الفصل الثامن و العشرون

60.4K 2.2K 129
                                    

#آسياد_العشق...
#الفصل_الثامن_والعشرون......
#بعنوان.........
#قسوة_قلب_العاشق!......
اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك.
******____******
وصل للمشفى بزمن قياسي ليجد أبناء أعمامه يطوفون غرفة الجراجة ليكون لجواره ،أقترب من "رائد" بقلق_دخلت أمته؟ ..
اجابه بصوتٍ هادئ كمحاولة لبث الآمان لقلبه_من دقايق ..
قال وعيناه تطوف الغرفة بأهتمام _عايز أكون جانبها ...
وتوجه للداخل فأوقفه "عمر" برفض _بلاش يا "معتز" هى هتولد بالتداخل الجرحي ...وأنت مش هتتحمل تشوف المنظر دا ..
سحب يديه ليدلف لجناح الداخلي بخوف ، عاونته الممرضة على أرتداء الملابس المعقمة الخاصة بالغرفة فبدل حذائه وأرتدى ما أحضرته ، ولج للداخل بجسد مهتز وقلبٍ يأن ولكنه أكمل طريقه دون التطلع لما يفعله الأطباء ، أقترب منها ليجدها تلفظ أنفاسها بصعوبة من ثقل المخدر ، تعجبت من وجوده ولكنها لم تنكر حاجته إليه ، أقترب منها سريعاً ليكون أمامها قائلاٍ ببسمة هادئة _راحة تولدي من غير ما تعرفيني دانا كنت محضر أني أعمل السيشن من بداية خروجك من البيت لحد ما نستقبل أميرتنا ...
إبتسمت بخفة وهى تجاهد ضربات قلبها السريع ، شعر بمعاناتها فرفع يديه على وجهها بحنان ويديه تحتضن يدها المندث بها المحاليل _هانت يا روحي ...
تطلعت لعيناه التى تغمرها بفيض من عشقه ....تعلم بأنه يخشى المشفي والادوات الجرحية ولكنه أجتاز مخاوفه لأجلها هي! ..مرر يديه على وجهها فدس خصلات شعرها المتمردة من أسفل القبعة الطبية الشفافة بغيرة من أن يراها أحداً رغم أن ما بالغرفة نساء مثلها حتى الطبيبة !..سحبت يدها عنه وهى تشير له بالأبتعاد لشعورها بأنها على وشك أن تتقيئ ، فهمت الممرضة ما بها فأحضرت السلة الصغيرة والمناديل ووقفت جوارها ، ما أن رأها هكذا أشار للممرضة بالأبتعاد وكان هو لجوارها ، أرادت الأعتراض ولكنها بحالة لا تسمح لها ....أنتهت لتجده يجفف وجهها بالمناديل قائلاٍ بلهفة _أحسن دلوقتي ؟ ..
أشارت إليه بهدوء وملامحها يشوبها الأحتقان من هذا المكان تريد الخروج بأقصى سرعة ، قرب وجهها إليه ببسمة هادئة ليهمس بصوتٍ منخفض جوار أذنيها _أنا كمان مش حابب المكان دا شايفه مش لطيف خالص بس هنخرج من هنا مع بعض بأذن واحد أحد ..حابب أقول للدكتورة دي تنجز لأن حبيتين الشجاعة اللي أخدتهم قبل ما أدخل قربوا يخلصوا ..
إبتسمت على كلماته فقبلها على جبينها بعشق قائلاٍ ببسمة مشاكسة _طب والله مزة حتى وأنتِ فى الوضع دا ...
أكتفت ببسمة صغيرة على وجهها ، أتت الممرضة بعد قليل لتقرب منهما ملاكهم الصغيرة قائلة ببسمة عملية _مش حابين تشوفوا البيبي ...
