسر على مكتبه وقال بوعد
- هترجعوا كلكوا تانى واولهم انتى يا خديجة !
***
تجلس فى مقعدها فى الطائرة تنظر للمقعد الفارغ الذى بجانبها وتمنى نفسها انه سيصعد الان يأخذهم عنوة ولن يتركهم يرحلا او الحل الاخر الذى تتمناه انه سيأتي معهما ويرحلوا بأمان .. لاحظ اياد نظراتها خاصة مع قرب اقلاع الطائرة فربت على يدها وقال
- مش هيجيى يا خديجة
نظرت خديجة للمقعد باصرار وقالت
- لا هيجى مش هيهون عليه يسيبنا لوحدنا .. حمزة مستنيه وانا كمان
انتبهت حلا لها وقالت باشفاق وهى تحاول اقناعها بالامر لحفظها شقيقها
- مش هيسيب البلد يا خديجة لكن هيوفرلك الامان اللى يرجعك تانى
شردت خديجة ولاحظ اياد انارة هاتفه فقال
- كويس انى لسه مقفلتش الموبايل – اجاب على عمار – ايوه يا عمار خير
انتبه الجميع لحديث اياد الذى جحظت عيناه بصدمة وقال برجاء
- متسيبهوش لوحده يا عمار بالله عليك مش كلنا هنسيبه ونمشى
زفر عمار وقال بضيق
- ما ادانيش فرصة لاى حاجة .. ضربنى كأنه شايفكوا كلكوا فيا وامر انى امشى ، وانا زيكوا عايز الامان لمراتى وابنى وجابر مش هيسيبنا فى حالنا
لم يجيب اياد فقد انقطع الاتصال واقلعت الطائرة وخديجة مازالت وضعها حتى وصل الجميع للاسكندرية ، نظفت حلا ووالدتها الشقة ودلفت هى لغرفتها بدلت ملابسها وأمسكت بهاتفها لتحدثه ولكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تاركة الخيار له كاملا بدون اى ضغط منها .
***
ارتفع صوت سيارات الشرطة امام منزل جابر البكرى ووقف جاسر بجانبهم ونظر لعمه وابنائه بانتصار وهو يراهم يخرجون من منازلهم مقيدين اليدين وقال عمه بغضب وتوعد
- هجتلك يا جاسر ومش هسيبك تتهنى يوم واحد
رفع جاسر حاجبيه بلا مبالاة وقال بابتسامة
- اللى عندك اعمله يا عمى لما تخرج ان شاء الله ديه لو خرجت منيها
عد على اصابعه وهو مستمتع بردود افعالهم الغاضبة ومستمتع للعجب ببكاء نسائهم
- جضية شروع فى جتل مرتى وولدى ، شروع فى جتل اياد البندارى ، شروع فى جتلى ده غير جضية الاثار ، يعنى مش اجل من ٢٥ سنة يا جابر والعمر مفيهوش كاتير
اولاه ظهره وهو يسير بانتصار عقب القبض على عمه واولاده وتحقيق العدل والامان لاهل بيته المفارقين له منذ اكثر من شهر وآن الاوان الان لعودتهم او الرحيل لهم .
***
تجلس خديجة فى حجرة المعلمات فى المدرسة التى تعمل فيها وتنظر للباب بشرود وتحرك يدها على بطنها بحركات عشوائية حتى جحظت عيناها بصدمة وهى ترى جاسر امامها مبتسما ، فركت عينيها بتعجب اكثر من مرة فضحك هو واقترب منها فنهضت وامسكت به وقالت بعدم تصديق
- انت هنا بجد ولا انا بتخيل زى كل مرة ؟
ضحك جاسر وقال بمشاكسة
- انتى ادرى يا بنت البندارى !
