طلب منا كتابة خاطرة لا تجاوز ال٣٠٠ كلمة تتعلق بروحانيات رمضان تحمل عنوان
"ميثاق"
_رغم أنني في أقل لحظاتي شغفاً هذه الفترة، متكأة وسط ركود القلم، إلا أن الانسحاب لم يكن من مفردات قاموسنا يوماً
لذا فكتابة أي شيئ سيكون كافياً
💛
°°°
"ميثاق النور"
في دوامة ال٣٦٥ يوماً السنوية،
تدورُ..
ساعتنا، لحظاتنا، أرواحنا، كلنا
منشغلين على الدوام، أو ربما لاهون، الدراسة من جهة، والعمل من الأخرى، وأكوام من مواقع التواصل الاجتماعي_شكلاً_
نفتح العيون في الصباح؛ لتترنم أفعالنا بنغم ذات الشريط الدنيوي يومياً، ثم نغلقها في المساء
نغفو...
ولا شيئ يضاف للشريط الأخر، أو ربما هي بِضع حسناتٍ عِجاف نسترقها من صلاتنا الشبيهة بالمطلوب، تِعداد حروفٍ نختطفها من المصحف مرةً كل دهر، ولكلٍ دهره، أنصاف صدقاتٍ، ولا أدري عن حال الذِكر!
وتشيح عنا الساعات وجهاً هازأً بثلث ابتسامة؛ على أتلال غبائنا
فهل يُهمل العسل الآجل لأجل محلول سكرٍ عاجل إلا غبي؟!
ولكنكَ جئت تنير هذه الحلقة المفرغة، تصرخ في بصائرنا أن انتبهوا، تعود كل عام تضبط منبهات وعينا بلا كللٍ ولا سأم، بالضبط كما لا تكل الأمهات إيقاظنا للمدارس كل صباحٍ رغم ما نفتعل من متاعب!
تعود لتبقى في عِداد أرواحنا شهراً، ٣٠ يوماً تقضيها محاولاً إشعال الفتيل الذي أخمدته غفلتنا في الأرواح، تذكرنا أن لا معنى للعقل إن لم يرشدنا إلا الطريق
طريق من أرسلك!
تعود كمرسالٍ بميثاقٍ نجدده كل عامٍ مع رب الأرض والسماوات
ميثاق نورٍ، ووعد روح
عهدٌ نلقيه بين يديك «أنّا عائدون» فتحمله للسماء مستبشراً متألق الأنظار، كأطفال الزقاق حين يأتي العيد بأسراب الملابس والدمى
فنرقى فيك أعتاب القُرب، نهرول لإدراك ما مُنحنا فيك من خير، فالمساجد تَخضَر_إن استثنينا هذا العام_والصدقات في أكف المعدوم تُزهر، حتى الأرحام فيك تتداوى عِللُ فرقاها
ثم إذا ما أشارتْ لك الأيام على ساعة معصمها الثلاثينية،
أخذت تلملم أوراقك تترك لنا صفحات العهد، وتذهب
فيثبت منا البعض، مُصراً على مبدأ عدم الحنث بالوعد، فالعهد عهدٌ وإن كان بلا مِدادٍ أوصحف
بينما ينسى الأغلب وديعتك، فيهملها كما تهمل فواتير الماء بعد السداد
ويرجع لذات الدوامة،
يعود ليفتح عين، يترنم بنغم الشريط، ثم يغلقها
ويغفو..
فتكون بعهدك الأمل المنتظر ثانيةً، لمن كتب لزهرة عمره مزيد اخضرار