خفق قلبه فأقترب منها بأرتباك لتضع بين يديه طفلته الصغيرة ، تأملها بذهول ومشاعر مختلطة فقبلها بفرحة وهو يتأمل أصابعها الصغيرة للغاية ، أشارت له "شروق" بالأقتراب حتى تتمكن من رؤيتها فأنخفض ليضعها أمامها قائلاٍ ببسمة واسعة _أميرتي شرفت ....هتطلع شكلي على فكرة ..
رمقته بنظرة غاضبة فتعالت ضحكاته بمشاكسة_خلاص لما تخرجي نبقى نتشاكل براحتنا أقصد تناقش ...
قبلتها بحنان وكأنها لم تشعر بأي ألم حينما رأتها ...تطلع لها ببسمة كبيرة ثم قال بفرحة _هتسميها أيه؟ ..
أجابته دون تردد_على أسم ماما "يارا" .....
أحتضن وجهها بفرحة_معنديش مانع طبعاً ...هخرج اوريهلهم ورجعلك ..
أطبقت على معصمه بخوف _متتأخرش ...
رجفتها مزقت قلبه فوضع الصغيرة بين يدي الممرضة وطلب منها الخروج بها بينما تبقى هو لجوارها حتى أنتهت الطبيبة ليحملها للسرير المتحرك الذي قادها لغرفتها ويديه متشبثة بيدها حتى وضعها بفراش الغرفة الخاصة بها ......
****************
توهجت عيناه بغضب لا مثيل له بعدما صفعت رجولته غير عابئة به ، خرجت عن صمتها ونحيب بكائها ليعلو صوتها المذبوح_أنت يا "أحمد" !!! ...أنت ...مش مصدقة أنك تعمل فيا كداا ..معقول كنت غبية للدرجادي معقول أنت خدعتني طول الفترة اللي فاتت دي وأنا كنت مصدقاك وبحاول أخلف منك بأي شكل ...
جففت دمعاتها قائلة بألم_أزاي أنا مقدرتش أشوفك على حقيقتك كان المفروض عدم أهتمامك بموضوع الخلفة دي يكون أكبر دليل ليا أنك على علاقة بغيري ......أو ما صدقت تعرف كلام الدكتورة فقولت تحيي  الذكريات القديمة وأهو بالمرة تخلف منها ..
أوشك على صفعها ولكن عشقها حال بينه وبينها فجذبها بقوة كادت بأقتلاع يدها ، هبط بها للأسفل ثم فتح باب سيارته قائلاٍ بهدوء زائف رغم النيران التى تشتعل بصدره_أركبي ..
أجابته بحدة وهى تجذب يدها من يديه_بتحلم لو فاكرني هخضعلك تاني ...
تحولت نظراته التى تعاهدت لها بالحنان على الدوام لتصبح أشد قسوة وغضب ليدفشها لسيارته بقوة ألمتها ، وفي لمح البصر كان بمكان قيادته متوجهاً للقصر ...
**********
ألتفوا من حولها فأبتسمت "رحمة" قائلة ببسمة رقيقة _حمدلله على سلامتك يا شوشو ..
أجابتها ببسمة يشوبها بعض التعب _الله يسلمك يا روحي ...
حملت "يارا" الصغيرة بين يدها بدموع فرح_هتسميها أيه يا حبيبي؟ ..
أجابها بعدما مال برأسه على رأس معشوقته_"شروق" سمتها خلاص ..
تطلع له أبيه بفضول فقال ببسمة هادئة_"يارا" ..
صدمت فى بدأ الأمر فقالت بأعتراض _ليه يا "شروق" فى أسماء جديدة وشيك ..
أجابتها بضيق_أسم حضرتك أحلى ...بتمني بنتي فى يوم تطلع فى حنانك ...أنا بعتبرك زي مامتي بالظبط ..
وضعت "يارا"  الصغيرة بين يدي "رعد" ثم أقتربت منها لتحتضنها قائلة بفرحة _حبيبتي والله أنتِ عندي زي "مروج" بالظبط ..
ولجت من الداخل ببسمة مرحة_مين جاب فى سيرتي ...