كادت خديجة تبكى وهى لا تستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال واشارت لاحدى زميلاتها وقالت
- هو فى واحد واقف قصادى بجد ولا انا بتخيل ؟
ضربت زميلتها كف بكف بتعجب فضحك جاسر وقال غامزا
- انا عندى استعداد اثبتلك انى حقيقى بس تستحملى الحجز اللى هنترمى فيه يا ام حمزة
نطقها وهو يضع يده على بطنها يطمئن على حمزة طفلهما فاحتضنته هى بلهفة واحكم هو قبضته على خصرها واصبحت قدميها لا تلامس الارض وقالت من بين شهقاتها
- كنت متأكدة انك هتيجى وتسيب كل حاجة او هتوفرلنا الامان
اومأ جاسر برأسه وقال وهو مازال يحملها
- وفرته يا خديجة .. مفيش خطر تانى .. مفيش تار و دم وموت .. كل حاجة اتحلت .. اياد وحلا وبنتهم فى امان .. انتى وحمزة فى امان .. فتحت العيادة خلاص وهشتغل مهنتى اللى بحبها .. عمار وتمارا وابنهم فى امان
تشبثت خديجة به أكثر وقالت من بين انفاسها المتقطعة وهى تحاول التقاط انفاسها
- مش هستحمل يحصل لحد منكم حاجة يا جاسر
ربت جاسر على ظهرها وقال بطمأنينة
- محدش هيحصله حاجة يا خوخة .. كل حاجة بخير وامان .. شقتك هنا هتفضل موجودة هنقضى فيها الوقت اللى نحبه ولو حسيتى فى يوم بخطر ارجعيلها
- بحبك اوووى .. ربنا يخليك لينا
قهقه جاسر وهو يشتد عليها غير مبالى بزملائها وتلاميذها الذين حولهما .. كل ما يهتم به انه اجتمع بزوجته وطفله بعد غياب .
***
جلست بجانبه خديجة بالسيارة وفى الخلف يجلس اياد وحلا ووالدتها وجدتها ومتوجهين للمطار للعودة للأقصر مرة اخرى بعد توفير الامن للجميع .. لاحظ جاسر تغير وجه خديجة التى صرخت قائلة بطفلها وهى تمسد بطنها بعنف
- خلاص يا حمزة عرفت انك فرحان برجوع بابا اسكت بقى !
نظر جاسر لها بتعجب وامسك بيدها وقال ممازحا
- بتزعقى للواد وتضربيه وهو لسه جوه ! اومال لما يتولد هرجع الاقيكى معلقاه على باب الاوضة !
دمعت عينا خديجة وقالت بضعف
- ابنك شكله طالعلك وهيجننى ومش مبطل خبط من الصبح انا تعبت !
- يالهوى لا تكون ولادة يا خديجة !
نطقتها حلا وهى تنظر لوجه خديجة الشاحب فقال جاسر بسرعة
- لا ويطلع ابن سبعة مجنون ! مش كفاية عليا امه هيبقى هو كمان !
صرخت خديجة بقوة وقالت من بين صرخاتها
- انا مش بنت ٧ وكمان لازم يستنى الشهرين دول هو كدة هيجى برج الجوزاء وده برج شيزوفرنيا خليه الشهرين دول يتولد الاسد انا بحب البرج ده وبتفق معاه كفاية عليا انت جوزاء
ضرب جاسر كفيه ببعضهما وهو ينظر لها بتعجب وقال لاياد
- انزل سوق انت واطلع بينا على اقرب مستشفى .. انت لسه هتنح يلا !
استجاب اياد لطلبه وقاد هو السيارة وتوجه بهم لاقرب مشفى وحاول كتم ضحكاته على شكل جاسر وتوتره وهنا دلف عمار مسرعا واحتضن جاسر وقال بتساؤل
- ولدت ولا لسه ؟
نظر جاسر للغرفة وهو يستمع لصرخاتها وقال بقلق
- لسه يا عمار – انتبه لوجوده وقال – انت جيت ازاى ؟!
ربت عمار على كتفه وقال
- انا كنت مستنيكم فى المطار عشان نسافر سوا لانى هنا فى اسكندرية انا وتمارا بقالى كام يوم ولما اتاخرتوا كلمت اياد قالى ان خديجة بتولد المهم هى عاملة ايه ؟
انفجر جاسر ضاحكا وهو يسمعها ترفض مجيء الطفل فى ذلك الوقت وقال من بين ضحكاته
- مش عايزاه جوزاء بنت البندارى ! ربنا رزقنى بواحدة مجنونة والله
ضحك الجميع وبعد قليل سمعوا صوت صرخات " حمزة البكرى " وخرجت خديجة خلف الطبيب الذى طمأنهم على الام والطفل فأخذ جاسر الطفل وقبله وأذن فى أذنه و امسك بيد خديجة بابتسامة وسار معها للغرفة وهو يحمد الله انه استطاع بمساعدة الله ان يجمع شمل عائلته ويولد طفله وسط الجميع .
***
" يا عينى على الحلو لما تبهدله الايام او نقولها بالصح بتاعها ، يا عينى على كبير عيلة البكرى لما يبهدله ولده ! "
نطقتها حلا بضحكة وهى ترى جاسر يجلس فى البهو محتضن طفله حديث الولادة ويرتشف من فنجان قهوته الثالث ليستطيع السهر معه ، رفع جاسر عينيه لها بتثاقل واشار لها بيده قائلا
- هشششش وطى صوتك انا طلع عينى عقبال ما نيمته ولو صحى على صوتك  قسما بالله هقوم اضربك ومحدش هيعرف يحوشك من تحت ايدى يا حلا
نظرت حلا له بخوف وقالت باستفهام
- ولا حتى جوزى يا أبيه ؟
- ولا الجن الازرق هيحوشك منى يا بنت البكرى
اطلقت حلا ضحكة عالية استيقظ على اثرها الصغير فنظر جاسر لها شزرا وقال بغضب
- هضربك يا حلا ! ده بقاله ٣ ايام مش منيم خديجة صعبت عليا خدته منها طلع عينى عقبال ما نام وانا عندى عملية بكرة الصبح وقاعد بيه 
احتمت حلا منه فى احد المقاعد وقالت مهدئة
- والله يا أبيه ما كان قصدى .. هاته انيمه انا واطلع انت بس بلاش ضرب وحياة حمزة عندك
اعطاها الطفل وصفعها على مؤخرة رأسها وقال
- اصلى مش هصوم ٣ ايام عشان مضربتكيش ، خديه مع بنتك نيميه وسكتيه وانا هطلع انام جنب مراتى عشان احنا طلع عينينا معاه .. يلا تصبحى ع خير يا بنت البكرى !
فغرت حلا فاهها ببلاهة وهى تنظر للطفل الذى بين يديها ، صعد جاسر وألقى بنفسه على الفراش بجانب خديجة التى فتحت عينيها وقالت بصوت يشوبه النعاس
- حمزة فين يا جاسر ؟
اغمض جاسر عينيه وقال بارهاق
- نامى وانا هفهمك بكرة كل حاجة
اعتدلت خديجة وقالت بفزع وهى تبحث بجانبه
- ابنى فين يا جاسر ؟ وديت ابنى فين ؟
اجلسها جاسر وغمغم قائلا وهو يغمض عينيه
- مع حلا خدته منى تنيمه وقولت احنا نتام شوية .. اهمدى بقى !
اطلقت خديجة ضحكة عالية صدعت فى الانحاء فاعتدل جاسر بغضب وطار النوم من عينيه وقال بغضب
- قولت الضحكة توطى احنا مش لوحدنا !
رفعت خديجة حاجبيها بمكر وقالت
- وانت ليك حكم عليا عشان تقولى وطى ضحكتك ؟!
جذبها جاسر من معصمها بعنف وقال بحدة
- انتى مراتى يا غبية !
ضحكت خديجة مرة اخرى على غضبه وقالت بلا مبالاة وهى ترفع حاجبيها
- لا مش مراتك انا مش موافقة على الجوازة دى لانها رغم أنفى وكدة انا زوجتك رغم أنفى !
اومأ جاسر برأسه وهو يحملها بين يديه وقال بتحدى
- ايوه انتى " زوجتى رغم أنفك " يا بنت البندارى !
- خد يا أبيه انا تعبت منه وكمان صحالى خديجة ، كان لازم اتوقع ان ابن خديجة وجاسر هيكون كارثة متنقلة مش طبيعى !
نطقت حلا تلك الكلمات وهى تدلف لحجرتهما فأنزل جاسر زوجته التى اخذت الطفل منها وهدهدته حتى نام ونظر جاسر لهما وانفجر ضاحكا وهو يتمتم بحمد الله تعالى انه اعاد الامان لعائلته ومن الله عليهم بنعمه وجمعهم معا للابد .
***
وقعت فى اسر عينيها
احببتها دون ان ادرى
تزوجتها رغما عنها
جعلتني اسير عشقها
لأصبح زوجها رغم أنفى انا
وتكون هى
حبيبتى وملكة قلبى
وتصبح كلمة
"زوجتى رغم أنفك ! "
هى ماض لفعل لم اندم عليه
لان نهايته هى فوزى بها
واصبحت زوجتى بكامل اراداتها
وليس رغم أنفها .
و
تمت بحمد الله تعالى
نوفيلا
" زوجتى رغم أنفك "
تقى خالد

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 03, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نوڤيلا " زوجتي رغم أنفك " Where stories live. Discover now