*8*

9.6K 377 197
                                    


💗💗💗

كان جالس على أريكة وهو ينظر إلى مدينة عبر تلك النافذة العملاقة في شقته وهو يفكر بما حدث قبل ساعات من الأحداث.. أولا من الذي كان يلحق به.. وأيضا وهذا هو الأهم من ذلك الجرو الصغير ألذي ضربه بتلك الثقة و قوة كما لم يفعل أحد من قبل ومن ثم تذكر
نظراته المليئة بتحدي بتلك العيون السوداء.. رغم أنه رأى نظرات كثيرين من أعدائه ومنافسيه إلا أنه لم يشعر بشيء مثلما شعر بتلك نظرات التي لن ينسها أبدا.. ليقطع تفكيره العميق صوت مارت وهو يقول :- إذا.. ألن تخبرني مالذي حدث ياغيز.. وماذا كنت تفعل بتلك المنطقة بذات رغم أنها بعيدة عن بيتك..
ياغيز :- كان هناك سيارة سوداء تلحق بي..
مارت :- ماذا.. ومن كانوا هل عرفتهم
ياغيز :- لا.. ولكن قد يكونوا رجال عاصم..
مارت :- ربما.. يجب أن تكون حذراً يا صديقي.. و أيضا يجب أن يكون لديك حارس شخصي يكون معك أين ما تذهب حتى لا تضيع مرة أخرى.. و أبتسم..
ليرمقه ياغيز بنظرة جعله يبلع أبتسامته.. ومن ثم قال مارت له :- لم تقول لي..
ياغيز :- ماذا..
مارت :- ماذا حدث لخدك و فمك..
ياغيز :- لا شأن لك يا هذا..
مارت وهو ينظر إليه بخبث :- لا تقول لي بأن هناك فتاة
قد ضربتك.. لأني أعرف بأن الرجال لا يتجرون حتى بتفكير بذلك أليس كذلك..
لم يرد عليه ياغيز.. بل ذهب بفكره إلى ذاك الجرو الصغير كما سماه وهو يتوعد له بالكثير...
مارت وهو يرآه غارق في أفكاره قال :- هى.. ياغيز..
لينظر إليه ياغيز وقال :- إذهب الآن.. لأنني أريد أن أرتاح قليلا.. ومن ثم إذهب إلى شركة..
مارت وهو يدعي بصدمة مصطنع :- أنا.. تطردني أنا..
نهض ياغيز من مكانه دون أن يقول كلمة وصعد إلى غرفته حتى يستحم و ينام بعد تلك الأحداث الغريبة..
.
.
خرجت من حمام وهي تنشف شعرها الأسود الطويل و هي ترتدي بيجامة منزلية مريحة شبابية رغم أن فريدة
تشتري لها من ثياب نوم لفتيات من جميع أنواع وألوان إلا أنها لا ترتدي إلا التي تشبه ثياب الشباب.. لقد كبرت هكذا على أنها صبي.. لأنها ومنذ أن فهمت الدنيا تريد أن تشبه والدها جمال برجولته و شجاعته و أخلاصه و حبه
لها و لأمها فريدة.. صحيح بأنها فتاة.. وفتاة جميلة جداً إلا أنها لا تحب أن تبقى في بيت تهتم بنفسها و جمالها و بشعرها إلخ وفي نهاية يأتي شخص ما لتتزوج به و
تصبح في ليل شيء يشبع الرجل وفي نهار تعمل خادمة له.. تريد أن تعيش حياتها بحرية دون قيود حولها.. ولكي تعيش كما تريد أختارت بأن تعيشها على أنها هازار الشاب الوسيم الشجاع الذي تعشقه جميع الفتيات حي.. على أن تكون هازان الفتاة الخجولة التي ستنتظر في بيت حتى يأتي أحدهم ويأخذها إلى بيته.. فهمتم أليس كذلك.. وقفت إمام مرآة بعد أن جفتت شعرها لتمد بيدها إلى مشط حتى تمشط شعرها الأسود الطويل قبل أن تنام.. بينما كانت تفعل ذلك ظهرت على شفتيها أبتسامة خبيثة وهي تتذكر كيف ضربت ذاك الكلب قذر اللعين ومن ثم فكرت من كان ذلك الرجل ولم كان غاضبا هكذا.. وثم غرقت بأفكارها وهي تتذكر كيف خرج من سيارته بفخم و هيبة رغم الموقف ألذي كان فيه.. وثم تذكرت نظراته الباردة الخالية من أي تعابير لتشعر بقشعريرة باردة تمر على جسدها وهي تتذكره.. وفجأه شهقت وهي تنظر إلى ساعة التي تشير إلى 4 صباحا لتتذكر بأن لديها موعد بصباح وقالت :- كم أنتي غبية يا هازان هل نسيتي موعدك مع مارت.. ياإللهي.. ورمت بنفسها على سرير لتنام بسعادة لأنها ستذهب إلى تلك الشركة.. ولكن هل ستكتمل فرحتها أم............... فهمتم ^~^
