نجل الشيطان

الجزء السابع: الثورة

في القصر المخفي عن عيون البشر في مدينة تحت الماء فوق عرش عظيم الشياطين يجلس ملك الشر مرتاحا في ملكه لا يأبه بأي شيء حتى يفتح الباب و يتقدم مجموعة من الشياطين الصغار نحوه يخبروه بماذا فعلوا كي يرضوه، فهذا وسوس لفلان و ذاك فارق بين صاحبان، حتى تكلم شيطان في وسطهم.
-" لقد قمت باحداث ثورة في بلد يدعى سوريا".
انقبض صدر الشيطان انقباضا شديدا رغم انه في سابق الايام كان ليفرح فسوف يكثر القتل و الفسق و لا يبقى احد يهتم الا بنفسه و لسلامته.
الشيطان": اعد ما قلت لم افهمك".
-" لقد قمت بوضع فكرة ثورة و انقلاب في رؤوس بعض الاشخاص في دولة تدعى سوريا و اظن انهم سوف يخرجون في مظاهرات قريبا و سوف تنفجر الدماء بغية رضائك يا سيد الشر".
الشيطان": انصرفوا جميعا الا انت ابقى هنا انا احتاجك".
خرج الكل و اغلقت بوابات القاعة و بقي الشيطان جالسا في عرشه ينظر الى ذلك الصغير الذي يريد ان يصبح واحدا من العفاريت المقربة من العرش بفعل متهور، اخذ نفسا و نهض من العرش و بدا ينزل الدرج ببطئ و ثبات.
الشيطان:" انت تعلم جيدا انه في يوم من الايام كنت لافرح بما فعلت و اجعلك مقربا مني و حتى اضعك على يساري لكن لقد حذرتكم جدا ان لا تقوموا بعمل متهور قد يضر عائلتي او يهدد حياتهم".
-" عائلة ؟ اذن الامر صحيح انت متزوج من بشرية و تحميها من هنا هذا امر غير مقبول".
الشيطان:" و ماذا تعلم انت عن الامور المقبولة ؟ و كيف تجرؤ ان تخبرني اذ كان يمكنني ان افعل هذا ام لا؟".
و يمسك به الشيطان من رقبته و يتكئ عليه
الشيطان:" انت تعلم انني الان يمكن ان اقتلع قلبك اللعين و لن يبالي بك احد او يسألني لماذا فعلت هذا لانني في الاخير ابقى انا المسيطر و انا هو الملك هنا لذا كن كلبا مطيعا و توقف عن النباح".
لم يحس الشيطان الصغير بحضور اكبر من هذا او بكلمات تلمس الروح اقوى من هذه حقا انه فعلا الملك، تلعثم الشيطان الصغير فلم يعرف ما يرد من جهة يريد الحفاظ على حياته و من جهة لا يريد ان يتم حكمه من طرف خائن.
الشيطان": يبدوا انك واحد من اتباع داشيم و افكاره و تعتقد اني خائن صحيح؟ عليك ان تموت الان مثله".
و ما ان اكمل الكلمات حتى غرز يده عميقا في صدر الشيطان الصغير محطما قلبه.
الشيطان": حسنا و الان بعد ان انتهيت من هذه الحثالة هناك عائلة يجب ان احميها".
ما هي الا بضع ثوان حتى كان في منزله البشري بنفس الهيئة التي رحل بها منذ سنوات بعد ان ترك محبوبته الحامل وحيدة يا ترى كيف سيكون رد فعلها عندها تراه، استجمع انفاسه لبضع ثواني و رن الجرس احس ببعض الحضور الشيطاني فظن انه ابنه ففي نهاية انه نصف شيطان، فتح و اذا بطفل صغير ورائه في حدود السابعة من عمره تأمل فيه ادم بضع ثوان ثم قال.
-" هلا ناديت امك يا صغيري انا احتاجها".
سمير": امي لا يمكنها ان تراك لذلك تفضل سوف نلعب قليلا اذا اردت، هل انت صديق والدي".
تعجب ادم من كلام الطفل الهادئ و رفض دعوته للدخول و قال.
-" اريد ان ارى امك فلدي بعض البضائع لكي ابيعها".
سمير": تقول امي انه من المكروه الكذب انا استطيع ان اراك على طبيعتك الشيطانية انا معتاد على الامر منذ صغري لذلك توقف عن المماطلة و اخبرني ما تريد".
ادم": انت فريد من نوعك انا ارى هذا الان اريد امك فلدي رسالة هامة من ابيك اريد ان اوصلها".
سمير": مجددا امي لا تستطيت ان تراك او تتواصل معك لذلك اخبرني ما تريد و سوف اكون سعيدا باخبارها".
ادم": كما ترى يا عزيزي انا لست بشيطان عادي استطيع ان اغير شكلي لكي اظهر للعيان أنا اتعجب كيف لا ترى هيئتي الان"
سمير": لا اعلم حقا يا سيدي عيناي يعملان من تلقاء نفسيهما على ما اظن انا ارى كل شيء على طبيعته سوف اثق بك و اخبر ماما انتظر فقط".
ما هي الا ثواني حتى وقفت حواء عند الباب صدمت في الاول لانها لم تظن ان هذه اللحظة سوف تحدث و انها سوف تراه مجددا.
ادم:" مساء الخير سيدتي لدي رسالة بالغة الاهمية من زوجك هلا تكرمتي و تحدثنا فيها بعيدا عن مسامع الطفل".
خرجت حواء من المنزل بضع درجات و تركت بينها و بين زوجها مسافة أمان فهي مازالت مصعوقة فمازال هو الشيطان و لن تستقبله بالقبل و الاحضان.
ادم": الم تشتاقي الي؟".
حواء:" انت الشيطان و اخفيت عني هذا ماذا تريد مني ان افعل ان استقبلك بالقبل و الاحضان و ان ادعوك لفراش الزوجية؟".
ادم:" لقد كنتي تفعلين هذا منذ وقت ليس بطويل".
حواء :" انا على اعتاب عقدي الثلاث لقد كبرت على الطيش و عندي طفل اهتم به لست تلك المراهقة التي اتخذتها زوجة ليس بعد ان هجرتني".
ادم:" عقدك الثالث؟ و تتكلمين عن الحكمة يا عزيزتي لقد عشت ملايين السنين قبل ان اطرد من رحمة الله و عشت ملايين السنين بعدها و ها انا مثل المراهق الطائش يتخذ زوجة بشرية رغم انني اعلم ان لهذا القران عواقب و صدقيني عندما اقول انني لم اهجرك بل عدت كي احميك انت و طفلي من اتباع داشيم فهم لن يتركوني اعيش بسلام معك".
حواء:" تذكرت يجب ان اشكرك على المساعدين الذي كنت ترسلهم لي كي يساعدوني في تربية الطفل".
ادم:" مساعدين؟ انا لم ارسل احدا عن ماذا تتحدثين".
حواء:" كان سمير يحدثني عن اربعة شياطين يعيشون معنا في المنزل كانت اسمائهم مطرش و اقبض و ولهان و ابيض على ما اتذكر".
ادم:" لا لقد كانوا تحت قيادة داشيم مباشرة و هم من اتباعه الاوفياء لقد طردتهم من البلاط الشيطاني بعد عودتي الى العرش لابد انهم كانوا هنا لكي يراقبوا و يستعدوا للانتقام يا لي من اب متهور".
حواء:" اخبرني الان ما هو الامر المستعجل الذي اردت ان تخبرني اياه؟".
ادم:" سوف تقوم ثورة في سوريا هذه الايام اريد منك ان تقومي بحمل امتعتك و الذهاب الى الولايات المتحدة الامريكية حالا هناك سوف تكونين قريبة مني و يمكنني ان اكلف شيطانا او عفريتا بحراستك شخص قريب مني".
حواء:" لا يمكنني حمل الامتعة و الرحيل هكذا فقط هناك اجراءات و تأشيرات و حتى الاموال لا اظن ان معي مايكفي".
ادم:" يمكنني ترتيب كل شيء لا داعي للقلق، الان اريد ان ارى طفلي ان امكن".
حواء:" لا تخبره انك ابوه فقد اخفيت عنه حقيقته الشيطانية و انه ابن الشيطان الذي تعلم ان يلعنه في المدرسة كل حصة".
ادم:" انا افهم هذا".
دخل ادم الى المنزل و نادت حواء على ابنها و جلس معه في جلسة ارادها ان تطول قبل ان يحس ان شخصا ما يراقبهما استدار يمينا و يسارا لكنه لم يرى احد فحاول الاستمتاع مع ابنه و سؤاله عن بعض القدرات التي يملكها.
ادم:" لقد قلت لي انك تملك عينان فريدان يمكنها ان ترى الشياطين فهلا اخبرتني بماذا تملك ايضا؟".
سمير:" انا انموا ذهنيا اسرع من الشخص العادي كما انني قوي و اسرع قليلا من اقراني هذه الامور تثير خوف اني فلقد تم اخبارها رغم انني في السابعة فقط لا انني اتصرف و اتحدث مثل شخص في الرابعة و العشرين من عمره انا احاول ان اكون فتى جيدا مع امي و ادعها تستمتع بتربيتي".
ابتسم ادم و استأذن الرحيل فقد طال غيابه على قصره و الشياطين التي هناك قد تبدأ بالتامر على فعل مشين اخر و هو لا يريد ان يزيد الطين بلة اكثر مما هو، و في طريقه للباب اخبر حواء مجددا ببدء الاجراءات للرحيل و من الشهر القادم سوف يبدأ فصل جديد في حياتها هي و ابنها.