الفصل السابع

1.3K 85 597
                                    

مرّ أسبوع منذ التقى جيبوم بمارك آخر مرة، كان الآخر مُحاطًا بالخدم والحرس الشخصيين منذ ابتاع منزلاً في وسط سوق المدينة، وكأن الملك يخشى أنه سيفر هاربًا ليستوطن الأحياء الفقيرة في ويستروس.

في المُقابل، أُحيل جيبوم للعمل في تنظيف مكتبة القصر، كان هنالك الكثير للقيام، ووجد جيبوم نفسه غالبًا في حيرة عن أي الأركان والأرفف قد انتهى منها وأيُها يحتاج عناية أكثر، هنالك الكثير من الكتب والمخطوطات والمجسمات التي لا يعي جيبوم مكنونتها واختلافاتها لكنه يؤمن بأنها تحتوي عوالم يأمل الغوص فيها مرة قبل انكسار شوكته.

كان يقف يحك رأسه يفكر إن كان قد انتهى من القسم الذي يحتوي الكتاب بغلاف الحورية حقًا وعليه الشروع في قسم الكتاب ذو الغلاف الجلدي القديم أم لا عندما لمح شيئًا غريبًا بدا كالظرف على رفٍ قد أنهى مسحه قبل دقائق، إنه متأكدٌ أنه لم يكن هناك من قبل، ويحاول استذكار إن كان هنالك صوت أي خطوات، لكنه كان مركزًا في مهمته لينتبه لذلك.

التقط الظرف وقلّبه في يده، كان يفكر أنه يجدر به إعطاؤه لرئيس الخدم أو أمين المكتبة غريب الأطوار، لكن جيبوم اقشعرّ جسده عندما وقعت عيناه على رسمٍ على ظهر الظرف، لقد رُسمت الملامح بدقة عالية بالحبر السائل، فتاة عابسة تُمسك بطنها البارز، وعجوز مبتسمة ترتدي ملابس بالية.

"سويون؟ الخالة جايون؟" تساءل جيبوم بصوتٍ عالٍ دون إدراك منه ثم أغلق فمه بيده ونظر حول المكان ليتأكده من خلوّه، هل من الممكن أن أحدًا ترك هذه الرسالة له؟ قُطع حبل أفكاره عندما سمع باب المكتبة يفتح ويغلق، فوضع الظرف بداخل جيبه على عُجالة وواصل عمله.

أمسك جيبوم بالظرف مجددًا وهو مستلقٍ على سريره بعد منتصف الليل، كان ذهنه يتسارع لمعرفة محتوى الظرف، ولم يكن هنالك بوسع إلا شخص واحد إنجاده من محنته، فوقف وأخرج الصندوق السماوي المزخرف الذي أعطاه إياه الأمير جينيونغ من أسفل سريره ومضى نحو جناح مارك.

يعهد جيبوم المكان جيدًا، فكان لطالما يجد نفسه يراقب الجناح من بعيد بعد القبلة الغريبة التي تبادلها مع مارك، لقد رأى الكثيرين يتبادلون القُبل من قبل، وسمع عنها في القصص والأناشيد المتداولة، لكن ما أحس به لم يكن من ذلك القبيل بتاتًا، وجد نفسه يُفكر كيف أن شفتي مارك ناعمتان وبطعم الكرز، بينما شفتاه جافتان، وجد نفسه يبتعد خشية أن قذارته ستلامس الجنة التي هي مارك، ابتعد رغم أن شيئًا في داخله يعصره ألا يفعل. ورغم استغراب الفتى الأكبر من ردة فعله، لكنه لم يُرغمه على شيء، فقط ارتمى في صدر جيبوم وأغمض عينيه ليسرد كل منهما حكايات طفولته حتى وقتٍ متأخر.

Ruthless Royalty (21/21)Where stories live. Discover now