{3}

9 0 0
                                    

#من_اختك_الصغيرة_سارة

{3}

السابع من شهر مارس...

الجو بارد جدا في الخارج و الثلوج لا تنكف عن التساقط،اباء ذلك، تم تعليق الدراسة اليوم، اضنها افتتاحية مفاجئة تبشر بقدوم شتاء قارس،كل منا عاد الى مضجعه الخاص المنفرد،.. ما يمنحك فرصة لتفكر بآلاف المتشردين الذين يتلوَوْن بردا في الخارج، او يحبذك على مشاهدة فيلم و تناول كوب شوكلاكة ساخن، و اما انا فاريد استغلال هذه الفرصة لاكتب لك، اتفقنا انا و انت سابقا على رسالة واحدة في نهاية كل فصل دراسي، لكن أضن ان لدي الكثير لاقوله و صادف اني لم اجد سواك لكي ارسل له،اخ مستهثر و غير مهتم لا يكلف نفسه عناء اتصال واحد،لكنه يضع على عاتقه مسؤولية دفع تكاليف باهظة الثمن في سبيل توفير تعليم جيد لاخته الصغيرة،اخ لا يمكنني لومه فماذا يمكن ان يفعل فتى بمثل سنه بعد ان رمى به والداه داخل شارع الحياة المزدحم،اتتذكر تلك اليلة المشؤومة؟ تلك التي ما زلت الى حد الان تحاول نسيانها، لكن ماذا عن ما يسبقها من ذكريات،امسحتها هي و الباقي من حياتك كلها! استرمي بها الى مكب النسيان هي الاخرى ؟ قبل ان تنقلب حياتنا رأسا على عقب،عندما كنا نتسابق في اروقة المنزل الضيق نحاول بذلك اطفاء بهض المرح على الجو المكهفر الذي غلف سقف بيتنا الواحد،فوقف والدنا صارخا في وجوهنا نحن الاثنين و كنت بوصفك اكبر بسنتين فقد كنت تنال توبيخا اكثر حدة و وطأة مما كنت اناله انا،لم تكن دائما الامور كما كانت هي عليه،فبعد ان اعمى الهوى قلب الوالد الحنون احاطه بكره لا ينتهي و اعتدنا على الصمت و الكف و التجاهل،تجاهل اتعاب العمر التي فرغها في وجوهنا نحن و كاننا السبب فيما يمر به!
كلانا كنا خائفين خائفين من الغضب الذي قد يحرقنا يوما ما،او هذا اعتقدته،ذاك كان الى حين نظرت في عينيه مباشرة من دون ان يرف لك جفن كما لم يجرأ احد منا على ذلك من قبل و صرخت في وجهه معاتبااياه مفرغا جم غضبك عليه، عندها صك اسنانه و سحبك خارج المنزل وسط وجوهنا المشدوهة،امن شجاعتك المفرطة التي قد تودي بك للجحيم ام من تصرف الوالد القاس الذي لم يحسب له حساب؟ادركت حينها اني كنت الوحيدة الجبانة الخائفة التي لم تستطع فعل شيء و ايقنت سوء و غباء ضني ذاك ...
كان غضب والدي قد زاد مع الوقت و ذات مرة.. لم يعد للمنزل قط،و لم اكن لاقلق عليه بعد الذي فعله،و لا امي،التي اعتادت على تحمل تصرفاته و الانين بسوط مسموع داخل غرفتها،هاهو فرد.اخر من عائاتي البائسة يذهب واحدا واحدا،و انا انتظر دوري ...لكن انت تشبثت بي رغم انك كنت على حافة السقوط ...لما ؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 31, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مـِنْ أُخْـتِكَ الصَـغِيـرَةِ سَـــارَةWhere stories live. Discover now