أسرعت الفتيات حولها بفرحة _موجة ...
أحتضنتهم بسعادة _وحشتوني والله ..
"معتز" بسخرية_لحقتم ..
"نور" بتعالي _اللي بينا صعب تفهمه يا معتز خاليك مع بنتك وركز مع مراتك ..
"ياسين" بمرح_أسمع كلام "نور" يا معتز ...
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمزح_علم  وسينفذ يا فندم أي أوامر أخرى؟ ..
كبتت ضحكاتها ببسمة هادئة_هنشوف لسه ...
ولج "مازن" من الخارج قائلاٍ ببسمته التى تزيد من وسامته فتجعله كأمير الأساطير_حمدلله على سلامتك يا شروق ...
ثم أستدار بوجهه لمعتز_مبارك ما جالك يا حبيبي ...
إبتسم وهو يحتضنه بجدية بينما قالت "شروق" ببسمة هادئة _ميرسي يا مازن عقبال ما موجة تعملها ويشرفنا البيبي القمر دا ..
أجابها بعملية متحاشي النظر إليها _تسلمي ..
أحاطه "رائد" بذراعيه_ كنت مختفي فين المدة دي كلها  ؟ ..
"حازم" بسخرية _هتلاقيه بيرتاح من أشكالكم العكرة ...
لكزه "جاسم" بغضب_أطلع منها بس ...
كانت ملامحه تشوبها الجدية خصوصاً حينما لم ينغمس معهم بالمزح فقال بثبات _"عمر" عايزك بره ..
لحق به بأستغراب ، فلحقوا بهم الشباب بأكملهم ما عدا "عدي" الذي أختفى فجأه عن الجميع ....
وقف "عمر" بمحاذاته قائلاٍ بلهفة لرؤيته هكذا_خير يا "مازن"! ..
قال والغضب يكمن بملامحه _أنت عارف مين اللي متابع حالة "نهى" أختي؟ ..
أجابه بأستغراب_لا ...ليه! ..
قال بسخرية يكسوها الغضب_الحيوان اللي حضرتك أتنازلت عن المحضر اللي عملته ضده عشان يرجع يباشر شغله من جديد والله أعلم بيعمل أيه مع المرضى بتوعه ..أنا دورت وراه بالصدفة لحد ما أتفاجئت ....
أقترب منه "رائد" قائلاٍ بصوتٍ عالى بعض الشيء_طيب أهدى كدا يا "مازن" وقولي أنت شوفت منه تصرف مش كويس؟ ..
أجابه بغضب _وأنا لسه هستنى لما أشوف أنا حالا هطلع على المستشفي وهنقل أختى منها دا أذا لو قدرت أمسك أعصابي لمجرد تخيلي أنه قربلها ...
"ياسين" بأعتراض_معتقدش يا "مازن" أخر مرة شوفناها فيها كان بينقذ "نور" من الموت أعتقد أنه أتغير ..
أجابه بغضب _اللي زي دول عمرهم ما بيتغيروا يا "ياسين" أسالني أنا ...
تخلى "عمر" عن صمته بهدوء_أنت عرفت منين أن هو اللي مسؤول عنها؟ ..
أجابه وهى يحاول كبح غضبه_من كام يوم جالي المكتب وكان بيسأل زب باقي الدكاترة اللي تابعوا حالتها عن معلومات عنها وأنا أحبطته جداً بالكلام لكن كلامه كان غريب جداً ...متمسك بعلاجها فدورت وراها لحد ما عرفت أنه نفسه الدكتور اللي حكتلي عنه ...بس اللي أنا مستغربه لحد دلوقتي أنت أزاي تتنازل عن القضية؟! ..
تطلعوا له بأهتمام فزفر بغضب لذكرى ما حدث _أنت عارف أنه كان فى يوم صديقي دخلت بيته ودخل بيتي ...والدته أترجتني أتنازل عن القضية عشان مستقبله ووعدتني أنها هتطرده من البيت وباباه هيعاقبه ...مقدرتش بصراحه أرفضلها طلب حتى بعد اللي عمله ..
