Part 10

4.7K 174 62
                                    

قمة الخذلان أن تهب الثقة فيضيعها من أمامك ، لا أحد كسرته الوِحدَه ونهته مِثلِها،، لا أحد عشق الصمت وأدمنه مِثلِها، لا أحد أخرسَهُ البَرد وارتجَف ضلوعه مِثلِها، ، لا أحد أحبّه مِثلِها
صرخت صرخت بكل ما أوتيت من قوه و عينيها تمطر بالماء المالح
صرخت الي ان اختفي صوتها اخرجت كل ما يداخلها من كسرة و ألم تشعر انه مهما حدث بعد الان لن تتألم مثلما تألمت هكذا لن تنكسر مثل الان
لم يستطع ان يفعل شيء سوي ان يضم ابنته الي أحضانه و يمرر يديها بشعرها ظلت عدة دقائق تصرخ دون ان ينقطع صوتها دون ان تتعب او تكل .. ضمت في قلبها كثير يكفي هذا الي الان
كان قلبه يعتصر علي حالها
ماذا فعل بها هذا اللعين كي تصل الي تلك المرحلة
ابنته الهادئة المطيعة
تلك التي كالدواء العليل
كنسمة الهواء الباردة في أحد الشهور الحارة
من المؤلم أن تمر عليك لحظة تتمنى التخلص فيها من ذاكراتك من عقلك من كل شيء ، من المؤلم أن تكتشف بعد فوات الأوان أنّك مدرج لديهم في قائمة الأغبياء. كانت تبكي لتنسى .. و تنسى كي تعيش .. بكل بساطة هذه هي الحياة .. فسحقاً لكل من عذب وخان واستهان بمشاعرها .. وكأنه لا يعلم أنّه في هذا الكون كما تدين تدان.

.......

كان يجلس بالخارج يستمع الي صوت صراخها كالسكون الذي يغرز بقلبه
لم يوافق ابيها علي دخوله معهم اخبره انه الان لا شيء بالنسبة لها بعد الان
التف و أعطاهم ظهر و هو يتجه اليها
تلك التي أفسدت كل شيء
تلك التي استحقت القتل منذ اللحظة الأولي
تلك ... التي يستحق الجميع ان يعلم حقيقتها
صعب أن ينتهي الحب الصادق نتيجه لأمر تافه .. الأصعب أن يستمر الفراق لأن احد الأطراف فقد عقله بلحظة من الزمن ...... يستحق الملامة لكن هي لا تستحق كل ما يحدث بها تبدو له الأشياء انها لن تتحسن و ان يعود كل شيء كما كان

لم يعي متي وصل الي بيته و هو يقود بتلك السرعة المهولة التي كادت أن تودي بحياته عدة مرات
كان الغضب يشتعل به و هو يتجول ب أنحاء البيت يبحث عنها
وجدها و كم شعر بانه يريد ان يمسك قلبها بيده في تلك اللحظة أراد يقتلع قلبها بين يديه
كاد ان يصل الي شعرها لكن يد أخيها منعته و عينيه تقدح نارا
انت زودتها يا حربي مش معني أني سكت علي مرتضي أني هسكتهم كمان علي ولاء ... قالها سالم ليبتسم حربي بسخرية و هو يمسح وجهه بكف يديه
انت عارف أختك عملت ايه ..... لم يكبح لسانه تلك المرة حينما اخبر سالم بما فعلته بينه و بين زوجته شجن
استمتع برؤيته لوجهها و الألوان تنسحب منه تدريجيا ليصير شاحبا
بالنسبة لها حربي اكثر رحمة من سالم رغم انه دافئ القلب إلا ان عقابه أشد
لم يكتفي بالكلام بل أعطاه الهاتف و علي أثر صوت حربي العالي كان الجميع يقفون علي باب الغرفة يشاهدون ما يحدث
أقوالهم الإنيل يا ولاء هانم ... قالها حربي حينما أغلق سالم الهاتف و جلس علي مقدمة السرير
هزت رأسها ب لا عدة مرات بعنف و هي تكتم صوت بكاءها أمسكت بيده و كادت ان تقربها الي فمها لكنه سحبها منها بقوة و نظرة الاشمئزاز علي وجهه
انا طلقت أختك عشان خانتني يا سالم ... و بدل ما افضحها و ادفنها حية سترت عليها و قولت ام ولادي لازم اداري عليها و هي كده ردتلي جميلي ... أختك كانت عاوزة تهرب مع واحد بتحبه .....
كانت هي تلك الصدمة الحقيقة التي جعلت ابيها يخطو داخل الغرفة بوجه اسود
بدأت بصنع الأعذار الواهية ربما توقعت اي شيء من حربي الا هذا أعطهم ظهره و خرج من الغرفة دون ان يلتف حتي و يجيب علي نداء أمه و أبيع خرج و هو يعلم ام كلّ خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه ما فعله ليس بالخطء


شفا حفرة من النارTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang