الفصل الثالث والثلاثون

7.6K 217 45
                                    

الفصل الثالث والثلاثون

لقد ذهب الجميع حتي والدته أتت واعتذرت مجدداً واحتضنتها وقالت أنها ابنتها منذ اليوم وأن خوفها علي أولادها جعلها تتصرف بدون إدراك وبسوء نتج لعدة أيام .. وذهبت أيضاً وهو لم يأتي بعد هاتفته ليجيبها فوراً : دوروك أين أنت كل هذا ألم ينتهي عملك بعد! ،، متي ستعود؟.

أخبرها وقد أيقن أن المواجهة أفضل : لقد أتيت ولكن ذهبت مجدداً .

قطبت جبينها مستفسرة : أتيت هل أتيت المنزل لم آراك .

ثم جحظت عينيها مدركة أنه قد يكون استمع لها لتتسائل بخفوت : هل سمعت ..

وقبل أن تكمل أجابها بألم : سمعتك يا هيا سمعتك .

فزعت وهي تخبره بخوف : أرجوك تعال للمنزل .. أرجوك تعال لا تخيفني عليك .

ضحك بخفوت قائلاً : أنتِ ملاك يا هيا ،، لقد اقتربت من المنزل يا حبيبتي لا تخافي .

بعد قليل كان يفتح باب المنزل ليدخل فوجدها تهرع إليه لتحتضنه بشدة فحملها برفق بإحدي يديه والأخري التي كانت تحمل باقة زهور حمراء كبيرة أغلق بها الباب ،، أنزلها برفق ليضع تلك الباقة بينهم فالتقتطها بعيون سعيدة .. استنشقت رائحتها ثم قبلت ذقنه المهذبة لتخبره بخجل : شكراً لك .

تنهد وهو يرمقها بابتسامة جذلة قبل أن يبتعد عنها للغرفة كما حال عينيه التي تهرب من عينيها ،، برائتها تقتله سماحها اللامحدود هذا ينحر قلبه .. تلكَ الابتسامة العذبة التي ترمقه بها دون ضغينة يشعر بها كسكين يعزز قسوة ما فعله بها في ذاكرتهِ ،، تبعته لتقف ناظرة للأرض بخجل وهو يغير ملابسه لتسأله برفق : هل أضع الطعام لك .

نظر لها ولوقفتها الأنثوية ترتدى قميص حريرى بأكمام من التل بدرجة سماوية هادئة قصير يثير رغبته بها .. كم رغب بتواجدها أمامه هكذا منذ أكثر من سنة .. كم رغب بأن يُقفل عليهم باب واحد .. كم رغب بأن تكون تلكَ الصغيرة زوجته ولكن ليس بتلكَ الظروف أبداً .. لم يرغب أن يسبب لها الألم أبداً .. لا يعرف كيف سألها بهدوء عكس العاصفة التي تعصف بداخله : هل أكلتي أنتِ .

أومأت بخجل من تفحصه الطويل لها : أنت تأخرت وأنا أكلت مع ماما وأخواتي وأكلت مع أهلك أيضاً .

قطب جبينه متسائلاً : أهلي !! .

أومأت مجدداً تخبره : أتت والدتك وأختك .. لقد اعتذرت والدتك مجدداً لي وأنا أيضاً اعتذرت لها،، أنا لست قليلة تربية صدقني لم أشأ أبداً أن أخرج تلكَ الكلمة من فمي والله لا أعرف كيف خرجت مني حتي.

لم يتحمل كلماتها كيف مازالت تدافع عن خطئها هكذا وهم المخطئين بحقها أساساً ،، اندفع لها يجزبها بخشونة مبتلعاً باقي حديثها بفاهه مستكشفاً ثغرها المتورد الصغير .. رفعها عن الأرض مسنداً جسدها علي الحائط خلفها لتتمسك هي بعنقه تاركة إياه يشعر بنفسه .. يشعر بذاته المتشتتة رغم حرارتها التي ارتفعت ارتباكاً فابتعد عنها قائلاً بعبث : اهدأى لكي لا ترتفع نبضات قلبك .

بنات حورية Where stories live. Discover now