أشار له بتفهم ثم قال بثبات _هتيجي معايا؟ ..
أشار له بتأكيد فلحق به للمشفى وتوجه "رائد" معهم بينما ظل "ياسين وحازم" لجوار "معتز".....
****************
بقصر "الجارحي" ...
فتح باب سيارته ليجذبه بنفس تلك القوة ليرطمها بأرضية القصر كأنه يود الأنفجار والصياح بأعلى صوت يمتلك حينما ضمن بعض الخصوصية! ..
تطلعت له بغضب لتنهض سريعاً قائلة بدموع تخونها رغم تشبثها بقوتها المصطنعة_خايف على مشاعرها من كلامي ..
رفع يديه يشدد على خصلات شعره بعنف قائلاٍ بصراخ فهي تقوده لطريقاً يأبي الخوض به_أسكتي يا "أسيل" أسكتي ..
أجابته بسخرية_أسكت!...أسكت وأنا عارفة أن جوزي متجوز عليا ومراته بتولد!!..أسكت أزاي وأنا بكتشف كدبك وخدعك ليااا ...
أقترب منها بغضب_مش صحيح ...
أجابته ببسمة ساخرة_اخر حاجة كنت أتوقعها أنك بالحقارة دي ..
أججت الكلمات اللهيب بعيناه ليجذبها بغضب ويديه تكاد تخلع كتفيها قائلاٍ بصوتٍ جعلها تقتل رعباً فشعرت بأنها ولأول مرة تراه هكذا ... نجحت بتحرير الوحش الكامن بداخله فلها ما أردت! :-
_عندك حق تعملي أكتر من كدا ...حبي ليكِ خالاكي تتمادي لدرجة أنك طعنتي رجولتي وبتشككي فى أخلاقي ...لا أنتِ لو فاكرة أني هسكتلك ففوقي ...
هوت دموعها بصدمة وهى تحاول تحرير ذاتها لآم كتفيها المنحصرة بين ذراعيها ،رأى الألم يكمن بعيناها فتركها رغماً عنه ...كان يظن بأنه سيصفعها بقوة ويعنفها على ما أرتكبته ولكن عشقه وقف عائق بينه وبينها! ...
تراجعت للخلف ببكاء فسقطت أرضاً تختزل دمعاتها ...كاد بالمعتاد بالأقتراب منها ليضمها لصدره ولكنه وقف محله يكبت غضبه بتشديده على معصمه ليقول بهدوء مصحوب بآنين يبدو بصوته_عارفة أنا كنت مستعد أشرحلك كل حاجة بس اللي أنتِ عملتيه دا ميدنيش الحق أني أعاملك كبني أدمة تاني ..
وتركها وصعد للأعلى لتتعالى بكائها بلهيب الغيرة والصدمة مازالت تعتقد بأنه فعلها! ...
**************
بالمشفى ...
كان ينتظر سطوع النهار بفارغ الصبر ليذهب لها سريعاً ، جلس جوار فراشها بتراقب  فوجدها مغلقة العينان ،قال بحزن _معقول كنت بحلم أو بتوهم ..
أجاب مرة أخري بغضب_لا مش معقول انا متأكد أنك فتحتي أمبارح وأكلتي من أيدى الجاتو! ...
طالت الساعات وهو لجوارها ومازالت لم تفتح عيناها بعد فزفر بأستسلام ، نهض وهو يداثرها بيأس فأذا بباب الغرفة ينفتح على مصرعيه ليظهر "مازن" من أمامه بصحبة "عمر" ...
ردد بهمساً متعجب_"عمر"! ..
أقترب منه "مازن" بغضب_أيه متوقعتش الزيارة دي ولا أيه؟ ...ولا كنت فاكر أني هسيب إنسان قذر زيك يتابع حالة أختي !..
