• مَدِينَةُ المَلائِكَة •

• chapter 28 •

~ و فِي النِّهَايَةِ ، أَضْحَى ذَلِك الحُلمُ بَعِيدُ الْمَنَالِ ، حَقِيقَة . . ~
_____________________________

وجهة نظر آناستازيا :

ها نحن ذا ، جلست على الطاولة رفقة روز و جوردن ، ثم فتحت الكتاب الذي ذكرني نوعا ما بالكتاب المقدس ، إشتقت لتلك الأيام حقا .
كان ما قابلني هو مجرد كتابات عادية عبارة عن عدة فقرات في كل صفحة ، و هناك بعض الآثار الأوراق الممزقة ، ما جذب انتباهي هو الخط الرديء نوعا ما في الصفحات الأولى ، و الذي يدل على صغر عمر كاتبه ، لا بد أن هذه مذكرات ذلك الشخص الذي ترك كل هذه الأشياء ، متشوقة كثيرا لمعرفة ما كتب هنا ، فواضح أن ماريان جانماس واحد من سكان مدينة الملائكة ، و من خلال مذكراته ، سينقشع الغموض قليلا عن هذا المكان ، فشرعت في القراءة ..

" أنا ماريان ، قالت أمي أن الكتابة في المذكرات ستساعدني على تخطي جميع مشاكلي ، رغم أني لا أحب هذا جدا ..
على كل حال ، كان اليوم جميلا ، سيليا دعتني لأذهب معها في جولة تحليق حول القصر ، لكن الحراس المزعجون واصلوا اتباعنا ، و أيضا ، قال فلاتريس أنه يكرهني جدا ، أعلم أنه فقط يغار لأن الأميرة تحبني أكثر منه "

هراء أطفال ! لكن أستطيع التركيز على جملة " جولة تحليق " ، لا شك بأن هذا يدل على أنهم يستطيعون الطيران ، كما يبدو أن ماريان هو ابن شخصية مهمة في هذه المملكة ، باعتبار كونه يرافق الأميرة هنا ، ثم انتقلت لما كتب تاليا بعد تدويني لبعض الملاحظات .

" اليوم كان مملا جدا ، تدربت على استعمال القوس و السهم ، و كالعادة ، لم يستطع أحد مجاراة مهاراتي الفذة ، فأنا إبن أخ الملك في النهاية ، و أيضا ، سمعت بعض الحراس يتحدثون عن المتمردين الذين غادروا أسوار مملكتنا ، و أن الملك سيقوم بقطع أجنحتهم اذا عادوا ، لا أعلم من الأحمق الذي يغادر هذه الجنة ، الحياة خارج الأسوار هي مجرد انتحار "

- اذا هم يمتلكون أجنحة ؟
قالت روز بعد أن أنهيت قراءة هذه الفقرة ، لأومئ مضيفة بتأكيد :
- نعم هذا واضح ، كما يبدو أنه من الممنوع عليهم عبور البوابة و الخروج من هنا .
- لكن ما جذب انتباهي هو أن مدينة الملائكة واسعة نعم ، لكن ليس لدرجة كبيرة جدا ، لا أعلم كيف استطاع شعب كامل العيش هكذا لآلاف السنين !
أردف جوردن ، فهممت بالرد موافقة إياه :
- صحيح ،  أن تبقى في مكان واحد طوال حياتك ، بغض النظر عن حجمه ، سيكون هذا شبيها بالسجن ..

كاد جوردن أن يتحدث مجددا ، لكن روز قاطعته قائلة :
- على كل ، لنكمل ..
فما كان منا إلا أن أومئنا ، ثم واصلت القراءة ..

" أخذني أبي رفقة سيليا و فلاتريس إلى نهر الحقيقة ، و قد رأيت جنيات السماء ! إنهن رائعات حقا !
و قد أخبرتني واحدة منهن أني سأكون مبارزا ممتازا في المستقبل ، لكن لا أعلم لماذا عندما سألت سيليا عما إذا ستكون ملكة رائعة ، تغيرت ملامحهن و لم يجبن ، لقد كانت الأميرة حزينة اليوم "