الجزء الثاني : الانسحاب.

2.1K 53 2
                                    

مضت الأيام واستقر الشيطان في سوريا لم يكن الشيء غريبا على العفاريت الأخرى بل كان شيئا مألوفا أن يقوم الشيطان بالابتعاد عن عرشه لبضعة ايام لكي يقوم ببعض الاعمال الشريرة بنفسه، حقيقة ان الشيطان يرى فتاة بشرية كل يوم بدون الشعور برغبة في قتلها كانت في حد ذاتها مفاجئة، كانت الأمور جديدة عليه و أراد ان يبدوا مثل أي بشري يعيش في تلك الضاحية فقام بالاختلاط بينهم واستطاع ان يقوم بذلك على احسن وجه؛ وكان يستيقظ كل صباح يلتقي بحواء يتجاذب معها أطراف الحديث واستمر حال هذه اللقاء نحو سبعة أشهر، حتى شعر الشيطان بشيء غريب فهو يحس بحضور شيطاني في الانحاء ولم يكن مجرد شيطان عادي بل كان احد العفاريت الكبرى و كان يستطيع أن يراه يحوم حول حواء ويقوم بتفحصها لكن لم يستطع أن يتحدث كان فقط يراقبه ويترقب ما الذي سوف يقوم بيه، استمر الحال نحو خمس دقائق لكنها كانت أطول خمس دقائق في ملايين السنوات التي عاشها؛ بعد كل التفحص وتبادل نظرات العيون قام بالانصراف.
بعد هذا اللقاء الغريب انصرفت حواء الى بيتها اما الشيطان فقام بالذهاب الى اقرب زقاق وقام بالتحول الى هيئته الشيطانية وطار غاضبا متجها نحو عرشه، دخل مسرعا في قاعة القصر يمشي ومشيته توحي بانه في شدة غضبه حتى انه لم ينتبه الى الجنيين الذين يقومون بتحيته بعد هذه المدة الطويلة التي غاب فيها، جلس على عرشه واخذ ينظر الى كل عفريت وكل جني واقف هناك عيناه تبحث عن عفريت محدد لكنه لم يجد غايته فوقف مجددا واخذ يصرخ.
ـ"أحضروا داشيم الان."
ـ"يا سيدي انه غير موجود الان لقد خرج في مهمة أراد فقط أن يقوم بعمل شرير أو ثورة صغيرة في بلد صغير لإرضائك". اجابه جني صغير
ـ" تعال اقترب مني لا تخف".
اقترب العفريت من الشيطان وهو عادة لا يترك أحد يقترب من عرشه الى للضرورة القصوى، وما ان اقترب حتى امسكه من رقبته و اقترب من أذنه وقال:
ـ"لا تدع هذا الجسد الضعيف يخدعك يا صغير عندما أطلب شيئا في هذا القصر احصل عليه، الان اريد داشيم وسوف تقوم بإرسال اسرع جني لكي يأتيني بداشيم والا سوف أقوم بأخذ رأسك أنت".
أومأ الجني برأسه وتحرر من قبضته و ذهب مسرعا نحو مكان داشيم لكي يأمره بالعودة، وماهي الا لحظات حتى كان عنده.
ـ"جئت الى هنا كي اخبرك ان سيد الشر يريدك في قصره الان".
وطار داشيم بدون أي ينطق بأي حرف فهو يعلم كل ما حصل ولماذا استدعاه.
دخل داشيم القصر واستقبلوه بالتحية كما يقومون باستقبال كل القادة العفريت الكبار، كان داشيم ضخم البنية طويل القمة عيناه حمراء وجلده يميل الى الأبيض شعره ليس طويلا ولا قصيرا يكاد يلمس كتفيه شديد السواد يمشي بتثاقل رافعا رأسه الى الأعلى متفاخرا بمكانته بين العفاريت فقد كان الرقم الثلاثة بعد الشيطان والرقم اثنين هشموه، استمر في مشيته الغير مبالية غير مبديا أي احترام للملك الذي كان امامه؛ استقرت مشيته بضع أمتار عن عرش الشيطان رفع رأسه و قال بلهجة مملوءة بالازدراء:
ـ"ها أنا هنا يا جلالتك لقد طلبت في أمري اليس كذلك؟". حانيا رأسه باتجاه اليسار وبابتسامة ساخرة على وجهه.
هنا نهض الشيطان من عرشه وبدأ يصرخ:
ـ"لا أحد يتبع الشيطان أينما ذهب الا بموافقته، كان هذا القانون الذي أسسته منذ ملايين السنين لكن أنت يا داشيم اخترت ان تقوم بكسره دون أي عذر، الان اريد سماع ما تريد أن تقوله قبل أن آخذ رأسك".
ـ"أخذ رأسي تقول؟ لا أعلم لماذا يتكلم شخص ضعيف البنية عن التفوق علي ومن نصبك ملكا علينا أنت هنا فقط لأنك ارتكبت خطأ سخيفا كلنا نعلم أنك كنت مدللا في الجنة تقوم بالعبادة، لا تقم الان بالتصرف كأنك سيد الشر ومنبعه لذلك قم بخفض نبرة صوتك والا أنا من سوف يأخذ رأسك يا محب البشر".
ـ" هل تريد العرش؟ هل تريد أن تثبت أنك الأقوى؟ تعال خذه انه لك، لكن سوف أعقد معك صفقة وأنت تعلم ان الصفقات مع الشيطان دائما مربحة".
ـ"لا ليست مربحة، بل دائما تكون فيها انت المستفيد الأول هيا قل لي ما تريد بالضبط".
ـ"سوف اعطيك العرش وسوف اعفو لك عصيانك الصغير هذا وسأجعلك ملكا مقابل أن تدعني أنا والفتاة في شأننا".
ـ"تتخلى عن عرشك من أجل بشرية ماذا بعد؟ أسوف تتزوجها".
ـ"في الحقيقة هذا ما كنت أخطط أن افعله بالضبط".
وقف الجميع في دهشة من هول ما سمعوا يراقبون الشيطان يمشي باتجاه داشيم يعطيه التاج ويكمل طريقه الى باب القاعة وقبل أن يخرج استدار لهم وقال:
ـ"من اليوم انا لست الشيطان انا ادم". واستمر في طريقه للخروج.
ما ان خرج الشيطان من القاعة حتى بدأ داشيم في السير نحو العرش وهو يقول الكلمات التالية:
ـ"من ترك شعبه من أجل فتاة ليست من بني جنسه لا يستحق أن يكون في قمة هرم سلالتنا، من كان ضعيفا اتجاه البشر لن يكون ملكا علينا، الان يا عفريتي اريد منكم ان تقوموا بتخريب حياته انه ليس الشيطان وقوانينه لا تسري في مملكتي انا الشيطان، انا ملك الشر، انا على قمة هرم سلالتنا".

نجل الشيطانWhere stories live. Discover now