.
.
حل الصباح جديد والذي يحمل معه الكثير من مفاجآت..
نزلت هازان من سلم بيت ألذي يكون مكون من طبقين رغم أنهم يعيشون في حي عادي إلا أن حالتهم الاجتماعية جيداً جداً.. لا بل ممتاز لأن جمال يملك نادي رياضي كامل قد أشتره من ماله الخاصة لأنه كان و
مازال شخصا غنيا إلا أنه يعيش ببساطة مع فريدته و أبنته الغاليتين على قلبه و روحه..
هازان :- صباح الخير أبي
جمال :- صباح نور يا صغيرتي
جمال :- إذا ستذهبين إلى موعدك ذاك
هازان :- نعم
جمال :- هل إذهب معك
هازان :- لا داعي.. لأن مارت سيرسل لي عنوان..
جمال :- جيد.. بتوفيق حببيتي..
أقترب هازان منه وقبلة جبينه وقالت :- شكراً يا أبي.. و
دخلا معا إلى مطبخ حيث أن فريدة كانت تعد إفطار..
هازان :- صباح الخير فريدتي..
فريدة :- صباح الخير صغيرتي..
هازان :- هل طعام جاهزة.. لأنني جائعة جداً..
ألتفتت فريدة إليها وقبل أن ترد عليها شهقت بأستغراب
ليفزع كل من جمال و هازان ويقولا معا :- ماذا..... ؟!؟
فريدة بصدمة :- ماذا.. ماذا يعني ماذا.. أنظري إلى نفسك يا فتاة.. هل هذا منظر واحدة تذهب للقاء عمل..
نظرت هازان إلى نفسها ومن ثم إلى أمها وقالت :- ياإللهي.. لم ألبس تنورتي...
لينفجر جمال من ضحك وهو يسمع رد هازان لأمها..
لتقول فريدة بغضب جعل جمال يبلع ضحكته :- جمو.. لما تضحك ها.. هل قلت شيء يضحك..
لينظر جمال إليها بهيام وعشق فهو يعشق غضبها هذا و قال وهو يقترب منها بخطوات ثابتة :- يا روح جمو.. ماذا تريد منه.. فقط آمري وأنا سأنفذ فورآ..
فريدة :- أبنتك هذه ستقتل........ ولم تكمل لأن جمال وضع إصبعه على شفتيها وقال :- لا تغضبي نفسك بسبب فتاة غبية مثل أبنتي.. وفكري بي مالذي سأفعله
بدونك يا حبيبتي الصغيرة..
فريدة بغضب :- حقاً.. ومن سيفكر بأبنتك التي تشبه رجال ها.. وفي مستقبلها.. وهي هكذا..
جمال بهدوء عكس غضب فريدة أمسك بخصرها وسحبها بقوة إلى صدره وقبله رأسها وقال وهو ينظر إلى هازان :- أسمعني يا فريدتي.. أبنتنا هذه لن تتعقل الآن حتى يدخل إلى حياتها رجل.. وليس أي رجل.. بل رجل يكون كامل الرجولة يجعلها تشعر بأنوثتها لدرجة أنها ستأتي إليك لكي تساعديها حتى توقعه في شباكها مع أني أشك بأن يكون هناك رجل يستطيع أو يستحق فعل هذا بأبنته جمال شمكيران.. إلا أنني أمل هذا..
فريدة بسعادة :- سيأتي ذلك اليوم يا عزيزي.. سيأتي..
كانت هازان تتناول إفطارها بهدوء وهي تستمع إلى كلام والديها وتهز برأسها بملل وقالت بصوت منخفض :- ياإللهي.. ألم يتعبا من قول هذا أنا وحب مستحيل..
.
.
بعد ساعتين...
كانت واقفة أمام عمارة عملاقة جداً لتنظر إلى أعلى إلا أنها شعرت بدوار من طول تلك عمارة.. ثم نظرت إلى هاتفها لتتأكد من عنوان الذي أرسله مارت لها.. وثم زفرت بعمق لتدخل إلى عمارة التي ستغير مجرى حياتها كلها... وما أن دخلت حتى شعرت بقشعريرة بجسدها و كأنها باردة رغم أنها كانت تلبس سترت سوداء جليدا و أيضا الجو لما يكن باردا إلا أنها شعرت بها.. لتدخل إلى مصعد حتى تأخذها إلى طابق آل 60 حيث العنوان.. بينما كانت مشغولة ببحث في هاتفها دخل شخص معها إلا أنها لم تنظر إليه حتى.. حتى هو لم ينظر إليها.. بل حتى أنه لم يرها حتى ينظر إليها.. كانت تبدو طفلة أمام