وضع عيناه أرضاً بحزن فمن الواضح أن ماضيه سيظل يلاحقه مهمها فعل ومهمها تغير ، تغلب على حزنه سريعاً بهدوء_أنا مش هقولك أني أتغيرت ولا هقنعك بدا بس اللي عايز أقولهولك أني "نهى" بتتحسن وبتستجيب للعلاج أنا بأذن الله هقدر أرجعها ...
تعالت ضحكاته بسخرية _لا أقنعتني بصراحة ...
أجابه "آسلام" بلطف_يا أستاذ "مازن" أسمعني أ...
بترت كلماته حينما قال بغضبٍ جامح_لا أنت اللي هتسمعني أنت هتبعد عن أختي ودا مش أختيار دا أجباري وهتخرج حالا من الباب دا ومش هترجعه تاني ..
نكس رأسه بحزن فهمها قال فلديه الحق وهو يعلم ذلك فما فعله فى يوماً من الأيام شنيع للغاية ..
توجه لمغادرة الغرفة بقلبٍ ممزق للغاية ، أحبها بصدق دون مجاملة وود لو أن يكمل طريقه جوارها حتى وأن كانت مجرد مريضة فاقدة للوعي! ، علم الآن لما كان "عمر" يحارب لأجل كفيفة! ...فالحب يحطم الحواجز ويفعل المحال كما أخبره من قبل ،حاوطه بنظرة أشتياق لصداقاتهم  قبل الخروج من الغرفة فربما لم تعد تسنح له الفرصة بلقائه ...
_متمشيش ...
صوتٍ باكي أكتسح الغرفة بأكمله فنشر الدهشة والذهول على الوجوه وخاصة وجه "مازن"  الذي أستدار تجاه الفراش ليجد شقيقته تنظر له وتبكي دون توقف ،رأها تبصر وترمش بعيناها! ..لا يتوهم فقد أستمع لصوتها منذ قليل ..
اقترب منها بدموع تلألأت بعيناه فرفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بعدم تصديق_"نهى"! ..
أشاحت بنظرها عن "آسلام" لتتطلع لأخيها ببسمة تكسوها الدمع قائلة بصوتها الذي غاب لسنوات_متغيرتش لسه زي مأنت ..
إبتسم من وسط دمعاته ليجذبها لأحضانه بفرحة تسع عالم بأكمله ، تشبثت بأحضان أخيها ففتحت عيناها البريئة تتأمل "آسلام" المصعوق مما يحدث ...
خرجت من أحضانه بدموع_"آسلام" حكالي عن كل اللي حصل وقالي كمان أنه أتغير وندم على اللي عمله ..
ترقب حديثها "عمر" بأهتمام أما مازن فكان يبتسم ولا يعي ما تقول يريدها أن تتحدث فحذب ، أقترب منها أسلام بفرحة تلمع دمعاتها بعيناه قائلاٍ بعدم تصديق_كنتِ سمعاني؟ ..
أشارت له بخجل فأزاحت الغطاء لتحاول الوقوف والتقرب منه ولكن خانتها قدماها التى لم تجرب الوقوف منذ أعوام فكانت ذراعيه الاقرب لها من ذراع أخيها الذي وقف يراقب رد فعلهم ويستمع لحديثهم بتركيز ...
نسى من حوله فعقد ذراعيه حول خصرها واليد الأخرى تحتضن لائحة يدها حتى لا تقع مجدداً فقال ببسمة هادئة_لو سمعتيني زي ما بتقولي يبقى أكيد فاكرة طلبي ؟ ..
أشارت له على أستحياء فصرخ بجنون _بجد!!! ..يعني موافقة تتجوزيني؟ ..
أشارت له مجدداً فصاح بجنون ، مال "رائد" برأسه على أخيها بذهول _أنت مصدق اللي بيحصل هنا دا ..
أشار له بالنفي ليختم حديثه بفرحة _أياً كان المهم أنها رجعتلي من تاني ..
