• chapter 30 •

1.4K 141 72
                                    

~ نَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ السُّجَناء و َمَا يَفْعَلُ العَاطِلُون عَنِ العَمَلِ . . نُربي الْأَمَل ~

مَحمُود دَرْوِيش
_____________________

" اذا تشيبي ، هل نذهب ؟ "
قلت  ما ان أنهيت تجهيزاتي و أخذت كل ما قد أحتاجه في رحلتي الصغيرة الى البوابة ، فبعد أن اكتشفنا تقريبا كل شيء حولها و حددنا خطوتنا التالية قبل عدة أيام ربما ، اتفقنا أخيرا على أن نفترق ، فجوردن سيجوب مدينة الملائكة عله يجد شيئا آخر يفيدنا ، روز ستواصل التحقيق في النقاط التي وجدناها على الخريطة حتى تجد البوابة اللازمة للذهاب الى العالم الآخر ، أما أنا فمهمتي تتمثل في تفقد البوابة الرئيسية و معرفة طريقة تمكننا من فتحها رغم أني أمتلك فرضية مسبقة تقريبا و أتمنى أن تكون صحيحة .

- اذا إنه الفراق ، أليس كذلك .
قال جوردن بعد أن وقفنا أمام البوابة الكبيرة للقصر استعدادا للإنطلاق ، لترد روز بابتسامة مطمئنة :
- إنه فراق مؤقت فقط ، آناستازيا لا تهملي تدريباتك و لا تحاولي التحول لمصاصة دماء ، حسنا ؟ أيضا تناولي وجباتك في وقتها ، معك ما يكفي لعدة أيام و لا تجهدي نفسك بالعمل الكثير ، تشيبي اعتني بها رجاء فهي تصبح حمقاء أحيانا .
قلبت عيناي على تعليماتها الكثيرة و قلت ساخرة :
- حسنا أمي لا داعي للقلق ، اعتنيا بأنفسكما أنتما أيضا .

- جوردن ، أعتمد عليك أنت أيضا .
أومئ و قال مبتسما :
- بالتأكيد ، إذن كما اتفقنا ، أنجزا مهماتكما و عودا بسرعة الى هنا .. للأسف نحن لا نمتلك أي وسيلة للتواصل أو لمعرفة الوقت و بالتالي عليكما فقط الإسراع ، لنذهب الآن سأبدأ بالجهة الشرقية التي تضم القصور ، الى اللقاء .
ودعنا بعضنا و انطلق كل واحد منا في طريقة ، كان تشيبي واقفا على كتفي يراقب الأوضاع و قد استغربت  كونه ليس نائما فهو حرفيا أكسل شيء قابلته في حياتي !

- لا تنسي التدرب على التحكم بالعناصر أحيانا ، لقد أهملتي هذا مؤخرا رغم أنها واحدة من أكبر نقاط قوتك .
بعد وقت من السير و كنت مازلت داخل حديقة القصر الكبيرة ، وصلني صوت فلوغا فابتسمت لاشعوريا و قلت :
- اشتقت إليك لم تحدثيني منذ مدة .
شعرت بموجة خافتة من السعادة كان مصدرها ذئبتي اللطيفة ثم قالت :
- صحيح أني لا أحدثك كثيرا لكني معك دائما ، بالمناسبة ، لماذا لا تتحولين الى ذئبة الآن لتختصري الوقت و الجهد .

كانت فكرتها جيدة حقا ، لقد تحولت مرة فقط من قبل و قد كان الأمر خارجا عن سيطرتي لذا لا أعلم كيف سأبلي الآن ، لكني وافقت على كل حال و أجبت :
- حسنا ، أخبريني مجددا ماذا أفعل ؟
- لا تفعلي شيئا فقط سلميني السيطرة على جسدك و ضعي هيئة الذئب نصب عينيك .
ردت و قد بدأت أشعر أن وجودها أصبح واقعي أكثر في عقلي ، فعلت ما طلبت و بعد ثواني بدأت أشعر بنفس الشعور من المرة الأولى ، و رغم أن هذا جلب لي مشاعر غير مرغوبة كثيرة الا أني تجاهلتها و ركزت على التغيرات التي طرأت على جسدي ، أكثر ما أخافني هو صوت العظام المعادة تشكيلها فقد كان غريبا حقا .

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •Where stories live. Discover now