صمتي

50 5 1
                                    

نعم تلك كانت حياتي
لطالما تلقيت اتهامات لا اساس لها، إنما هي اتهامات مبنية على تحليلات غير منطقية أساسها تخيلات منبعها رغبة الناس في تلطيخ صورة كل إنسان سوي.
تلك الاتهامات تاصلت حتى أصبحت رواسخ و ثوابت لديهم، شيدو المحكمة وضعو الاتهامات هم القاضي هم السجان هم لجنة الدفاع وانا التمثال الصامت.
كنت خجولا فتم التهامي بالمكر و التوحد، حتى أن اتهامات البشر تنسف بعضها بعضا لعدم منطقيتها، كنت كنبع ماء يفيض بالمشاعر فلم أجد من يمهد درب مائي العذب حتى أصبحت بركة من الوحل، كنت احب جميع الناس، فردو الإحسان بالخذلان فاصبحتُ بخيلا في مشاعري، خوفا من الجزع و السخرية، دفنت مشاعري في قلبي فماتت هناك بصمت، كنت اقول الحقيقة فلم يصدقني احد، وما ابشع ان يتم تكذيبك وانت صادق، فبت احب الكذب، رأيت الناس يحققون ما أحلم به بسهولة بينما أعجز عن الانطلاق في دربي فماتت عزيمتي، رأيت الناس يقطفون ما استحقه بعرقي براحتهم فبت كسولا مفعما بالحزن.
انني احب ان اثرثر مع نفسي إنما هذا لثلاث أسباب، اولها ما سبق ذكره و هو المقصله التي شيدها المجتمع و ثاني تلك الأسباب انني التمس لنفسي تسليه و جدارا يعزلني عن البشر، فروحي بعيده كل البعد عن هذا العالم، بل انني كطفل جانح يراقب العالم على سطح غيمه.... شديد الحزن على هذا العالم، لاني اراهم قطعان من الماشية يجهلون الحقيقة يسوسهم قانون بشري وضع منذ زمن بعيد قانون لم يتم تحديثه بل الأقرب انه لطخة عار في صدورهم يسمونها العادات والتقاليد، ربما تراني نرجسي كيف لا وانا ادعي انني أملك علم و بصيرة الماشية لكن ما أصعب الأمر على من يرى الوجه الحقيقي خلف القناع
، انهم لن يفهمو ذالك ابدا ان الإدراك لعنه كبيرة ليس فضيلة او نرجسيه، يوما ما كنت مغفلا أيضا، اشتاق لتلك الايام بصدق، كم عانيت في سنوات عمري من شعور الاختلاف عن الآخرين، ان لا انتمي لاقراني لعالمي لمجتمعي ولكن مع ازدياد معرفتي لحقيقتي و اختلافي عن هذا العالم وعدم انتمائي له بدأت أصبح اكثر هدوئا وما كان ذالاك الا نتيجه لجهلي بحقيقتي وحالتي هذه حتى انت يا من تقرأ هذه الكلمات يا من مددت له سلماً من غيمتي ليصعد إلى ها هنا، ستدرك أثناء صعودك ان لا شيء في هذا العالم يستحق الاهتمام بحق، لا شيء يستحق أن تبذل له نفسك بقوه ولا شيء يستحق أن تفرغ صبرك و قوتك و ارادتك و صحتك له بل انني ساهديك مفتاح للطمئنينه هذا ليس انني كريم أو حكيم او انني أمتلك صفات الافضيله على الإطلاق الا انني اريد ان اغذي غروري بعض الشيء حالي كحال من يمنح الفقير شيء من المال فقط كي يحصل على رضى داخل نفسه حسنا يا رفيقي الجديد في هذه الدنيا لا تغضب او تحمل هم اي امر صغير، و تذكر أن الدنيا وما فيها صغيره ولا تستحق منك إرهاق روحك.
حسناً السبب الثالث لصمتي
لقد ختمت الحكمة الربانيه على قلبي بالصمت الازلي ولقد ختمت بسكين على لساني ليصمت فسكت و الناس ينبحون
انني سالك بين الوحوش فالبشر وحوش تسلك بينهم ومهمتك النجاة بينهم، هذا انهم بدهون المدنية و الحضارة فلا تراهم يقطعون راسك او يعذبونك جسديا فهم لم يعودو بحاجه الى ذالك فلقد ارتدو قناع الحضارة الطائفة مدعين انهم لا يئذون أحدا لكنهم ذئاب تعلم أن الروح هي الجوهر وباتو يلتهمون روحك هذا ان عذابها أعمق و أشد فخم ينطقون روحك بكلامهم قاصدين او سافهين فهم يستحلون روحك و نفسك فعليك يا  صديقي ان تسيج روحك وان تبصر ما في قلوبهم ان تجعل جسدك على هذه الأرض و ان تصعد برفقتي إلى غيمتي حيث لا يمكن لهم تن يصلو إلى روحك، فلا تسمعهم ان تترك جسدك صنما لهم فمهما حاولو الاتهام روحك لن يستطيعو لذالك سبيلا، هذا ان بيان الناس مهما بلغ من اللين و الرقة الظاهرة فما هو إلا قناع يلبسونه فالصدق في النيات لا بالبيان، فهم بيان فاسد عليك أن تهرب منه مهما بلغ من الجمال الظاهر فداخله طاعون ينتظر ان يلتهمك
من صدق الكذوب قد هلك

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 07, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حوار مع نفسيWhere stories live. Discover now