تفهم ما يمر به فأبتسم وراقبهم بصمت هو الأخر ...
خرج "عمر" بعدما راقبهم ببسمة صغيرة فلحق به "آسلام" بعدما أسندها على المقعد قائلاٍ بوعد_رجعلك حالا ..
ترك "رائد" مازن مع شقيقته وخرج ليمنحهم بعضاً من الخصوصية فركض إليها بفرحة لتقص له ما قص لها اسلام وأخبرته بأنه أنتشالها من ظلام ظلت أسيرته لاعوام كما أنها ترجته أن لا يفرقهما فروحها أحببته وأحببت صوته قبل اللقاء به! ...
بالخارج ...
لحق به قائلاٍ بأنفاس تلهث من الركض_"عمر" ..
توقف عن خطاه وأستدار ليجده يقف أمامه ، وضع عيناه أرضاً بخزي من موجهته فقال بعد فترة من الصمت_أنت كنت شهم معايا للنهاية ومرضتش تنهي مستقبلي أقدملي خدمة أخيرة وأوعدك مش هتشوف وشي أبداً حتى لو صدفة ..
تطلع له بعدم فهم فأسترسل حديثه والدمع يشق طريقه على وجهه بندم_سامحني وأطلب من "نور" تسامحني ...
تفحصه قليلاٍ فكانت نظرات الصمت قاتلة بالنسبة له ولكنه قاطعها بنهاية الامر_الحاجة الوحيدة اللي شفعتلك عندي وهتخليني أسامحك أنفاذك لنور ودا لوحده كفيل بأني أسامحك بس متحلمش بأكتر من كدا لسه بينا حواجز رجولتي متقدرش تتخطاها..
إبتسم من وسط دمعاته فيكفي سماحه لم يطمع بالمزيد ،غادر" عمر " فاستدار "آسلام"  عائداً لمعشوقته بعقل شارد من رد فعل أخيها....
***************.
بغرفة "أحمد" ..
ولج لحمامه سريعاً فرفع مستوى المياه ليندس تحتها لعل برودتها تتسلل لنيران قلبه فتخمدها قليلاٍ ،صفعتها تكررت أمام عيناه مراراً وتكراراً ،أغلق عيناه بقوة ولكن دون جدوى ...عاد بذاكرته لما حدث منذ أيام قليلة ...
##
ولج لمكتب "ياسين الجارحي" قائلاٍ بوقار وعيناه أرضاً_حضرتك طلبتني يا عمي؟ ..
أشار بيديه على المقعد المقابل له _أقعد يا "أحمد" ..
أنصاع له على الفور فألتزم "ياسين" فترة من الصمت قطعها ببسمة هادئة_تعرف أيه عن مكانتك عندي يا "أحمد"؟ ..
تطلع له بأستغراب من سؤاله ليجيبه بأحترام_كلنا عند حضرتك زي "عدي وعمر" ...
أجابه ببسمته الهادئة _أنت لا ...
ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل أمامه فصنع بداخله الأرتباك ليسترسل "ياسين" حديثه_مش بشوفك إبن بشوفك بمنظور تاني ...
ثم صمت قليلاٍ ليشعل حواسه ليكمل بعد وهلة _بتفكرني بيحيى نفس شخصيته وأسلوبه بحسك ،ثم إبتسم ليكمل بهدوء_أوقات كنت بستغرب أنك طالع مخالف لطباع "حمزة" وحازم أخوك ...أنت مختلف عن الكل يا "أحمد"  ..
إزدرد ريقه بتوتر_هو فى حاجة يا عمي ...أقصد أنا عملت حاجة ...
إبتسم بثبات _حاسس من لهجتي ؟..
أشار له فترك "ياسين" المقعد وعاد لمقعده ليقول بثبات_أنا محاولتش أتدخل فى حياة أيه حد فيكم بكتفي بالمراقبة من بعيد بس عند أيه نقطة محظورة هتدمر حياتكم لازم أكسر حاجز الصمت .