فخامته و هيبة.. وما أن كاد أن يصل المصعد إلى طابق مطلوب حتى توقف عن عمل وأنطفئ النور منه.. لتفزع هازان بخوف فهي تكره الإمكان المغلقة و مظلمة كثيراً..
لتبدأ بتنفس بصعوبة وتتكلم مع نفسها :- أهدى.. اهدأ.. أنه مجرد عطل تكنكي وسيعمل الآن.. لذلك اهدأ.. ليمر بعض من وقت دون أن تعمل.. لتبدأ بنوبة من هلع وبينما
كادت أن تموت خوفا حين شعرت بمصعد يهتز بقوة.. لترمي بنفسها إلى أحضانه تدفن رأسها بصدره الصلب وتلف بيديها حول خصره وتشد عليه وتقول كلمات غير مفهومة لذاك ألذي لا يفهم أي شيء :- أمي و أبي.. سأمحوني لأنني لم أسمع كلامكما سأمحوني أرجوكم.. إلا أنها هدأت عندما تغلغلت رائحته إلى أعمقها وشعرت بأمان.. دون أن يفعل هو أي شيء غير زفر بضيق من ما يحدث.. ومر بعض من وقت وهما هكذا.. أقصد وهي هكذا ملتصقة به كغراء.. لا يستطيع أن يتحرك أو أن ينحني حتى يخرج هاتفه من حقيبته لكي يتصل ب مارت أو عمال الشركة.. ولا يستطيع رؤية شيء من ظلام لذلك ظل هكذا حتى عادت الكهرباء و أشتغل المصعد.. ليقول ببرود لها :- هى أنت.. هل أنتيهت لقد وصلنا.. وما أن أنهى كلامه حتى فتح باب مصعد..
لتنتبه هازان إلى نفسها وتبتعد عنه دون أن تظهر له وجهها لأنها في نهاية هازار الشاب القوي الذي يضرب جميع.. ولكن عندما يتعلق الأمر بظلم فإنه لا يصبح هازان فقط بل حتى تصبح الطفلة الصغيرة التي تضيع عن والديها.. دون أن ينظر إليها حمل حقيبته وخرج من مصعد وهو يشتم بكل ما يخطر على باله من شتائم..
بينما كانت هازان مازالت في مصعد تستعيد أنفاسها و رتبت نفسها وبعد دقائق أخذت نفسا عميقا وخرجت من مصعد بثقة وكأنها ليست تلك التي كادت أن تبكي خوفا في مصعد.. لتجد مارت وهو يتجه نحوها مبتسما..
مارت :- صباح الخير يا صديقي.. كيف حالك..
هازان :- صباح الخير مارت.. بخير شكراً لك..
مارت :- هل واجهتك أي مشكلة ..
هازان بثقة :- لا.. دون أن تتذكر ما حدث قبل قليل..
مارت :- جيد.. لنذهب إلى مكتب مديري حتى يأتي..
هازان :- الم يأتي بعد.. غريب..
ليضحك مارت عليه ويقول :- لا.. لكنه في أجتماع الآن
هازان :- جيد.. حسناً لنذهب إليه.. و ذهبوا..
.
.
بعد ساعة..
كانت هازان واقفة أمام نافذة تنظر خلالها إلى مدينة كانت تنظر بأنبهار لأن المنظر كان جميل جداً لأنها تكاد تقسم بأنها فوق سحاب من ما تره.. هي تذهب إلى أماكن عالية.. لكن بهذا الطول لم تذهب.. دون أن تحس بذاك ألذي ينظر إليها بأندهاش و صدمة وعلى شفتيه أبتسامة خبيثة وبدأ بأقتراب منها حتى وقفا خلفها.. لتشم هي رائحة عطره وتتذكره دون أن تعرفه وتقول لنفسها :- ياإللهي.. لا يمكن أن يكون الشخص في مصعد هو المدير أيضا.. ياإللهي.. أتمنى إلا يكون قد رآني وإلا........ ولم يكمل لأن ياغيز قال لها بصوت حفيف :- أيها الجرو الصغير.. من جيدي أنك أختصرت الوقت بحث عنك.. لتلفت إليه بصدمة من ما ترى.. ياإللهي.. هو نفس الرجل الذي ضربته البارحة و نفسه ألذي كان في مصعد.. مالذي يفعله هنا.. هل يمكن أن يكون هو المدير.. ياإللهي مسكينة هازان لقد كانت صغيرة جداً لتموت هكذا.. رحمها الله..

💖**************💖

يسعد مساءكم بكل خير :- ها قد نزلت بارتا جديدا و أرجو أن يعجبكم... وأيضا أتركوا شيئاً كأثبات وجود ولا تنسوا ⭐⭐⭐ مع تحياتي لكم أعزائي و شكراً 💕💕💕

فتاة ولكن..... ( مكتملة )Where stories live. Discover now