أعتدل بجلسته_مش فاهم حضرتك تقصد أيه؟ ..
_"سارة" ..
قالها بلهجة صارمة ليتابعه أحمد بخوف فمالت لهجته للهدوء_قرارك اللي أخدته غلط وهيهدم حياتك يا "أحمد" دا غير أنك بتغضب بيه ربنا وهتتسبب بأختلاط أنساب ومشاكل أنت فى غنى عنها ..
أجابه بلهجة يأس_حاولت أساعدها بكل الطرق ...وفى النهاية ملقتش غير الحل دا وحضرتك علمتنا منتخلاش عن حد محتاج مساعدتنا!..
أجابه بحدة _هتساعدها أكيد بس مش بطريقة تهدم حياتك وتكسر بنت من بناتي ودا الشيء اللي مش هسمح بيه أبدااً...
أجابه بيأس_طب ممكن حضرتك تساعدني وتقولي أساعدها أزاي؟ ..
تطلع له بغموض_أنت عارف أني أقدر أساعدك بس مش هعملها يا "أحمد" أنا عايزك تخرج من الباب دا وتقرر بنفسك وتيجي تبلغني قرارك ساعتها هتلاقيني بساعدك بدون ما تطلب ...كلامي وصلك؟..
أشار له بندم وهو يتوجه للخروج بعينان موضعة أرضاً بأحترام_وصل يا عمي  ...
فتح عيناه بألم والمياه تحاوط كتفيه فغمر رأسه أسفلها لعله ينسى كلماتها وأتهاماتها البشعة فى حقه ، حاوط خصره بالمنشفة خرج لغرفته ليجد رنين هاتفه يصيح تكراراً ،رفعه بهدوء بعدما كبح عاصفة قلبه الثائرة _أيوا ..
أجابته الممرضة كما أوصاها بأن تبلغه أن حدث جديد بحالتها_ المدام حالتها ساءت وأتنقلت للعمليات   ..
جذب ملابسه قائلاٍ على عجل من أمره_أنا جاي حالا ..
وأغلق هاتفه ليرتدي ملابسه على الفور ثم هبط مسرعاً ليتوجه للمشفى ، كانت تجلس بالاسفل ببكاء وغيرة تكسو وجهها ، أسرعت خلفه حينما رأته يهرول مسرعاً فوقفت أمام سيارته بغضب _أنت رايحلها كمان ...
أطبق يديه على مقبض السيارة قائلاٍ وهو يتحاشي النظر إليها_"أسيل" وسعي من طريقي أحسنلك ..
أجابته بحدة وغضب _ولو موسعتش ..
أستدار لها بصوتٍ كالرعد_هتشوفي مني وش عمرك ما كنتِ تتخليه ولا بأوسع أحلامك ...
أرتعبت من لهجته وصوته المرتفع فلم تتنح جانباً وقفت كما هي ، صعد سيارته ليبدل مسارها حتى يتفادها ، تتابعته بعيناها لتبكي بقهر وأنكسار فلم تعد تمتلك سواهم....
*************
بمكانٍ أخر تحده الأزهار من جميع الأتجاهات حيث بذل مجهوداً مميت حتى أنتهى من تزينه ، وقف "عدي" يتأمل المكان بنظرة رضا وبسمة سعادة فأغلق الباب ونثر الورود بالطريق المودي للداخل ، وصلت "آية" بسيارة الحارس الذي بعثه لها "عدي" فأقتربت منه بلهفة _فى أيه يا حبيبي وليه بعنلي الحارس دا فى المستشفي؟! ..
تركها وركض لسيارته ثم فتح صندوقها ليخرج علبة ضخمة للغاية وأتجه لوالدته قائلاٍ ببسمة هادئة_أدخلى جوا هنا ألبسي دا الأول عشان مفيش وقت ..
أجابته بأستغراب_وقت أيه؟ ..وأيه المكان دا!! ..
جذبها برفق للغرفة جانبية _هتعرفي كل حاجة بس لما تلبسي دا الاول وأما تخلصي فى باب داخلي ادخلي منه للممر ...
تطلعت له بذهول فكادت بالحديث ولكنه أغلق الباب سريعاً وشرع بنثر أوراق الأزهار ...
_بعتلي عشان أتفرج عليك وأنت بتفرش الطريق بالورد؟! ..
قالها من يقف خلفه بسخرية فأستدار ليجد "ياسين الجارحي" أمام عيناه ، إبتسم بثقة _أكيد الموضوع أكبر من كدا ...
أقترب ليقف أمام عيناه بثبات_اللي هو؟ ..
أخرج "عدي" من جيب سرواله مفتاحاً ملون بأشرطة حمراء فتناوله منه "ياسين" بأستغراب ليشير له "عدي" على باب الغرفة قائلاٍ بثبات _فى حاجة تخصك هنا .
لم يفهم مقصده فأقترب ليفتح الغرفة ولكنه أنتبه لعدي الذي غمز له بعيناه المشاكسة _أنا هأخد الحرس والسواق معايا وهسيب لحضرتك العربية بس .
كاد بالأعتراض فغمز له ببسمة جعلت "ياسين" يخمن ماذا يحضر له فأبتسم رغماً منه ، أختفت سيارات عدي والحرس فأكمل "ياسين" فتح الباب ليجد المكان مندثر بالشموع والورد وتلعطور الجذابة تحده المياه من الشرفة ،مكانٍ ساحر للغاية ،ويتوسطه تخت باللون الأحمر المندثر بالورد وتحفه الشموع العملاقة من جميع الجوانب ، إبتسم بسخرية فماذا سيفعل هنا بمفرده! ، أجابته تلك الحورية التى فتحت الباب الجانبي وولجت قائلة بأستياء_لبست اهو يا عدي قولي فى أيه بقي....
إبتلعت كلماتها حينما رأت المكان من حولها ومن ثم أستدارت لتجد "ياسين"أمام عيناها ، تطلع لها بذهول وصدمة ...كانت ترتدي فستانٍ من اللون الأبيض مندثر بأوراق الزهرات الحمراء يضيق من الوسط ويهبط بوسع مثير جعلها كفتاة بعمر العشرون عاماً ، أقتربت منه بأستغراب_بتعمل أيه هنا يا "ياسين" ، وعدي فين؟ ..
إبتسم وهو يغلق الباب من خلفه ثم أقترب منها ليقربها إليه ببسمة هادئة قائلاٍ بخبث_أخيراً حد طلع من غيالك عنده مشاعر وشفقة من نحيتنا ...
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لما فعله "عدي" لأجل مصالحتهم الأكيدة ، كفت عن الضحك حينما تأملها ذو العينان المذهبة بنظرات تكتب بالعشق والعطور جعلتها تتراقب كل حركاته بلهفة وجنون ، جذبها لأحضانه قائلاٍ بعشق_ضحكتك أحلى حاجة فى حياتي كلها ...
أنصاعت لأحضانه بخجل فرفع عيناها لتقابل تلك الأعين التى تسطر لها الشوق فسحبتهم بأستحياء لتتعالي ضحكاته وهو يتأمل تهربها بأحضانه ليهمس دون جدوى_مفيش فايدة فيكِ ....
أكتفت ببسمة صغيرة فخرج بها للشرفة التى تحده المياه من الجوانب فحرر حجابها لتنسدل خصلاتها الحريرية التى تشوبها بعض الخصلات البيضاء فتجعلها كالملاك ، أحتضنها بشغف ليتسلل عبيرها الخالد إليه لتندس معه بأجواء لا يشهدها سوى الشموع والأزهار والمياه ...

أحفاد الجارحي.. 4 .. أسياد العشق ..للكاتبة أية محمد ...Where stories live. Discover now